تعد رواية "متتابعة الموت والحياة" آخر أعمال مصطفي الأسمر المنشورة في حياته ويعبر اسم هذه الرواية بصدق عن مسيرة حياة مصطفي الأسمر الحافلة والمتميزة انسانيا وإبداعيا و"المشوار العظيم" هو اسم عمل آخر من أعماله نشر الجزء الأول منه منذ سنوات قريبة وننتظر استكمال نشر باقي الأجزاء قريبا باذن الله وإذا كان الأدب مرآة صادقة للمجتمع والأديب بمثابة طبيب ومحلل نفسي له. فمن النادر أن نجد أديبا ومثقفا ارتبط وارتبطت أعماله بوطنه ومجتمعه مثل مصطفي الأسمر الذي رحل مؤخرا عن دنيانا. فمنذ أن بدأ النشر في خمسينيات القرن الماضي بمجلات وصحف مصرية وعربية مختلفة حتي صدور مجموعته القصصية الأولي "المألوف والمحاولة" بالماستر في الثمانينيات وحتي أخر أعماله سواء التي نشرت أو التي لم تنشر بعد ظل مصطفي الأسمر وفيا ومخلصا لهذا الوطن ولأناسه البسطاء متحملا همومه وهمومهم كأنه مسئول عنها ومنشغل بقضاياه الكبري والصغري طارحا للأسئلة وباحثا عن الاجابات ناشدا لكل ما هو حق وخير وجمال ثم تتابعت أعماله بعد "المألوف والمحاولة" وتنوعت ما بين القصة والرواية والمسرحية والدراسة الأدبية فازداد ارتباطا بوطنه وأمته واتسعت رؤيته لتشمل الكون بأكمله الخالق والمخلوق. الجن والإنس. الرجل والمرأة. الشيخ الكبير والطفل الصغير الحاكم والمحكوم. الظالم والمظلوم. العاقل والجاهل. الطيور والحيوانات. الزواحف والحشرات. البحار والجبال. اليأس والمقاومة. الموت والحياة. ناسجا في أعماله عوالم سحرية تتناول أبسط الأشياء وأعقدها في قالب فانتازي ساخر يستدعي الحكايات والأساطير والموروث الشعبي ثم يوظف كل هذا في توليفة ذات نكهة خاصة لا تجدها إلا عند مصطفي الأسمر. قد يكون من المفيد أن نسرد أسماء بعض أعماله لنتأكد من صدق كلامنا هذا "لقاء السلطان". "الصعود إلي القصر". "انفلات". "غوص مدينة". "الحظ". "ابتسموا للحكومة". "حيوانات". "هذه الأقوال لكم". "هنا". "رحلة س". "جديد الجديد في حكاية زيد وعبيد". "الغالب والمغلوب". "الرعية تبتسم والحكومة تشاطرها الأحزان". "إظلام في الظهيرة". كما يجب الاشارة إلي الكتاب المحبب إليه والقريب إلي نفسه والذي أعده عن عمه الشاعر الكبير محمد الأسمر تحت اسم "رحلة شاعر". هكذا كان مصطفي الأسمر انسانا صادقا مخلصا ومبدعا كاشفا موهوبا شديد التواضع والترفع عن المتاجرة بأعماله وهكذا ستظل - باذن الله - ذكراه وأعماله علامات مضيئة في مشوار الأدب المصري والعربي الحديث. أيمن مصطفي الأسمر