سكان الجزر النيلية بالمنيا يعيشون حياة العصور البدائية فعلي الرغم من دخول الإنسان عصر الألفية الثالثة إلا أن سكان الجزر مازالوا يعيشون العصور البدائية يستخدمون المواقيد بلا خدمات صحية أو تعليمية. يوجد بالمنيا أكثر من 15 جزيرة يقطنها آلاف المواطنين إلا أن هناك جزراً مأهولة بالسكان كجزر البيهو وشارونة وزهرة وملاطية والبرشا ويعتمدون علي الزراعة وتربية الحيوانات. هم مواطنون مصريون يعيشون في الجزر بعيداً عن ضجيج السيارات يعيشون حياة بدائية بدون أطباء أو تعليم أو وسائل مواصلات أو خدمات.. لديهم ثروة اقتصادية هائلة من تنوع نباتي وحيواني إلا أن المسئولين بقدرة قادر حولوا حياة ساكني الجزر إلي عذاب. المعروف أن الجزر النيلية هي اراض تتبع املاك الدولة ويقوم أصحابها بدفع ضريبة سنوية مقابل الانتفاع "الربط" وعلي هذا الأساس حاول المسئولون طرد القاطنين بها باعتبارها محميات طبيعية يجب الحفاظ عليها وهذا ما دفع محافظ المنيا الأسبق اللواء أحمد ضياء الدين أن يرسل العديد من الانذارات لسكان هذه الجزر لمطالبتهم بمغادرتها وعندما سأل الأهالي عن السبب كانت الاجابة انه يطبق قرار رئيس الوزراء رقم 1969 لسنة 1998 الذي ينص علي أن جزر النيل محميات طبيعية يحظر فيها القيام بأي أعمال أو تصرفات أو أنشطة أو اجراءات من شأنها تدمير أو إتلاف أو تدهور البيئة الطبيعية أو الاضرار بالحياة المائية أو البرية بإقامة مبان أو منشآت. التقت "المساء" عدد مع من سكان الجزر الأهالي يقولون إن الدولة لم تقدم لهم شيئاً نهائياً فمنذ حياتنا ونحن لا نري المسئولين ولكن نسمع عنهم ندفع الربط السنوي ولم تقدم لنا الحكومة أي خدمات. أكد محمد أحمد انهم يعبرون البر الغربي بالشرقي بقوارب تفتقد إلي الأمن والأمان ناهيك عن الحمولة الزائدة بالمراكب بدون رقيب أو مسئول لم يخطر ببال احد المسئولين بتوفير معديات لقاطني الجزر أو مركب كبير يستوعب اعداد السكان الوافدين علي الجزر. أوضح شادي مصطفي بأن الوصول إلي أقرب مدرسة تمثل رحلة عذاب من بداية اليوم الدراسي حتي نهايته.. يستقل التلاميذ المركب الخشبي غير المؤهل بوسائل الأمن والأمان لعبور البر الغربي مكدسين فوق بعضهم كما في الصور مأساة حقيقية يعيشها التلاميذ يومياً بجانب السير علي الطرق الترابية. يقول أحمد محمود: لم نشعر بحدوث ثورة ولا نعرف من هو الرئيس؟! نجح المسئولون بالمنيا بعزلنا عن الشارع المنياوي وأصبحنا أمواتاً ولسنا أحياء فإننا نقوم بزراعة مساحات شاسعة ونجمع المحاصيل إلا أننا نعاني أشد المعاناة في ترويج المحاصيل بسبب عدم توافر وسائل النقل فالأرض هنا من أجود أنواع التربة بمصر. اضاف أحمد شحاتة أنهم يشربون مياه الطلمبات الحبشية بسبب غياب مياه الشرب والصرف الصحي بل انهم يعيشون بدون خدمات تعليمية أو صحية فالذي يمرض منهم تقوم اسرته بتقديم الوصفات البدائية في علاجه!! الغريب في الأمر أن هناك بعض الجزر لا يعرف سكانها إلي أي الوحدات المحلية تنتمي فعلي سبيل المثال لا الحصر جزيرة البيهو تارة يخبرهم المسئولون بأنهم تابعون لقرية بني خالد التابعة لمركز سمالوط وتارة أخري تاعبون لمجلس قروي البيهو. سؤال يطرحه جمال علي: أين الدولة من سكان الجزر المائية فمشكلة النحر النهري يهدد من تآكل الجزر بدون وجود مسئولون فتآكل اطراف الجزر من الاتجاهات الأربعة مستمر حتي هذه اللحظة ناهيك عن عدم التوعية والارشاد الزراعي للمزارعين بل نسمع فقط ولم نر مسئول بمديرية الزراعة أو الصحة نهائياً بالجزر. يؤكد الأهالي ا ن من المشاكل التي تواجه المزارع صعوبة التخلص من المخلفات الزراعية التي تجلب الثعابين وتكون أوكار للثعالب والعوارض ويهددنا الفقر والجهل والمرض فهل من مجيب؟!