قال محمد زايد عباس "عمدة طه شوب مركز ببا" ان من مظاهر الحج زمان اقامة الاحتفالات والليالي الملاح وفرحة بالفوز بالحج وكانت تقام "ليلة" قبل السفر بيوم تسمي "ليلة التبريزة" حيث يتجمع اهالي القرية حول منزل الحاج ويجلسون في حلقات للذكر والانشاد والمديح النبوي ويسهرون حتي ساعة متأخرة من الليل مسرورين وفرحين بابن قريتهم. اضاف في يوم السفر يخرج الحاج من منزله مرتديا الملابس البيضاء وسط زفة من اهالي القرية ويتوجهون معه لتوصيله الي محطة القطار حتي يستقله الي القاهرة ثم الي السويس حيث الميناء ثم يركب الباخرة حتي ميناء جدة وهناك في التكية المصرية يستقبلون الحاج ويأتي المطوفون ويصطحبونهم علي الجمال للوصول الي مكة أو المدينة مما يستغرق ايام طويلة ورحلة السفر كانت تصل الي 3 شهور واكثر قليلا اي انه قبل موعد الحج بشهر يسافر ويمكث هناك شهرا ويعود في شهر ثالث. تابع قائلا: عند عودة الحاج بالسلامة يتم الاحتفال به لانه عاد بالسلامة حيث كانت الوفيات كثيرة ايام زمان وخاصة في فصل الصيف حيث انتشار الامراض هناك آنذاك.. ويأتي الحاج بالهدايا للقاصي والداني لكل الناس فكل من يذهب ليسلم عليه يهديه سبحة او سجادة صلاة او جلباب ابيض طبقا لدرجة القرابة او المعرفة. يحكي عن رحلة حج والده عام 1937 والذي سافر للحج ومعه وجدته فيقول انه اصطحب معه خفيراً خصوصيا مسلحا وكان يعمل لديهم آنذاك حتي يحرسهما اثناء ركوبهما الجمال بعد وصولهما جدة في طريقهم الي مكة او المدينة خوفا من قطاع الطرق وبعد وصولها واداء الفريضة كانت تذبح الذبائح وتقام الافراح لعدة ايام بعد وصولهما بالسلامة. اكد حسن فؤاد هنداوي "عمدة منقريش مركز بني سويف" علي ان مظاهر الاحتفال بالحاج زمان اختلفت كثيرا عن هذه الايام فقد كان لرحلة الحج بهجة ورونق فتقام الاحتفالات وتدق الطبول والمزمار البلدي قبل السفر بليلة ويقوم اهالي القرية باعداد زفة جماعية اذا كان هناك اكثر من حاج في القرية ويذهب اهالي القرية جميعهم لتوصيلهم الي محطة الاتوبيس او القطار ويسافر معه عدد من اهله حتي توصيله الي ميناء السويس فقد كان السفر بالباخرة اكثر من السفر بالطائرة عكس هذه الايام. اكد انه عند عودة الحاج يتم دهان المنزل بالالوان الزاهية ويكتب عليها حج مبرور وذنب مغفور ويرسم عليه الباخرة ويدون علي المنزل اسم الحاج والعام الهجري والميلادي ويأتي الحاج بالهدايا ويقوم بتوزيعها علي اهالي القرية وتقام ليالي الانشاد الديني والمديح النبوي الشريف فرصة بوصول الحاج بالسلامة. يحكي عن احدي الذكريات عندما اعلن ان مأذون القرية ابراهيم الدقاق اشهر مأذون في بني سويف حينئذ وقد توفي الي رحمة الله انه بعد ان اقيمت له الاحتفالات والافراح في الليلة السابقة علي السفر تقرر تأجيل السفر تساءل ابناء المأذون هل ستقيم له الاحتفالات مرة ثانية ام تكتفي بما سبق واستقر الرأي علي انه سبق الاحتفال وعند العودة يتم الاحتفال بعودته. وحول تكاليف الحج بقول العمدة الذي كان يرغب في الحج يقوم بتحويش وادخار تكاليف الحج وتكاليف الهدايا التي سيشتريها عند عودته وهي مهمة جدا. أما الان فالذي يفوز في قرعة الحج سواء قرعة وزارة الداخلية او الجمعيات نادرا ما نسمع عنه فيسافر ويعود ولا احد يشعر به من اهالي القرية وهذا يرجع الي مشغوليات الناس والدنيا اصبحت لاهية فقد كان الود والمحبة زمان اكثر من الان.