إذا كان هؤلاء الأنذال والجبناء والفئران المذعورة الذين يضربون ضربتهم في الخفاء ويجرون بعيداً هم من يسمون بالارهابيين والذين تُشتري ذممهم وضمائرهم ببضعة جنيهات من أسيادهم الذين يمولونهم لإحداث الفتنة والوقيعة. وربما يتصورون أن ما يفعلونه يجعل الأقباط يكفون عن الذهاب إلي الكنائس.. وأقول من هنا ومن هذا المنبر المحترم: نحن لا نخاف ولن نرهب أو نرتعش من كل ما يحدث أو يدبر في ظلام. الكنائس بعد فعلتهم الشنعاء في الإسكندرية وسقوط الشهداء امتلأت عن آخرها بالمصلين رغم تهديدات القاعدة. حقا ان المسيحية تقول: "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم".. وأيضا تقول من ضربك علي خدك الأيمن فحوّل له الأيسر أيضاً".. ولكن الغليان الذي أشعر به يعربد في قلبي يقول غير ذلك. والثورة التي أشعر بها تنادي وتقول: "عين بعين وسن بسن والبادي أظلم".. والذي يثيرني أكثر بل يثير كل الأقباط في مصر هذه النغمة الغريبة التي يقولها بعض الضيوف في البرامج التليفزيونية!! انظروا إلي ما يحدث في العراق.. أي عراق هذا الذي يقارن بمصر.. هل عراق صدام حسين أم العراق المفكك؟ أم عراق الشيعة والسنة؟ أم العراق المحتل من أمريكا؟.. أم ماذا وماذا؟ فهل يعقل أن تقارن مصر العظيمة بلد الأمن والأمان.. مصر الدستور.. مصر المؤسسات .. مصر مجلسي الشعب والشوري.. مصر حسني مبارك.. مصر انتصار أكتوبر العظيم.. نقارنها بالعراق وبما حدث من تفجير بكنيسة كبيرة بالعراق وأيضاً تفجير جوامع السنة وأيضاً جوامع الشيعة وكل الفوضي العارمة التي تعم ذلك البلد المنكوب.. أي هراء هذا وأي استخفاف بالعقول لهذه الدرجة.. وبالراغم من أن الدين المسيحي يدعو إلي التسامح ويبتعد تماماً عن العنف. فإنني أقول بملء الفم إذا قدر لي يوما أن ألتقي بتلك الجرثومة وهذا الحقير الذي وضع المتفجرات في كيس بين المصلين في الكنيسة وهرب أو فجر عربة مفخخة. أو حتي فجر نفسه.. إذا قدر لي أن أراه فلن أتركه وأقول له "الله يسامحك" كتعاليم الإنجيل. ولكني سأمزقه بأسناني وأقطعه إلي ألف قطعة وأرمي أشلاءه المدنسة إلي كلاب الشارع.. لأنه لو كان فارساً مثل الفرسان لظهر في النور هو ومن يحرضه من الذين يدعون انهم حماة الدين الإسلامي وهم أبعد ما يكونون عن ذلك. لأنني أعرف كل المسلمين الذين أتعامل معهم. فهم في منتهي الرقي والاحترام والتدين ولا يحملون في قلوبهم أي غل ولا حقد علي إخوانهم الأقباط.. بل نعيش جميعا أصدقاء وأحباء مع بعضنا. يفرحون لفرحنا ويحزنون لأحزاننا. وسنظل هكذا نسيجا واحدا راغم أنف كل الحاقدين. والآن أتساءل: ماذا فعل الأقباط لهؤلاء الموصومين بالعار. والذين أقسم بالله العظيم اننا نعرفهم.. نعم نعرفهم جيداً.. لكنهم -كما قلت- ليسوا بفرسان لكي يظهروا ولكنهم فئران مذعورة تضرب وتختفي.. وأنا أعلم حينما يقرأ رجل الدين الذي هو أب اعترافي والذي أتبعه هذه المقالة سيحزن كثيراً. وسيأتي إليَّ فوراً ليقول لي: حرام ما تقولينه لأن ديننا دين تسامح ودين تآخ ودين سلام ومحبة وليس دين عنف وقتل وسفك دماء.. ولكن ماذا أفعل في الثورة التي أشعر بها تحرق قلبي.. وكيف أحب ويوجد سلام بيني وبين من أهدروا دماء الشباب والسيدات والأمهات الصغيرات. وأيضا الأطفال وكانوا جميعا في دار عبادة!! فهل إلي هذا الحد تهان الأرواح من سافكي دماء الأبرياء والذين يحرضونهم.. ولكني أحلف بالله العظيم وأقول لتلك الدماء الطاهرة التي سفكت وسالت ظلماً وعدواناً: لا تحزنوا لأن دماءكم لن تذهب هدراً وغداً ستعلمون يا من تخربون. ويا أيها الارهابيون الأقذار ان مصر كلها. مسلميها ومسيحييها ستقف لكم جميعا بالمرصاد. لأن النسيج القوي المتماسك لن تمزقه بسهولة أياد قذرة مثل أياديكم يا من تتخفون تحت عباءة الدين والذي هو أصلاً بريء منكم إلي يوم القيامة.. وتذكروا ماذا سيفعل الله بأمثالكم يا طيور الظلام. وإن غداً لناظره قريب. والذي سيفعله الله بكم سيكون بواسطة كل المصريين الشرفاء وطبعاً بقوة الله عز وجل.