هالني كثيراً علم استقلال جنوب الصعيد الذي حمله بعض عمال الغاز خلال تظاهراتهم أمام مجلس الوزراء منذ أيام بدعوي أن الحكومة لم تستجب لمطالبهم المتمثلة في العودة للعمل بعد فصلهم تعسفياً. وبعيداً عن العلم الذي حمل ثلاثة ألوان و9 نجوم ونخلة.. هي الأزرق تعبيراً عن النيل والأبيض دليلاً علي نقاء القلوب والأخضر الذي يرمز للأرض الخضراء والنخلة التي تدل علي الأصالة والنجوم التسع التي تشير إلي محافظات جنوب الصعيد. أقول بعيداً عن ذلك فإن الأمر جد خطير.. بل كارثة بكل المقاييس ما كنا نتحدث عنه همساً بأن هناك قوي تعمل في الخفاء علي تقسيم مصر وإحداث فتن فيها لتجزئتها.. بدأت بوادرها تظهر علي السطح بوجه سافر. البعض من أبناء النوبة يطالب بقناة فضائية تتحدث باسمهم.. وآخرون شكلوا جماعة الإخوان المسيحيين علي شاكلة الإخوان المسلمين.. وأبناء سيناء يطلبون إبعاد أبناء الوادي.. إلخ من دعاوي الفرقة والتجزئة. هل هذا معقول أو مقبول؟!.. وهل معني أن يكون للبعض مطالب تدور حولها مفاوضات أن يفاجئنا بهذا الأمر الخطير الذي يمثل في حقيقته خيانة للوطن الأم مصر التي عاشت علي مر العصور منذ أيام مينا موحد القطرين شعباً واحداً في السراء والضراء. إنني أشم رائحة الفوضي الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة منذ سنوات ونسيناها أو تصورنا أنها مجرد تعبير فقط.. لكن الواضح أنه مخطط يجب أن نتنبه له ونحذر منه ونصحو لمواجهته. من رفع هذا العلم كان يجب مواجهته.. بل مساءلته عن هذا الفعل الذي قام به ويهدد وحدة الوطن الذي نعيش فيه!! أين الحكومة..؟!.. وهل ستظل مكتفية بالفرجة حتي في الأمور الفاصلة؟! بصراحة لا يمكن أن نتصور أن هذا الفعل مجرد طرفة أو تسلية.. فهذا خطر داهم.. وجريمة. أيضا مطلوب من النخبة التي تصدعنا بخلافات علي كل شيء أن تتنبه إلي مثل هذه الدعاوي التي تحاول تقسيم شعب مصر إلي مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة وصعايدة وبحاروة.. إلخ من التسميات الغريبة التي لا تخدم وحدة الكيان ولا تسعد أي مصري غيور علي وطنه.. لكنها تسعد بالقطع إسرائيل التي تريد لها دولة من النيل إلي الفرات.. والتي تري أن العقل اليهودي المتميز مع الساعد العربي يمكنهما بناء حضارة في المنطقة.. وهذه هي فكرة الشرق الأوسط الكبير التي بشرنا بها ساسة أمريكا ويدعون لها. فهل نظل مكتوفي الأيدي أمام هذه المحاولات ونسمح بالأفكار المسمومة والمشبوهة تتسلل بين ظهرانينا حتي ولو كانت محلاة بالعسل.. تحت بند عدم التفات الحكومة والمسئولين لبعض مطالبنا؟! علينا أن ندرك أن الأندلس في العصور السابقة ضاعت من المسلمين بفعل التقسيم والإمارات التي نشأت بها. وعلينا أن ندرك أن قوة مصر تكمن في وحدة شعبها بالاضافة إلي موقعها الجغرافي والتاريخي.. وهي أي مصر عمود المنطقة العربية إذا قامت قام العرب.. وبالتالي فكل المحاولات ومنذ الثورة ألا تقوم لنا قائمة وتظل الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات والانفلات الأمني وتراجع الإنتاج وإغلاق المصانع ظواهر تقودنا جميعاً إلي نفق مظلم لا نعلم ماذا سيحدث لنا إذا دخلنا فيه؟! علم مصر تاريخ عريق ورمز مشرف لنا.. استخدمناه كفناً للشهداء منذ ثورة 1919 حتي ثورة 25 يناير وكان عنوان البطولة في حرب أكتوبر المجيدة التي احتفلنا هذا الشهر بذكراها ال "39" فكيف نسمح للبعض بأن يتلاعب به علي هذا النحو الذي رأيناه؟! لابد من الحساب والمحاسبة لكل من أخطأ قبل أن يستفحل الخطر.. وهذا واجب الدولة ورجال السياسة والدين.. بل وكل وطني لوأد هذه الفتنة الغريبة علي الجميع. أتمني أن يتحرك الكل وبسرعة لعمل طويل ومستمر قبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقول المثل الشعبي.. ثم نبكي علي اللبن المسكوب وأمامنا تجربة السودان.. يجب ألا ننساها أو نغفل عنها. لقطات: ** إسرائيل تغزو مصر بالملابس الداخلية.. يجري بيعها في المحلات علنا.. والتجار يرفضون الافصاح عن مصدرها!! * حتي الداخلية.. يا خسارة!! ** خالد الأزهري وزير القوي العاملة والهجرة: المتظاهرون لا يستحقون صرف أجورهم طبقاً للقوانين الدولية! * ونحن نسأل: تقدر تنفذ يا سيادة الوزير؟! ** ارتفع حجم التعديات علي الأراضي الزراعية بالتبوير والبناء إلي 600 ألف و191 حالة تعد بإجمالي مساحة 25 ألفاً و474 فداناً منذ ثورة 25 يناير حتي الآن. * لها حق أسعار الخضار.. تولع!! ** قال د.حسن نافعة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: الانتخابات البرلمانية القادمة اختبار حقيقي للأحزاب الجديدة. * تفتكر هتنجح يا دكتور؟! ** من عناوين الصحف : التأسيسية تفشل في حسم وضع النيابة الإدارية وقضايا الدولة. نادي القضاة يتضامن مع المحكمة الدستورية في موقفها من التأسيسية. الدستورية العليا: كل الخيارات مفتوحة في معركة الدستور. خبراء القانون : مسودة الدستور نسفت المحكمة العليا واختطفت كل اختصاصاتها. * والله حرام.. امتي هنتفق؟!