الباعة الجائلون ظاهرة تسببت في اختناق الشوارع الرئيسية بالإسكندرية وإصابتها بالشلل اوالزحام والعشوائية.. ولم يكتفوا بذلك بل ابتكروا حيلا أخري لتفادي حملات إزالة الاكشاك الخشبية والاشغالات في الشوارع التي تقوم بها شرطة المرافق بالمحافظة من آن لآخر والتي استهدفت سوق محطة مصر والمنشية علي وجه الخصوص.. فقاموا بتخزين بضائعهم في مداخل العقارات واصابوها بالفوضي وهددوا سكانها للرضوخ لرغباتهم تارة واتفقوا مع حراس تلك العقارات لحراسة بضائعهم مقابل دفع المعلوم تارة أخري.. ورغم تحذير محافظ الإسكندرية المستشار محمد عباس للباعة الجائلين من استخدام الأرصفة بالميادين والطرق بالمدينة واتفاقه مع عدد من ممثليهم علي تخصيص عدة مناطق لممارسة أعمالهم بعيدا عن الأرصفة. فإن الباعة الجائلين لا يزالون يتحينون الفرصة للعودة وافتراش الشوارع. ويستعيضون عنها مؤقتا بالدراجات وعربات اليد والسيارات التي تجوب المناطق محملة ببضائعهم مصحوبة بمكبرات صوت تتسبب في نشر التلوث السمعي وإزعاج المواطنين.. فهل تجد هذه المشكلة السلبية حلولاً جذرية لدي المسئولين بالإسكندرية..؟! يقول إسلام محمد "موظف": إن الإسكندرية شهدت هجوما شرسا من ابناء المحافظات المجاورة بعد اندلاع ثورة يناير. بحثا عن الرزق السريع فاحتلوا الشوارع وأقاموا الاكشاك في غيبة الاجهزة الرقابية. وبمرور الوقت شعروا بأنها حق مكتسب بعدما جنوا الأرباح ببيعهم البضائع المختلفة. أكد طارق سليم موظف أنه علي الرغم مما تبذله اجهزة الأمن من جهود لإعادة الانضباط للشوارع فإن بعض المواطنين لا يلتزمون بالقانون ويرغبون في زيادة الانفلات الذي يصب في صالحهم. أضاف أن الباعة الجائلين حين يستشعرون قدوم حملات الإزالة يسارعون إلي تخزين بضائعهم بمداخل العقارات مهددين السكان بالقوة. ويدفعون لحارس العقار "أرضية" مقابل السماح بذلك. وهكذا تستمر لعبة القط والفأر والمواطن السكندري هو الضحية. وكذلك الشوارع التي صارت مقلبا كبيرا لقمامتهم..!! أكد عادل عبدالعزيز "عامل" أن معظم السكندريين يتمنون القيام بحملات الإزالة بصفة دورية للقضاء علي البلطجية الذين يزاحمون أصحاب المحلات في أرزاقهم. ويبيعون بضائع "مضروبة" وتالفة ويتقاتلون فيما بينهم لجذب الزبائن ومزاحمة المارة. ولا يتورعون عن سرقة التيار الكهربائي من اعمدة الشوارع. وتجرأ بعضهم ببناء أكشاك خرسانية بدون تراخيص. أما الشباب فقد رحبوا بنجاح الحملات المرورية المكثفة التي قادتها إدارة مرور الإسكندرية. وضبطت خلالها كما هائلا من المخالفات سواء من أصحاب المركبات الخاصة أو العامة. وكذلك حملات إزالة الاشغالات بالطرق والميادين العامة التي شوهت المظهر الحضاري للمدينة. وخاصة إزالة بعض الكافتيريات علي الشواطئ التي احتلها الباعة الجائلون. وفرضوا تسعيرة عالية لبضائعهم. وحرموا المواطن البسيط من التجول والتمتع بالمصيف بسبب إمكانياته. طالبوا بتضافر الجهود. وقيام المواطن بدور إيجابي فعال للحد من تلك الظواهر السلبية لإعادة الوجه المشرق للإسكندرية.