عدة ملايين من المصريين. ولدوا. ودرسوا بالمدارس والجامعات أو ضاعوا في الشوارع!! ومارسوا أعمالاً عامة وخاصة أو ظلوا عاطلين عن العمل!! وتزوجوا وأنجبوا أو "عنسوا" حتي بلغوا ثلاثين عاماً. وهم لا يسمعون اسم أكبر أبطال حرب أكتوبر. وقائدها الثاني بعد السادات.. ولا يرون له صورة علي حائط. ولا تمثالاً في بانورما حرب أكتوبر. ولا لقطة في التليفزيون وحتي صورته وهو واقف في حجرة العمليات للقوات المسلحة أثناء الحرب علي يمين أنور السادات. محيت ولفقت مكانها صورة لرجل لم يكن له وجود فيها أصلاً. وضع المنافقون صورة الحاكم المخلوع حسني مبارك مكان قائده بطل الحرب العظيم سعد الدين الشاذلي!! منذ استولي العميل الصهيوني المخلوع علي مصر "من بابها" وهو يطمس التاريخ. وينهب الروح من جسد هذا الوطن. ويجرف الوجدان والوعي. ويضع منافقين جهلاء صورته في كل موقع من مواقع صنع القرار في وطننا الذي نكب به. أما أبطال الوطن الحقيقيون في انتصاراته وفي مجال العلم والفكر والثقافة والبناء والصحافة والاقتصاد فقد تم إقصاؤهم وطمرهم ودهسهم. حتي أصبحنا الان نعاني فراغاً سياسياً مهولاً. دفع بكثيرين من مخلفات النظام الساقط.. من المتطرفين وغيرهم- إلي الطفو علي السطح. وتشويه وجه مصر العظيم. مصر حاضنة الحضارة البشرية الأولي. فتحققت مقولة عدو الشعب المخلوع "أنا أو الفوضي"!!! انتصار أكتوبر هذا العام صوَّب التاريخ. ووجه البوصلة وجهتها الصحيحة العادلة.. فلم يقل أحد ان المخلوع حسني مبارك لم يشارك في الحرب. لكن الناس تري قبله ومعه آخرين أبطالاً صنعوا النصر ولم يتاجروا به. ولم يتبوأوا المناصب. ولم يخربوا الوطن. ولم يعاقبوا الشعب بالتجويع والقهر ثلاثين عاماً. علي ذنب لم يقترفه سوي صمته. أي الشعب- علي ان يحكمه آخر من كان ينبغي ان يحكم!! لم يتعلم الحاكم المخلوع ان مصر أكبر منه. وان التاريخ يصحح نفسه فمحا كل أثر لسعد الشاذلي. وحجبت الأضواء عن بطل الطيران العظيم الرائد طيار ضياء الدين يحيي الحفناوي ومن قبل عومل عرابي هذه المعاملة المجحفة الظالمة أيام الاحتلال الأنجليزي ثم أنصفه الشعب والوطن وأعاده التاريخ إلي مكانه الناصع فيه.. ومن قبل حاول السادات ان يهدم صورة عبدالناصر لدي الشعب ويضع صورته مكانها-كما فعل في السد العالي- لكن عادت صورة عبدالناصر لتحتل قلوب الملايين ولتكون الصورة الوحيدة التي ترفع في ثورة 25 يناير بميدان التحرير. أيها الحاكم لهذا الوطن- حالياً ومستقبلاً- اذا لم تستطع ان تبني علي ما تركه سلفك فلا أقل من ان تمتنع عن هدمه!!