يناير هو شهر احتفالات الشرطة بعيدهم فيه وبالتحديد يوم 25 يناير عام 1952 تحولت اجسادهم قبل اسلحتهم إلي دروع تحمي تراب الوطن وسقط منهم 50 شهيداً حينما التحموا مع الشعب لمواجهة القوات البريطانية التي احكمت حصارها علي محافظة الإسماعيلية.. المهم ان الرجال كانوا يستعدون لاحياء هذه الذكري التي يحتفلون دوماً بها مع كل أبناء مصر خاصة وانها ملحمة تتجسد فيها معني التضحية والفداء لكل أبناء الوطن بمسلميه ومسيحيه دون تمييز تلك الكلمة اللعينة التي يحاول البعض ترويجها لزرع فتيل الفرقة بيننا. لقد روي اليوزباشي مصطفي رفعت أحد أبطال تلك الملحمة انه حينما سمع خبر احتلال الانجليز لمدينة الإسماعيلية كان يقيم معه في اللوكاندة اليوزباشي عبدالمسيح مرقص وعدد آخر من الضباط وما أن سمع الجميع الخبر وكان ذلك في الخامسة فجراً نزلوا جميعاً إلي الشارع وقفوا جميعاً مصطفي إلي جوار عبدالمسيح يدافعون عن تراب الإسماعيلية ويضربون أروع المثل في الفداء من أجل الوطن وما اعظم ذلك المعني الذي كتبه اليوزباشي مصطفي رفعت في كتابه الوثائقي عن حريق القاهرة انه حينما قرأ الفاتحة قبل مغادرة اللوكاندة إلي موقع الأحداث وهو والضباط قرأها معهم اليوزباشي عبدالمسيح مرقص. هذا العام جاء شهر يناير وقلوب كل أبناء مصر تنزف حزناً علي أرواح الأبرياء وعلي آلام المصابين الذين تعرضوا للاعتداء الآثم امام كنيسة القديسين في الإسكندرية وتسبب ذلك في ان يبدأ حماة الوطن بقيادة أفضل وزير داخلية لمصر في العصر الحديث حبيب العادلي والذي واجه ما لم يواجهه وزير من قبل سواء علي مستوي الأحداث الخارجية في المنطقة المحيطة لمصر والتي تؤثر بشكل مباشر علي الأمن داخل البلاد وأيضاً استخدام الخارجين علي القانون لكافة الوسائل التكنولوجية في ارتكاب جرائمهم بالاضافة إلي حالة الانفلات التي اصابت بعض وسائل الإعلام وجاء بعضها وكأنه يحرض المواطنين علي الانفلات الا انه ورجاله الأشداء استطاعوا ان يواجهوا الكثير من المحاولات للاضرار بمصالح الوطن. عموماً لقد أصبحت المسئولية كبيرة علي أبناء الوطن وضرورة الالتحام مع رجال الشرطة لمواجهة تلك الاخطار وان يتحول كل مصري إلي جندي في الميدان للدفاع عن وحدة الصف لهذا الوطن ويبقي النسيج واحداً مسلماً ومسيحياً لافرق بينهما الا في اداء الواجبات الدينية وليكن في ذلك رد لجميل رجال الشرطة الذين لاينامون الليل لحماية الممتلكات والأرواح وليكن التحام الشرطة والشعب في 25 يناير 1952 مثلاً ونموذجاً لابناء الوطن في التضحية وسنظل نؤكد ان مرتكب حادث الإسكندرية ليس من أبناء مصر!!