بقايا إنسان هذا هو الوصف الصحيح الذي أطلقه علي نفسي ومقتنع به تماماً ولما لا وقد خسرت كل شيء واختفت الضحكة من حياتي واصبحت الحياة بلا طعم. عمري 22 سنة انهيت العام الماضي دراستي الجامعية والآن أبحث عن فرصة عمل وكانت خطتي ان احقق من خلالها حلم حياتي بالارتباط من الفتاة التي اختارها قلبي وأحبها بل وأعشقها.. ولكن! بدأت القصة الحزينة عندما تعرفت عليها منذ أكثر من عامين.. طالبة جديدة تحبو في عالم الجامعة فتعلق بها قلبي منذ أن رأيتها فهي باختصار تأمر القمر بالاختفاء لتظل هي الملكة المتوجة علي عالم الجمال ولا ينازعها فيه أحد.. اخترقت وحدتها.. واحببتها.. صارحتها.. استجابت.. عشنا معاً أجمل أيام عمرنا وسط قصة حب شريفة عبرنا من خلالها بأحلي وأنقي المشاعر.. مرت الأيام تأكدنا أننا لن نفترق مهما حدث فحبنا لن يكرره الزمن مهما مر عليه من عشاق!! الورطة أو الأزمة انني عندما تخرجت ذهبت بكل فرحة وكأنني طالع إلي القمر في رحلة حب.. تقدمت إليها فرفض والدها.. لم أصدق.. أصابتني لحظة جنون وهو يقول ببساطة الزواج قسمة ونصيب.. غادرت منزلها ويعلم الله كيف عدت إلي بيتي والدموع لا تتوقف. الصدمة الأكبر أنني اتصلت بها وكانت المكالمة الأخيرة والحزينة في الوقت نفسه.. أكدت والحزن يعتصر قلبها أنها ملتزمة برأي والدها ولا تستطيع الخروج عنه مهما حدث وتمنت لي التوفيق.. ولا أدري من أين يأتي وانا لا أجد الهواء الذي كنت اتنفس به الآن.. انا وحيد أعيش علي ركام ذكري وشوية صور.. توقف الزمن لدي.. كل الناس تنظر إلي المستقبل أما أنا فسجين الماضي الذي يعتصر قلبي وألم الفراق يزيد يوما بعد يوم.. لن أنساها وهيهات أن أحب من بعدها وأعلم ان مشكلتي لا حل لها.. فقط احببت أن أبوح بالهم الذي يقتلني لعله يخف قليلا!! MO.E لو كانت الظروف مواتية كنت لمتك علي هذه القصة من بدايتها وعدت وزدت فيه كيف انكما تخطيتما الخطوط الحمراء بقصة حبكما واتفاقكما علي الزواج وكأن الأهل لا وجود لهما أو ان رأيهما استشاري من باب المجاملة فقط.. لكن الآن اللوم لن يفيد فما تعيشه من حزن وكآبة أقوي من أن تقتنع بأي كلام حتي لو كان منطقياً ويقبله العقل. إن من يقرأ رسالتك يظنك أديبا يخط قصة أو شاعراً يدبج قصيدته الأم في حياته لكن مواصلة الحياة بهذا الشكل مستحيل فمن أراد أن يحول احلامه إلي حقيقة يجب عليه أن يستيقظ ليعيش الواقع وينفذ أحلامه.. عن نفسي كنت أتمني أن تحقق ما تريد وترتبط بالفتاة لكن واضح ان رد الوالد كان قاطعاً واضحاً لم يترك أي فرصة للمحاولة من جديد وهنا يجب عليك إعادة حساباتك.. أما معايشة الآلام وكأنها قدر مقدور فقط دون محاولات جادة لإنهاء الأزمة والخروج منها فصدقني ستكون أنت الخاسر الأعظم.. نعم خسرت جولة في الحياة لكنك لم تخسر الحياة كلها. انهض.. وابدأ من جديد.. جد في العثور علي فرصة عمل تخرجك من حالة الاحباط التي تخنق نفسك بداخلها وكفاية حصار الذكريات التي تفرضه علي نفسك.. تخلص من ذكرياتك الأليمة وقطع الصور التي لا فائدة منها الآن ثم واصل سعيك مع الحياة وتأكد ان من جد وجد المهم ان تمتلك الهمة والإرادة فتخرج من قيود الماضي إلي رحابة المستقبل وأبشر يا صديقي برحمة الله التي جعلت دائماً وابداً مع العسر يسراً.. فقط ابدأ مع تمنياتي لك بالتوفيق والاستقرار.