شيء محزن للغاية عندما يضطر المبدع إلي اللجوء لإثباتات لدعم وتأكيد حريته خاصة بعد ثورة يناير.. هذا جزء من حوار مدير مسرح الشباب الفنان حلمي فوده في أول صالون ثقافي خاص بحرية الابداع الذي أقيم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا وشارك في هذا الحوار الكاتب الكبير أحمد سويلم والدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان. استكمل فوده حديثه قائلاً: إن كلمة المبدع لا تحتاج أن تسبق بكلمة حرية لان الانسان المبدع لابد أن يكون متحرراً بداخله وخارجه.. وهناك اسئلة هل للحكم الاسلامي الان قيد علي حرية الابداع؟ أضاف ان اجابات هذه الاسئلة واضحة وبالتأكيد هناك قيود علي المبدع فأختصر أصحاب الفن كلمة الابداع في أغاني "الحمار" والحنطور والراقصات وذلك نتيجة الايرادات التي تحققها هذه الاغاني والافلام الهابطة ولكن إذا هجر المشاهدون هذه الافلام لن يغامر اي منتج لانتاجها مرة أخري. أكد ان هذا يدل علي التخلف الثقافي الذي نعيشه الأن بمصر. وتعليقاً علي الفيلم المسئ للرسول قال: لابد من الرد عليه بفيلم وابداع حقيقي لكننا فضلنا السكون العميق فأين دور وزارتي الاعلام والثقافة؟ هل حكومتنا تريد ابداعاً ثقافياً أم لا؟ للأسف الثقافة بمصر مهمشة ولا أحد يهتم بها حيث لم تصل تعزيزات من وزارة المالية لوزارة الثقافة ليتم انتاج ابداعات فنية مختلفة. الكاتب الكبير أحمد سويلم قال: العلاقة بين السلطة والمبدع علاقة متغيرة تتميز بالشد والجذب والمواجهة والمراوغة فالمبدع لديه نظرة مغايرة للسلطة والابداع خلق عملا فنيا مبتكرا جديدا ولا يتحقق هذا بدون الحرية المتوافرة للمبدع. أضاف سويلم: في الفترة الأخيرة وجدنا التيارات السلفية تحرم حرية الابداع حيث يستندون لبعض النصوص الضعيفة فنحن الأن لدينا سلطة جاهلة ليست مثقفة تتسلل لكثير من النقابات المختلفة لكنها لا تستطيع التسلل لاتحاد الكتاب لاننا حريصون علي عدم دخول أي انسان غير مثقف وغير مؤمن بثقافتنا كما ان الحرية ليست قوانين توضع لكنها ممارسات وتطبيق علي أرض الواقع كما انها ليست منحة من السلطة فالمبدع يتمرد علي السلطة ليأخذ حقه والرقابة علي المبدع ذاتيه ونرفض أي رقابة خارجية. الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان قال: الحريات بشكل عام قبل أن تصبح سياسية لابد ان تكون ثقافية حيث تنص دساتير مصر منذ دستور 23 إلي دستور 71 علي ان تكفل الدولة حريات البحث العلمي والرأي والتعبير والثقافة والفن وتوفير وسائل التشجيع. ولا شك أن الفن والابداع والثقافة لهم دورهم الواضح في ثورات الشعوب فلابد من المحافظة علي هذا المكتسب مع وجود إرادة سياسية لتفعيل هذه الحريات بشكل سليم.