سامي قمصان مدرب الأهلي السابق.. زيزو سيكون إضافة كبيرة للأهلي والساعي قصر في حقه وهذه حقيقة خلاف كولر وأفشة    14 صورة ترصد اللحظات الأولى لحريق مصر الجديدة    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انتهاء هدنة عيد النصر التي أعلنها الرئيس الروسي في أوكرانيا    إعلان اتفاق "وقف إطلاق النار" بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية    بسبب عزف الموسيقى والأغاني.. طالبان تعتقل 14 شخصاً في أفغانستان    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    في غياب عبد المنعم، نيس يسقط أمام ستاد رين بثنائية بالدوري الفرنسي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    وزير التعليم: إجراءات مشددة لامتحانات الثانوية العامة.. وتعميم الوجبات المدرسية الساخنة    بضمان محل الإقامة، إخلاء سبيل بسطويسي عامل سيرك طنطا بعد زعمه التعرض لحادث سرقة    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    بعد الفيديو المثير للجدل، أحمد فهمي يوضح حقيقة عودته لطليقته هنا الزاهد    رئيس محكمة الأسرة الأسبق: بوسي شلبي تزوجت محمود عبد العزيز زواجا شرعيا    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    إجراء 12 عملية جراحة وجه وفكين والقضاء على قوائم الانتظار بمستشفيي قويسنا وبركة السبع    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    قفزة بسعر الفراخ الساسو وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأحد 11 مايو 2025    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    عددها انخفض من 3 ملايين إلى مليون واحد.. نقيب الفلاحين يكشف سر اختفاء 2 مليون حمار في مصر (فيديو)    رياضة ½ الليل| هزيمتان للفراعنة.. الزمالك يلجأ لأمريكا.. كلمات بيسيرو المؤثرة.. وشريف ومصطفى احتياطي    دلفي يواجه القزازين.. والأوليمبي يصطدم ب تلا في ترقي المحترفين    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروعات التطوير بمارينا وكومبوند مزارين بالعلمين الجديدة    سورلوث يُبدع وأتلتيكو مدريد يكتسح ريال سوسيداد برباعية نظيفة في الليجا    نشوب حريق هائل في مطعم شهير بمنطقة مصر الجديدة    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    بعد أيام من رحيله.. سامي قمصان يتحدث عن صفقة انتقال زيزو إلى الأهلي    تفوق كاسح ل ليفربول على أرسنال قبل قمة اليوم.. أرقام مذهلة    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    حان وقت التخلص من بعض العلاقات.. حظ برج القوس اليوم 11 مايو    «عشان تناموا وضميركم مرتاح».. عمرو أديب يوجه رسالة إلى أبناء محمود عبدالعزيز    افتتاح النسخة الثالثة لمعرض البورتريه المعاصر بجاليري قرطبة.. الأربعاء    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    باكستان تعلن إحياء "يوم الشكر" احتفالًا بنجاح عملية "البنيان المرصوص" ضد الهند    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    أخبار × 24 ساعة.. رفع معاش تكافل وكرامة ل900 جنيه يوليو المقبل    وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يبحثان مستجدات الأوضاع    قلعة طابية الدراويش.. حصن مصري يحتضن حكاية اختطاف أعيان باريس    بوتين يعبر عن قلقه بشأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : رسالة مفتوحة لمعالي وزير الأوقاف؟!    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«السيسي» رجل «المفاجآت الصادمة»
الأب الروحي ل «تمرد»:
نشر في المصريون يوم 21 - 05 - 2016


الدكتور يحيى القزاز فى حوار مع "المصريون":
أدعو إلى "مقاومة سلبية سلمية" من خلال التجمع ومطالبة السلطة بسجننا
السيسى وراء التوحد ضد سد النهضة والاختلاف حول "تيران وصنافير"
اقتحام "الصحفيين" بلطجة تثبت موت السياسة وتغلغل الأمن فى إدارة الدولة
مصر تواجه إرهابًا شرسًا وتعيش حالة "الوطن الأزمة" و"النظام المأزوم"
النظام يحل مشكلاته بالفرقة بين المواطنين على غرار المثل الإنجليزى القديم "فرق تسُد"
معارضة النظام الحالى لا تصب فى مصلحة "الإخوان" لأن استفادتها منها لا تتجاوز أزمتها
البرلمان الحالى نتاج هندسة انتخابية أجريت فى أجهزة سيادية وتجاهل الرئيس له يجعله "ديكتاتورًا مغرورًا وغير ذكي"
قتل ضباط الشرطة فى حلوان بعد صدور أحكام الإعدام ضد متهمى الإخوان ربما يكون "صدفة"
"الإخوان" يعادون أنفسهم بتصرفاتهم الأحادية.. و"مرسي" هو المسئول عن فشله

طرح الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان وعضو الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، مبادرة جديدة ضد "استبداد السلطة"، بسحب تعبيره، حيث طالب المعارضون للنظام الحالى بالتجمع ومطالبة السلطة ووزارة الداخلية بإلقاء القبض عليهم وسجنهم.
وقال القزاز فى حواره مع "المصريون"، إن مبادرته الجديدة هى مقاومة سلبية شعبية ومحاولة لعمل نقلة نوعية نضالية مختلفة، لفضح استبداد وقمع وإجرام النظام الحاكم تجاه مسالمين عزل عجزوا عن التظاهر والمطالبة بتحرير المسجونين ظلما، فأرادوا سجن أنفسهم تضامنا معهم.
مبادرة القزاز الذى عرف بنضاله ضد أنظمة الحكم المستبدة وبأنه الأب الروحى لحركة "تمرد"، تأتى ضمن عدد من المواقف والآراء التى أثارت ضده موجة من الانتقادات، بسبب حدتها فى انتقاد النظام الحالى ومعارضته الساخنة وهجومه ضد قرارات ومواقف الرئيس السيسى بعد تأييده لبعض الوقت.. وفى هذا الحوار يشرح لنا القزاز أسباب كل ذلك، كما يتحدث بالتفصيل عن "حركة تمرد" التى أوقد شعلتها فى مقال له دعا فيه إلى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، وعن موقفه من الإخوان وتفسيره للأزمات التى لاحقت نظامها الحاكم وأدت إلى سقوطها، وغيرها من الموضوعات والقضايا التى تضمنها الحوار بشرح وتفصيل.
لماذا اختلفت مع السيسى وتعارضه بهذا الشكل الحاد بعد أن كنت من أنصاره؟
المراجعة مطلوبة، ونحن كنا معه ظنًا منا بأنه سينتصر للشعب ولمصر، ومن خلال ممارساته اكتشفنا أنه انتصر للنظام القديم بكل سوءاته وأنه جزء منه ولم ينتصر لا للشعب ولا لمصر، بل لمصالح طبقة جنرالات متقاعدين ينتمى إليهم، وعندما أتحدث عن الجنرالات فأنا لا أتحدث عن الجيش، فالجيش ليس جنرالات فقط، ولكنه أكبر من ذلك بكثير، وجيش مصر يعلو فوق أى صراعات وهو جيش شعب وليس جيش فرد، وبهذه الطريقة فقد السيسى صلاحيته للحكم ووجبت معارضته.
عرفت بمبادراتك التى تحرك الشارع وتقف متواريا بعيدا عنها.. هل هذا خوفًا من عقاب النظام كما يفسره البعض؟ وهل لديك مبادرة جديدة؟
لا أخاف إلا من الله، ولا أحب الاستعراض، وما أقدمه لا يذكر أمام من سبقونى ومن معى من المناضلين، وهذا يصيبنى بالخجل ويجعلنى أتوارى خجلا وليس خوفا، فالمبادرات معروفة باسمى، لكننى دائما أرى أن فضل المبادرة ليس فى صياغتها النظرية بقدر ما هو فى تفعيلها، أى تحويل الفعل النظرى إلى فعل حركى، والفضل هنا يعود للشباب، ولا أحب مزاحمتهم، فهم الذين فعّلوا وغامروا، فعّلوا الدعوة للمبيت ليلة فى اعتصام التحرير فى 16 مارس 2006 تضامنًا مع استقلال القضاة، وفعلوا مبادرة اعتصام أمام نادى القضاة تضامنا مع اعتصام القضاة، وهذا حدث بعد مكالمة من الناشطة ندا القصاص، طالبتنى بالكتابة والدعوة لاعتصام تضامنا مع نادى القضاة، ثم مبادرة انتخابات رئاسية مبكرة التى تم تحويلها إلى حركة تمرد، وحاليا أدعو إلى المقاومة السلبية السلمية، وهى نوع من الاعتراض السلبى على استبداد السلطة، من خلال التجمع ومطالبة السلطة بسجننا مادامت تمنعنا من الاعتراض والتظاهر والكلام والرفض، وحتى لا يتهمنا أحد بأننا بلطجية نريد قلب نظام الحكم.. لتعرف السلطة ويعرف العالم أننا مسالمون حقا بدليل اختيارنا طريق النضال السلبى.

ماذا لو ألقت الداخلية القبض عليكم باعتباركم إرهابيين تعتدون على مبنى وزارة الداخلية عند ذهابكم إليها تطالبونها بسجنكم؟
أولا هذا ما نتمناه، ليعرف العالم كيف تتصرف الداخلية حيال مسالمين رافضين لكل أشكال التظاهر والتعبير الإيجابي، وارتضوا بالفعل السلبى وتسليم أنفسهم للسجن، ثانيا أن الذين يريدون تسليم أنفسهم لسجون الداخلية ليسوا مجرمين، وسيلقون بيانًا بأسمائهم عبر كل وسائل الإعلام، يعلنون فيه عن عددهم وأسمائهم ومكان تجمعهم ويطالبون الداخلية بالرد عليهم قبل أن يتجمعوا استعدادًا للحركة إليهم، فهى محاولة لنقلة نوعية نضالية مختلفة، لفضح استبداد وقمع وإجرام النظام الحاكم تجاه مسالمين عزل عجزوا عن التظاهر والمطالبة بتحرير المسجونين ظلما، فرأوا سجن أنفسهم تضامنا مع المسجونين ظلما.
هناك خلاف فى الرأى حول ملكية جزيرتى تيران وصنافير.. بينما يوجد توحد ضد سد النهضة.. فبماذا تفسر ذلك؟
ببساطة التوحد ضد سد النهضة والاختلاف حول ملكية تيران وصنافير هو موقف الحاكم، فالحاكم السيسي، وقع اتفاقية إعلان مبادئ مع إثيوبيا اعترف فيها بحق إثيوبيا فى بناء السد، وأسقط حقوقنا التاريخية فى نهر النيل، وبالرغم من أنه هو الذى وقع الاتفاقية إلا أنه لم يتخذ موقفا حادا لمنع انتقاد إثيوبيا فى بناء السد، أما فى حالة الجزيرتين فالرئيس أمر الشعب بألا يتحدث فى هذا الموضوع باعتباره مفوضًا من الشعب، وهنا حدث الاختلاف بين مجموعة لديها وثائق انحازت لحق مصر التاريخى فى الجزيرتين، وأقلية نافذة فى الإعلام وخلافه انحازت للرئيس، وهى تعلم بحكم عملها وخبرتها أن الجزيرتين مصريتان، لكن هناك جماعات دائما تنحاز لمصالحها بغض النظر عن مصالح الوطن.
أنت من المشددين على مصرية الجزيرتين.. اشرح لنا رؤيتك..
تيران وصنافير مصريتان، ولو لم تكونا مصريتين لحاربنا وجعلناهما كذلك لأهميتهما فى حماية أمننا القومي، فقد عرفنا فى التاريخ القديم والحديث أن القادة يحاربون لضم أراض لدولهم لا للتفريط فيها، وأن الطريقة المفاجئة التى يتم بها التنازل توحى بالريبة فى مصداقية الحاكم، ولو افترضنا جدلا أن الجزيرتين ملك للسعودية وهذا غير صحيح بالمرة هل يستطيع أحد أن يثبت لو لدقيقة واحدة حيازة السعودية وسيادتها عليهما، ولو افترضنا أنهما كانتا تابعتين للإمبراطورية العثمانية ومصر وأراضى الحجاز ونجد وكل المنطقة العربية كانت تحت الاحتلال العثماني، ولم تكن السعودية موجودة حتى نهاية الإمبراطورية العثمانية فى عام 1924، فلو كانت الجزيرتان مع الإمبراطورية وليس ملك مصر والسعودية ومصر مارست الحيازة والسيادة عليهما منذ عام 1950 وخاضت حروبًا بسببهما ووضعتا فى اتفاقية كامب ديفيد وغيرها، أليست الحيازة والسيادة فى غياب أى مستند يثبت حق السعودية فيهما تكونان لمصر؟
كيف تلقيت نبأ اقتحام نقابة الصحفيين؟ وما دلالته السياسية فى رأيك؟
بالطبع هو عمل بلطجى لإرهاب الصحفيين، ويمثل إرهاب الدولة الحالية من خلال نظامها الحاكم، ودلالته السياسية هى موت السياسة وتغلغل الأمن فى الإدارة والتعامل مع كل ما يخص الحريات، هو قمع للحريات وكسر هيبة الصحافة والصحفيين فى عقر دارهم.
ماذا تتوقع لهذه الأزمة؟.. كيف يمكن أن تنتهي؟
هذه الأزمة هى جزء من أزمة كبيرة تعيشها مصر فى ظل حكم السيسي، فثبت من خلال ممارسات السياسة الحالية للنظام الحاكم أن الأمن هو البديل عن السياسة، وأن النظام نجح فى أن يكون مصْدرًا ومُصّدرًا للأزمات ويمكن الوصف بأننا نعيش حالة "الوطن الأزمة" و"النظام المأزوم"، لا أظن أن النظام سيسعى للحل بقدر ما سيسعى لشق صف الصحفيين، ومن خلاله شق صف الشعب المصري، فلا يمكن لنظام مأزوم يستخدم الأمن بديلا عن السياسة والجيش بديلا عن الشعب أن يقدم حلا، وهذا ما حاول عمله من خلال مؤتمر الأهرام، وهو مؤتمر لشق الصف، وليس لرأب الصدع، نحن أمام نظام يحل مشكلاته بالفرقة بين المواطنين على غرار المثل الإنجليزى القديم "فرق تسُد".
إلى أى مدى تصب معارضة النظام الحالى فى صالح جماعة الإخوان المسلمين؟
ليس بالقدر الكبير ولا المؤثر، أولا لأن قطاعًا كبيرًا من الشعب غير راضٍ عن الجماعة، وهم لا يعترفون بذلك، بالرغم من أن الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى جاء للحكم بأصوات الجماعة والمصريين الآخرين، وأنا واحد منهم أعطيت صوتى لمرسى ولم أعطه لشفيق، وثانيا أن الجماعة تعانى حاليًا من انقسامات حادة بدأت تظهر على السطح وانعكست فى البيانات الصادرة المضادة كل منهما للآخر، ثالثا فهى تعتمد على "المظلومية" وخطاب المظلومين ينتج عنه تعاطف مؤقت لكنه لا يصلح للعمل السياسى الاستراتيجي، ولذلك فإن استفادة الجماعة هنا لا تتجاوز أزمتها.

قلت فى مقال لك إنك اكتشفت أن الأزمات التى عايشها الشعب المصرى خلال تولى الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى كانت مدبرة.. كيف ترى الآن موقفه وموقف الجماعة بشكل عام وقتها؟
أنا وبالمراجعة، وإن كان ليس لدى دليل، افترضت أنها ربما تكون مدبرة، وحتى لو كانت مدبرة فإن الرئيس وأى رئيس يجيء إلى الحكم ليدير الملفات الصعبة ويحل المتناقضات لا أن يلقى تعقيداتها على غيره، ففى مثل هذه الظروف ونحن نعرف أن الثورة لم تنجح كاملة وأننا لم نستقر، كذلك معروف أيضا أن لكل ثورة مضادة فمن الطبيعى أن يعرف الحاكم أن الأمر ليس هينا ولن يتركه أحد لينجح بسهولة، حتى فى النظم الديمقراطية بمجرد نجاح الحاكم تتربص المعارضة به وتبين أخطاءه.
وعدم نجاح مرسى فى مهمته يعود إلى عدم كفاءته وعدم وجود كادر إخوانى فاهم فى إدارة الدولة، والمشكلة أن الجماعة لا تعرف الفرق بين إدارة جماعة متجانسة مغلقة وإدارة دولة متنوعة مترهلة متقيحة مفتوحة الأركان، فالجماعة تدير بالتحكم والتوجيه طبقا لعقيدة كل أعضائها ارتضوها، أما الدولة المتنوعة فأنت تحكم فيها بفارق ضئيل عن ال 50%، وبالتالى فالفارق كبير بين التحكم فى جماعة وحكم دولة، فالتحكم يتطلب إصدار الأمر ومن يخالفه يعاقب، أما حكم الدولة فهو بحاجة إلى عقد اجتماعى يقرر حق الآخرين فى الاختلاف والمعارضة، ويحق فيه وضع العراقيل أمامك طالما أنت حاكم ضعيف تعتمد على جماعة وتهمل مؤسسات الدولة، فالإخوان يعرفون التحكم ولا يعرفون الحكم، فالتحكم يعنى السمع والطاعة والحكم يعنى الاختلاف والعيش فى أمان.
ما رأيك فى دعوة البعض للمصالحة مع الإخوان؟
إن كان المقصود من السؤال المصالحة مع النظام فهذا شأن، لا أستطيع الإجابة عنه، لكن لا أستبعد أن نستيقظ لنجد أن تحالفًا نشأ بين السيسى وجماعة الإخوان المسلمين لتحقيق الاستقرار للنظام، الذى مازال يتأرجح على "كف عفريت"، وكذلك لتحقيق الانتشار للجماعة، وهذا وارد وسبق وقلت إن كليهما ينتميان لنفس الأيديولوجية، وهى "النقد من أجل الهدف فقط وبلا معارضة حقيقية"، وهذا لا يسمى صلحًا لكنه تحالف على جثة الوطن، وسبق وقد حدث وفى كل مرة تدفع الجماعة الثمن لانتهازيتها وضيق أفقها وتنسى أنها ليست ندًا لمن تتحالف معه وتترك من شاركوها من الشعب همها فى الدفاع عنها فى عهد مبارك مثلا.
أما موضوع المصالحة مع الشعب فالحديث عنه يجذر الخلاف ويظهر الموضوع وكأنه مع شعبين مختلفين، فالمصالحة الحقيقية تأتى باعتراف كل مخطئ بخطئه والاعتذار عنه للشعب وليس للسلطة.. فالسلطة زائلة والشعب باق بإذن الله.
هل ترى أن هناك حنينًا بالفعل لعهد مرسي؟ وأين ذهبت إذا عبارة: "نار العسكر ولا جنة الإخوان"؟
لاحظت بالفعل أن هناك حنينًا لقرار مرسى الذى قضى بزيادة مرتبات الموظفين فى عهده مقارنة بالفقر وارتفاع الأسعار الذى أصابهم فى عهد السيسي، والناس فى النهاية لهم حقوقهم فى الدولة عند الحكام، فالدولة ليست جيشًا وشرطة وقضاة، وزيادة مرتبات هذه الهيئات الثلاث فى عهد السيسى وإفقار الشعب كان لها أثرها، وبالنسبة لعبارة "نار العسكر ولا جنة الإخوان" مازالت موجودة، والحنين كان لقرار زيادة المرتبات فقط، ولم يكن لعودة حكم الإخوان، فهم لم ينجحوا فى شيء والمسألة ببساطة: أنت تستطيع أن تختلف مع العسكري، وهذا يحدث الآن، وأنا واحد مع المختلفين مع الجنرالات، وقد ينكل بك لكنه لا يكفرك، أما اختلافك مع كل من يضع صفة إسلامي، فهذا يعنى اختلافك مع دين الله، وهذا حدث وكلنا سمعناه عندما تم عزل مرسى وقبل عزله، لأنه الرئيس الوحيد الذى كان يصلى فى قصر الحكم، وكلام كثير من هذا.
طبعا كلا الحكمين "نار" من وجهة نظري، لأن الاثنين بهما مشتركات فى السمع والطاعة والتنفيذ بلا مناقشة، فحكم الجماعات الطائفية (الإسلامية) يعتمد على تنفيذ شرع الله من وجهة نظرها طبعا، وفى العسكرية ينفذ ولا يعارض، وكلاهما يرى الديمقراطية لعبة للوصل إلى الحكم، يرون صلاحيتها مرة واحدة فقط أى تمكنهم من الحكم وبعد ذلك يضرب بها عرض الحائط، وقد رأينا هذا فى كليهما، فلا توجد نار لهذا وجنة لذاك.. فكلاهما نار لا يعترفون بحرية الاختلاف وينظرون للديمقراطية على أنها فرصة أحادية.
أنت صاحب فكرة حملة "تمرد" فى الأساس كما يعرف قليلون.. لماذا تم نسبها فقط إلى عدد من الشباب غير المعروف وقتها حتى ظن البعض أنها صنيعة المخابرات؟
علينا أن نعرف أولاً أن حملة تمرد قامت على شقين: الأول نظري، وهو فكرة انتخابات رئاسية مبكرة كحل للاستعصاء الذى كان قائمًا وقتها بعد الانقلاب الدستوري، الذى أجراه الرئيس المعزول مرسي، وحصن به قراراته، بالإضافة إلى بعض ممارسات الجماعة المتخبطة فى إدارة الدولة، فكنت أرى أن الخروج من الأزمة هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا لا يمكن أن يتم بعيدًا عن الحكم القائم وقتها أى حكم الجماعة، وفيه إما الشعب يختار رئيسا إخوانيًا فلا يحق وقتها الخروج عليهم لتأكيد شرعيتهم، أو اختيار رئيس آخر يريده الشعب، وهذه طريقة معترف بها فى كل دول العالم، وهذا ما قلته وكتبته فى الثامن والعشرين من ديسمبر عام 2012، وقلت إنه لا يجب أن تقوم ثورة من جزء من الشعب ضد نظام منتخب وله جماعته وجذوره، ولو تحرك الشعب الرافض للجماعة فى ثورة فلن يكون هناك بديل عن الدم فى المواجهة لأن كل طرف متمسك بوجهة نظره، الرافضون يطالبون برحيل النظام والحاكمون متمسكون بشرعية النظام المنتخب، وفى الأزمات تنسى الأنظمة الحاكمة أن الشرعية هى رضا الشعب على النظام الحاكم وليس النصوص، والدليل أن أنظمة كثيرة جاءت للحكم بشرعية الانتخاب ولم تكمل دورتها، وهذا خطأ الإخوان وعذرهم أنهم لم يمارسوا الحكم قبل ذلك، وجاءوا من "تحت الأرض" لفوقها فضربتهم الشمس وشققت جلودهم بعد طول ليل أصابهم بالرطوبة.
وماذا عن الشق الحركي؟
الشق الحركي، كان تحويل الفعل النظرى إلى فعل حركى يمشى على الأرض، أى تحويل الفكرة إلى حركة، وهذا تم بفضل الشباب وهم المؤسسون: محمود بدر، حسن شاهين، محب دوس، محمد عبد العزيز، وليد المصري، منى سليم وهانم التمساح، وكان عددهم ثمانية من شباب حركة "كفاية" وكانوا على تواصل معي، وكنت شريكا معهم فى الفعل الحركي، وشاركت بنصف تكلفة إقامة أول مؤتمر للحملة، وبدأنا بطبع الأوراق وكان معنا الدكتور عبد الجليل مصطفى، الذى أعطى للحملة مقر الجمعية الوطنية، وكان داعيًا للمؤتمرات الصحفى خالد البلشي.
ويمكن القول بأن حملة تمرد قامت على شقين الأول نظري، وكانت فكرتى من خلال كتابة مقال بعنوان "الهروب من الجحيم"، وطالبت فيه بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو ما لم يتم، لما أريقت دماء ولا رأينا مجازر فى الشوارع، والشق الثانى هو الحركى والنزول بها للشوارع وجمع التوقيعات وتحديد مدة زمنية.
ولم أستمر معهم أنا وخالد البلشى كثيرًا بعد انطلاق حركة تمرد، حيث اشتد ساعد الشباب ولم يصبحوا فى حاجة لنا، وكنا سعداء ونحن نتابع نجاحاتهم، سمعت بعد ذلك أن المخابرات قد تداخلت معهم وإن كان ليس لدى تأكيد على ذلك، فإنى لا أستبعده، كما سمعت عن أشياء أخرى كثيرة مثل تلقى بعضهم تمويلات لكنى أيضا لم أشاهده، وبالتالى لا يمكن الجزم به إلا لمن عنده دليل.
كيف تم اختيار محمود بدر وحسن شاهين وغيرهما من رموز الحملة ؟
محمود بدر وحسن شاهين من مؤسسى الحركة، وسبق أن أكدت أنهم ثمانية وبعد ذلك انضم لهم كثيرون.
كيف ترى مواقفهما الحالية تجاه النظام الحالى ومواقعهما فى المشهد السياسى كذلك؟
أنا هنا أتحدث عن المؤسسين الثمانية ومنهم من هو يعارض على استحياء ومنهم من أعلن موقفه بوضوح تجاه زملائه منذ انتهاء الحركة وعزل مرسى وابتعد عن الحركة، ومن هؤلاء محب دوس ووليد المصري، ومنهم من أخذوا مواقف واضحة ضد سياسات النظام.
أما المواقع فلا أظن أن كثيرًا منهم استفاد، فواحد أصبح عضوًا برلمانيًا والآخر فى مجلس حقوق الإنسان.
هل هناك تشابه بين "تمرد" و"كفاية"؟ وهل تتوقع تأسيس كيان مشابه خلال الفترة المقبلة؟
نعم، يتشابهان فى التمرد على الاستبداد، التمرد على الانقلاب الدستورى للرئيس المعزول مرسي، وكذلك استبداد مبارك، أما إنشاء كيانات مشابهة فهو صعب ولكنه ليس مستحيلاً، فحكما الإخوان والسيسى ساعدا على انقسام الشعب أكثر وأكثر.
قلت إن السيسى سيفاجئنا قريبا بما لا نتوقعه بعد تنازله عن جزيرتى تيران وصنافير.. ماذا تتوقع؟
أتوقع كل ما هو غير متوقع، فالسيسى يمكن وصفه ب"رجل المفاجآت المستحيلة أو غير المتوقعة"، أتوقع ربما تحالفات جديدة مع أعداء مصر، ربما يبيع أى جزء آخر من الأراضى المصرية، أتوقع منه مالا أعرفه، ولذلك يصعب تحديده وهذه هى المشكلة.. إنه "رجل المفاجآت الصادمة".
ما رأيك فى البرلمان الحالي؟ وبماذا تفسر تجاهل الرئيس السيسى له فى قراراته الخطيرة؟
البرلمان الحالى نتيجة هندسة انتخابية أجريت فى أجهزة سيادية، وهذا ما وثّقه الدكتور حازم عبد العظيم، شريكهم فى قائمة "فى حب مصر"، ذلك لا ينفى أن هناك شبابًا محترمًا على مستوى المفهومية والوطنية، ولكنه كذلك فى النهاية "برلمان الرئيس" وليس "برلمان الشعب".
أما عن تجاهل السيسى له فى قراراته، فالتجاهل لا ينم سوى على الغرور ومحدودية الأفق، وهو لا يعترف بالشعب ولا بالسياسة وتصرفاته خير دليل على ذلك، إنه مثال للديكتاتور غير الذكي، والنتيجة كارثية على الدولة وعليه هو شخصيا، فبوادر التصادم للنهاية بدأت مع نقابة الصحفيين وتجاهلها فى خطاب "الفرافرة"، مما لا ينم على فهمه للأزمة، وسيكتب التاريخ أن السيسى عمل ضد شعب مصر وفرق أهلها وفرط فى النهر والأرض.
كيف ترى قرار الرئيس بعزل رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات؟
هذا ليس قرارًا، بل رؤية وسياسة مفادها أنه لا مكان إلا للفاسدين، وأن شعار الدولة هو تعميم الفساد وليس محاربته، فهذا من أسوأ قراراته لكنه كان كاشفًا لطبيعة وفكر وسياسة الرئيس بوضوح.
المصالحات مع رموز نظام مبارك التى بدأها وزير العدل المقال أحمد الزند.. هل هى ضرورية فى رأيك؟
المصالحات تتم مع أصحاب الحقوق وليس مع اللصوص، فاللصوص هم الذين يتصالحون على ما سرقوه ونهبوه، ولا يمكن لصاحب حق أن يتنازل ويتصالح مع من قتل أهله ومن سرقهم، والزند هنا كان يقرأ أفكار رئيسه ويحاول تنفيذها طمعا فى إطالة عمره بالوزارة وللأسف تمت إقالته بعد أن تمت المصالحة مع اللصوص الذين نهبوا الدولة أمثال حسين سالم وغيره، فالمحاكمة والعقاب هى جزاء الفاسدين واللصوص وليس التصالح معهم.
تساءلت فى مقال لك عن سبب دعم القضاة لوزير العدل المقال المستشار أحمد الزند.. وعدم دعمهم للمستشار زكريا عبد العزيز.. هل توصلت إلى إجابة؟ وكيف ترى ما يجرى الآن مع عدد من رموز قضاة وقفة 2005؟
للأسف هذا سؤال لازلت أوجهه للقضاة وفى انتظار إجابته.
البعض يرى أن الإرهاب الذى يمارس فى مصر وآخره مقتل 8 من رجال الشرطة بحلوان هو رد من جماعة الإخوان المسلمين على صدور الحكم بإعدام 6 من أفرادها المتهمين بالتخابر.. إلى أى مدى تتفق مع ذلك؟
هذه الجماعة حاليا كل قياداتها فى السجون أو هاربة خارج مصر، لكن بالنظر لتصريحات الدكتور صفوت حجازي، فى الاجتماع الذى قال فيه الرئيس المعزول "لبيك سوريا"، فقد زعم أن لهم علاقة بدعم الجماعات التى يعتبرها البعض إرهابية ومنها "النصرة"، ثانيا ما قاله الدكتور محمد البلتاجى على الهواء "رجعوا الرئيس مرسى يتوقف الإرهاب فى سيناء فى اللحظة" طبعا هذا الكلام يستند إليه البعض فى التفسير لكن ما أستطيع أنا أن أجزم به هو أنه لدينا فى مصر إرهاب يضرب بقسوة فى عمق الدولة.. لا يعنينى من هم بقدر ما يعنينى محاربة الإرهاب ودحره، أما عملية ربط إعدام المتهمين الستة بالحادث، فيجب ألا نغفل عن أن الصدف أحيانا تلعب دورا فى التضليل وفى كشف الحقائق.
هل تبرئ الإخوان من الإرهاب؟
أنا لا أبرئ ولا أدين، فلست قاضيا ولا أحب استخدام التفاسير التى تدين الضعفاء المسجونين، فلو عند الدولة دليل فلتقوله وبوضوح ولكننى لست ممن يهاجمون الضعفاء فى محنتهم بغير دليل.
نعرف عن الجماعة لأنها ربما لا تتخذ هذا الموقف النبيل والموضوعى معك لو أنها فى نفس موقفك، وما يبدو من تعليقات أنصارها على منشوراتك ومقالاتك أنهم يعتبرونك عدوا لهم منذ طرحك لفكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة التى أطاحت برئيسهم.. كيف تواجه تعبيرهم عن كراهيتهم لك وماذا تقول لهم؟
الإخوان أعداء أنفسهم بتصرفاتهم الأحادية، فقد كنت الوحيد الذى وقف ودعم مظاهرات طلاب جماعة الإخوان فى جامعة حلوان ولم يكن معهم أستاذ إخوانى واحد، ويمكنهم أن يسألوا الإعلامى عبد العزيز مجاهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.