استيقظ العالم على فاجعة حرق حلب من هول المشاهد التى يعيشها أهالى سوريا فى ظل هجمات متتالية من قبل النظام السوري بشار الأسد وروسيا، إلا أن الجريمة لم تكن مفاجئة للدول العظمى التى لم تتحرك إلا بالتصريحات والشجب لما حدث دون أن يقدموا يد المساعدة لأطفال سوريا، وهناك 6 مؤشرات تؤكد العلم بأحداث سوريا قبل حدوثها. وحدد موقع العالم بالعربية هذه النقاط، منها يوم الخميس قبل الماضي، الموافق 21 أبريل 2016، رصدت إذاعة فويس أوف أمريكا حشدًا روسياوإيرانيا في محيط مدينة حلب شمال سوريا، قائلة: إنه على ما يبدو مقدمة انطلاقة جديدة لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما اعتبرته فوكس نيوز تجاهلا من بوتين لنداء أوباما بوقف إطلاق النار في سوريا. في اليوم ذاته، خاطب المتحدث باسم عملية العزم المتأصل، العقيد ستيف وارن، الصحفيين في البنتاجون، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، قائلا: "شاهدنا قوات تابعة للنظام، مع بعض الدعم الروسي، بدأت في الاحتشاد وتمركز قوة قتالية في المناطق المحيطة بحلب". لكن الولاياتالمتحدة اكتفت بالإعراب عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بأن روسيا تقوم بنقل معدات عسكرية إضافية إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد، في ظل هدنةٍ هشة، ومحادثات سلام متدهورة، على حد وصف وكالة رويترز يومها. في اليوم ذاته أيضًا، تتبعت وكالة الأناضول للأنباء التقارير التي نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، لتخلُص إلى أن 614 مدنيا على الأقل قتلوا في سوريا منذ تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية قبل نهاية فبراير هذا العام. "تصبح المفاوضات كناية عن الاستسلام إذا لم تلق القوة بظلالها عبر الطاولة" (الخبير الاقتصادي الأمريكي، جورج برات شولتز) قبلها بأسبوع واحد، حذرت فويس أوف أمريكا من أن "وقف إطلاق النار في سوريا على وشك الانهيار" بحسب أطراف الصراع. ونقلت عن نشطاء قولهم: إن القوات الحكومية والروسية انتهكت الاتفاق 66 مرة على الأقل خلال فترة ال 24 ساعة الأخيرة. كما قتل قرابة 100 شخص - من بينهم سبعة أطفال وخمس نساء - في الغارات الجوية الحكومية. وقال المتمردون إنهم يتوقعون أن تقوم الحكومة بمهاجمتهم في مدينة حلب. وتحت عنوان "القتال العنيف في الشمال يهدد الهدنة" قالت بي بي سي: إن هذه الاشتباكات "تشكل أكبر تهديد حتى الآن لوقف الأعمال العدائية التي دخلت حيز التنفيذ قبل ستة أسابيع". فيما تحدث موقع دويتشه فيله وإيه بي سي نيوز عن فرار الآلاف من إراقة الدماء التي لم تستطع الهدنة الهشة وقفها. ونقلت صحيفة هندوستان تايمز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 120 مقاتلا على الأقل قتلوا جراء تصاعد العنف في أنحاء حلب هذا الأسبوع. وفي اليوم ذاته، نشر موقع مودرن دبلوماسي مقالا بعنوان "المنطقة الاستراتيجية في سوريا"، خلُصَ إلى أن "الضغوط الرئيسية لمختلف الجماعات الجهادية في سوريا الآن تستهدف شمال حلب. وإذا سقطت حلب، فإن بقية المناطق السورية غير الخاضعة للجهاديين سوف تنهار". في يوم 21 أبريل، كتب أندرو جيه. تابلر في معهد واشنطن: يشكك الكثيرون بأن وقف إطلاق النار هو مجرد موقف تكتيكي قبل أن تقوم روسيا، إلى جانب إيران، بإطلاق حملة لمضاعفة تأمين حلب. وفي الأيام الأخيرة، كان [أصحاب] "القبعات الخضراء" من إيران، والذين يعارضون أي مناقشة حول عملية انتقالية في سوريا، قد رُصدوا جنوب حلب. وبعدها بأيام، في 26 أبريل، كتب فابريس بالونش في المعهد ذاته: على الرغم من مفاوضات السلام المستمرة في جنيف، يستعد كل فريق في الحرب السورية إلى استئناف عام للقتال في منطقة حلب. فبالإضافة إلى المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية بحد ذاتها، أصبحت الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») بين حلب ونهر الفرات نقطة محورية بشكل متزايد، الأمر الذي يحوّل الانتباه بعيداً عن معقل التنظيم شرقاً, ومن المرجح أن يؤخر هدف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما القائم على إخراج تنظيم «داعش» من "عاصمته" في الرقة. يوم السبت الماضي، الموافق 23 أبريل، استنجد اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية ب "ديفيد كاميرون" ليسمح لسلاح الجو البريطاني بإسقاط المواد الغذائية للأشخاص الذين يتضورون جوعا والمحرومين من المساعدات بسبب الحرب السورية. وأعلنوا في رسالتهم المفتوحة أن عدد الأطباء في حلب تناقص إلى 36 فقط من أصل 500 كانوا يعملون هناك، في حين تم تدمير 80% من المستشفيات في مناطق النزاع على مدار سنوات النزاع الخمس. http://bit.ly/1VXHkjB وفي 11 أبريل 2016، نقلت مؤسسة راند عن ذا ناشيونال إنتريست مقالا بتاريخ بعنوان "استعدوا.. سوريا ستحتاج إلى قوات حفظ سلام" استهله مايكل أوهانلون وشون زيغلر بالقول: إن أحد مفاتيح الاستراتيجية الجادة في سوريا هو إدراك أنه من المؤكد تقريبًا أن يكون هناك حاجة إلى قوة دولية لحفظ السلام في يوم من الأيام للحفاظ على اتفاق السلام الذي سيتم التوصل إليه في نهاية المطاف. وإظهار الاستعداد لنشر مثل هذه القوة ربما يحسن في الواقع فرض السلام، في حين يجعل المجتمع الدولي وأطراف النزاع أكثر واقعية بشأن طبيعة السلام الممكن. بالأمس أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا عن "قلقه العميق" بشأن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في حلب والمناطق الساخنة الأخرى، مطالبا أوباما وبوتين بإطلاق مبادرة عاجلة لإنقاذ الهدنة. لكن روسيا كانت مشغولة بمطالبة الأممالمتحدة بضم أحرار الشام وجيش الإسلام إلى القائمة السوداء. http://bit.ly/21jU6bi وقبلها بيوم شن السناتور الجمهوري ريتشارد بلاك هجوما لاذعًا ضد المعارضة السورية واصفا إياها بأنها مجموعة من الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الحكومة الشرعية والشعب السوري. فيما أعلنت مجموعة حميميم السورية المعارضة أنها ستسافر من جنيف إلى موسكو، حيث تأمل أن تلتقي ممثلين عن وزارة الخارجية الروسية. وقال وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان: لا يمكن لأي قوة أن توقف طهران من الاستمرار في تحسين قدراتها الدفاعية. http://bit.ly/1VY8YMI في اليوم السابق مباشرة، كانت دمشق قد وقَّعت مع موسكو اتفاقات بقيمة مليار دولار تقريبا لإعادة بناء سوريا التي مزقتها الحرب. وأعلن نائب المدير العام للشركة السورية للغاز، غسان طراف، شروع السلطات السورية استخراج الغاز من ثلاثة حقول جديدة في محافظة دمشق بحلول نهاية عام 2016. http://bit.ly/23eynks. وقبلها بيومٍ، أعلن أوباما اعتزامه إرسال 250 جنديًّا أمريكيًّا آخرين إلى سوريا؛ لمساعدة مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد تنظيم الدولة - لا حديث هنا عن بشار، إن كنتَ تسأل!. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين، مستنكرًا تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص التنسيق في سوريا: هل يمكن أن يكون الخجل هو الذي يمنعهم من الاعتراف بالتنسيق من روسيا؟ لكننا نتعاون سويا لمكافحة الإرهاب، وليس هناك شيء يستدعي الخجل في ذلك". وقال في تصريح آخر: اتفقنا منذ وقت طويل أن المجموعات التي وجدت نفسها في مواقع الإرهابيين، لكنها ترغب في المشاركة السياسية، ينبغي عليها مغادرة الأراضي التي يتمركز فيها الإرهابيون" http://bit.ly/1VXEvPD واليوم احترقت حلب! "المفاوضات بشأن فطيرة متقلصة الحجم تمثل صعوبة خاصة؛ لأنها تتطلب توزيع الخسائر على المشاركين". (عالم النفس الأمريكي-الإسرائيلي، دانيال كانمان) وفي النصف الثاني من شهر مارس الماضي، كتبت ناتاشا برتراند في بزنس إنسايدر عن "مدى فعالية الحملة الروسية في دعم الجيش السوري، واستعادة الأراضي التي سيطر عليها المتمردون بالنيابة عن النظام"، مستشهدة بقول جيفري وايت، زميل الشئون الدفاعية في معهد واشنطن: "أجد أنه من المثير للاهتمام أن بوتين ترك بعض المهام العسكرية المهمة التي لم تنتهِ. لم يكتمل تطويق حلب، ولا تزال قوات المتمردين تحتفظ بموطئ قدم في اللاذقية، ولم يتم تحدي سيطرتهم على إدلب بشكل جاد، فيما يبقى موقف النظام في درعا صعبا. ولا تزال حلب خارج سيطرة النظام. حتى التحدي الأخطر الذي واجه المتمردين في المناطق التي يسيطرون عليها في إدلب، لم يأتِ من النظام، ولكن من جبهة النصرة التابعة للقاعدة". هذا الدور الروسي، تطرقت إليه فاينانشيال تايمز اليوم 29 أبريل، قائلة: إن الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري المدعوم من روسياوإيران هي جزء متكرر ومنهجي وليس عرضي من الهجمات ضد المستشفيات والمدارس والأسواق والمخابز التي استمرت على مدار الهدنة الجزئية المتهالكة. واعتبرت الصحيفة ما يحدث في حلب دليلا على الطموحات الروسية، قائلة: في حين يصر بوتين دوما على أن تدخل روسيا يهدف إلى تهيئة الظروف لانتقال سوريا من الصراع، بينما تشير الأدلة على أن هدف موسكو هو ضمان أن أي تغيير سيكون وفقا لشروط النظام. أما المعركة التي تدعيها روسيا ضد داعش فتأتي في المرتبة الثانية. هذه التغطية هي صدى الاتهام الذي وجهته منظمة العفو الدولية للقوات الحكومية الروسية والسورية، يوم 3 مارس الماضي، باستهداف المستشفيات كاستراتيجية حربية في الصراع السوري، مشيرة إلى أن الهجمات ضد المرافق الطبية تهدف إلى تمهيد الطريق للقوات البرية الموالية للحكومة للمضي قدما في شمال حلب. "لا يمكنك الذهاب إلى طاولة المفاوضات وأنتَ تُشهِر سلاحًا، لكن ينبغي أن تُبقيه على كتفك" (السياسي الجنوب أفريقي، جو سلوفو) ما حدث في حلب اليوم، وما سيتكرر غدا من مآسي، ليس مفاجئًا على الإطلاق، لا لأطراف الصراع أو المراقبين! إذ رجَّحت ورشة العمل التي استضافها معهد تشاتام هاوس يوم 27 أبريل استمرار العنف وعدم الاستقرار السياسي وضعف الدولة والصعوبات الاقتصادية خلال السنوات القادمة مهما كان مصير الحرب الحالية، وذلك في ظل تحوُّل الحسابات الجيوستراتيجية للقوى الإقليمية والدولية الرئيسية، بما في ذلك أمريكاوروسيا والسعودية وإيران، بما يؤثر على المنطقة ككل. وهو الترجيح ذاته (استمرار القتال لبعض الوقت) الذي قال به البروفيسور إفرايم إنبار، مدير مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، قبلها بأسام قائلا: إن "رغبة المجتمع الدولي في وضع حد للحرب الأهلية السورية، تقابلها عجز أي طرف عن فرض حله المفضل بشكل فردي". لافتًا إلى أنه "عزز مركزية روسياوإيران في الشؤون الإقليمية"، فيما وصف خيارات إسرائيل بأنها "محدودة".