حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من السماح بسقوط مدينة حلب الاستراتيجية في شمال سوريا في أيدي نظام بشار الأسد, وحلفائه الإيرانيين والروس. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها في 6 مايو, إنه في حال سقطت حلب, فلن تكون هناك مفاوضات سلام حقيقية، أو أي حل دائم لإنهاء الأزمة السورية. وتابعت "حلب, معقل المعارضين لنظام الأسد, وذات موقع استراتيجي، لقربها من الحدود التركية، وهو ما جعلها بمثابة شريان الحياة لخطوط الإمداد لمعارضي الأسد وتحركات اللاجئين". واستطردت " حلب مفتاح حل الأزمة السورية وإجبار نظام الأسد على التفاوض, وإذا لم تتوقف المجازر فيها, ستتواصل عذابات المدنيين السوريين وعدم استقرار المنطقة والعالم لفترة طويلة". وطالبت الصحيفة الغرب بالتركيز على مواجهة جذور الأزمة السورية عبر ردع نظام الأسد وممارسة الضغط الحقيقي على داعميه الإيرانيين والروس, بدلا من الاكتفاء بالبيانات. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية شككت في صمود الهدنة الجديدة في حلب, وقالت إن أي اتفاقات لوقف إطلاق النار لن تنجح, ما لم تضغط روسيا على حليفها بشار الأسد للتوقف عن استهداف مناطق المعارضة السورية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 مايو, أن نجاح الهدنة ومحادثات جنيف, يرتبطان أساسا بمدى تعاون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحذرت الصحيفة من عودة روسيا لخداع الجميع مجددا بشأن الهدنة الجديدة, وقالت إن نشر موسكو قبل أيام مدافع ثقيلة خارج حلب يثير تساؤلات بشأن طبيعة نواياها هناك. وشددت "نيويورك تايمز" على ضرورة قيام واشنطن بممارسة الضغط على بوتين لوقف المجازر في سوريا, مشيرة إلى أنه لم يتبق في حلب أكفان لدفن ضحايا غارات نظام الأسد وروسيا. وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت في 4 مايو أن واشنطنوموسكو توصلتا إلى تفاهمات على توسيع نطاق اتفاق وقف الأعمال القتالية، ليشمل حلب, إلا أن "الجزيرة" أكدت تعرض مناطق واسعة في حلب وريف دمشق للقصف من قبل نظام الأسد بعد سريان الهدنة. وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة أسعد الزعبي ل"الجزيرة" إن اتفاق الهدنة في حلب قرار سياسي بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي، واعتبره وسيلة للسيطرة على حلب وتدميرها. وكانت صحيفة "دي فيلت" الألمانية, قالت إن الرئيس فلاديمير بوتين حقق المكاسب على المدى المتوسط من تدخله العسكري في سوريا, لأن الولاياتالمتحدة أصبحت بحاجة إليه وراء طاولة المفاوضات, كما لم يعد أحد يتحدث عن عزلة وسيا دوليا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في مطلع مايو, أن المهم بالنسبة لروسيا ليس شخصية بشار الأسد بحد ذاتها, وإنما ما يجعلها تستميت في الدفاع عنه, هو رغبتها في عدم الإطاحة به نتيجة ما تطلق عليه "ثورة ملونة", كما حدث في جورجيا عام 2003 وفي أوكرانيا عام 2004. وتابعت "وفقا لمنطق بوتين، إذا نجحت عملية الإطاحة بالأسد، من المحتمل تكرار ذلك في روسيا أيضا". واستطردت "لهذا السبب وصف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال جيراسيموف في كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي في موسكو، ما يجري في سوريا على أنه ثورة ملونة". وأضافت الصحيفة " خلال هذا المؤتمر, اتفق الجنرالات الروس على أن الثورات الملونة ليست إلا وسيلة انقلاب على السلطة والدولة, ولذلك يحق للجيش قمعها". وحسب منطق موسكو, فإن الثورات الملونة هي اضطرابات شعبية سلمية يدعمها الغرب, وعندما تفشل تتحول إلى صدام مسلح مع السلطة. وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، كشفت في وقت سابق أن روسيا تقوم حاليا بتحريك قوات مدفعية نحو الشمال السوري، لمساعدة نظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين في شن هجوم بري واسع على حلب, عقب أكثر من أسبوع من القصف الجوي الوحشي. وقالت المجلة في مقال لها في مطلع مايو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خدع الغرب مجددا, عندما أعلن عن بدء سحب قوات بلاده من سوريا، مؤكدة أن العكس هو الذي حصل, حيث أرسلت موسكو قوات ومعدات إضافية لمساعدة نظام الأسد. وحذرت المجلة من أن بوتين سيفعل أي شيء في سوريا وتحديدا في حلب من أجل جعل روسيا قوة عظمى , ولذا فإنه لن يتخلى عن نظام الأسد بسهولة. وتابعت " بوتين يدعم نظام الأسد لسبيين، أولهما أن موسكو ترغب بالوجود العسكري حول العالم، وذلك من أجل بث رسالة مفادها أنها قوة عالمية، كما أنها تريد استخدام نفوذها في سوريا لتأمين موقف قوي في المفاوضات مع الغرب على مسائل أخرى مثل أوكرانيا. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, كشفت عن إحصائية كارثية جديدة فيما يتعلق بالمجازر المتواصلة في حلب شمالي سوريا, قائلة إن الأسبوع الأخير شهد مقتل طفل كل 25 دقيقة. وحذرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي في 30 إبريل, من أن ما سمته "جزار دمشق" سيرتكب مجازر أبشع مما سبق في حلب في الأيام المقبلة. وتابعت " نظام الأسد يسعى لتطويق حلب لطرد مسلحي المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقي المدينة”. واستطردت " إذا نجح نظام الأسد في حلب وشمالي سوريا وإحكام السيطرة على دمشق واللاذقية, التي يهيمن عليها العلويون، فإنه سيربح الحرب". وأشارت إلى أن الحفاظ على نظام الأسد وإبقاء موطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط يمثلان أيضا نصرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وتابعت الصحيفة " المخططات السابقة تفسر تصاعد المجازر في حلب, لأنه ليس هناك التزاما من قبل نظام الأسد وموسكو بمفاوضات جنيف, فيا يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم داعش". وقبل أسبوع , نفذ نظام الأسد وروسيا غارات جوية وحشية غير مسبوقة استهدفت تحديدا مراكز طبية في حلب بينها مستشفى القدس في حي السكري الذي تعرض في 27 إبريل لغارة أوقعت خمسين قتيلا بينهم أطفال وأطباء ومسعفون. وأنهت هذه الغارات عمليا الهدنة السارية منذ 27 فبراير الماضي. وقد أعلن الدفاع المدني في حلب أن حصيلة الغارات بين 21 و29 إبريل بلغت على الأقل 600 قتيل وجريح .