من كان مثلى من جيل الخمسينيات والستينيات يتذكرون جيدًا هذه العبارة التى طالما سمعناها تطلب منا نحن جموع الشعب العامل الكادح من الطبقات الفقيرة والمتوسطة تارة بسبب تجهيز الجيش لاستعادة الكرامة بعد النكسة عام 1967 فى حرب الاستنزاف وتارة لإعداد الدولة للحرب قبيل عام 1973 وتارة لإعادة بناء الدولة بعد نصر أكتوبر وتارة بعد تولى المخلوع عام 1981، لبدء بناء بنية تحتية للانطلاق إلى القدرة على المنافسة لجذب الاستثمارات والتى فاتنا منها الكثير وحتى نلحق بجنة الثراء والرخاء كما وصلت إليه دول شرق آسيا وشرق أوروبا وشرق الشرق...!!. والحقيقة التى أحسسنا بها جميعًا إلى درجة اليقين أن الفوارق كانت تتسع خلال الثلاثين عامًا السابقة اتساعًا رهيبًا ليس له مقياس ما بين الطبقات التى طالما حلمت بالرخاء وبين الطبقة التى عاشت ومارست والتصقت وتوحدت مع الرخاء فعلاً. وأن كل ضريبة كانت تفرض لصالح هذا الرخاء وكل معاناة وكل شد للأحزمة وكل حرمان من ميزة كان لا يقع ولا يطبق إلا على تلك الطبقات المحرومة كنتيجة مباشرة لتطبيق السياسات الاقتصادية فى السابق!. والآن يلوح فى الأفق مقولات من تلك العينة الخاصة بشد الأحزمة وتحريك الأسعار وتأجيل الطلبات.. إلخ ولكن يجب ألا تتحمل الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتى تدهورت أحوالها أيا من تلك الطلبات والتضحيات وإنما يجب أن يتحمل ذلك تلك الطبقة من الأثرياء بكل شرائحها ممن يملك عشرة ملايين تصاعديًا مع من يملك عشرات المليارات وكل بحسب استفادته من تكوين تلك الثروات من العهد السابق البائد ومصادر تكون تلك الثروات وبعيدًا عن المصادرة والتأميم وكل أساليب العنف وإنما بالقانون وبفرض ضريبة ثروة تصاعدية تدفع لمرة واحدة وضريبة تصاعدية أيضًا على الأرباح المحققة من الأنشطة التجارية والصناعية المختلفة وخاصة أنشطة تجارة الأراضى وتقسيمها والمشروعات العقارية المتميزة والسياحية ومضاربات البورصة واستيراد السلع غير الأساسية ورئيسية من الخارج والمدارس والجامعات الباهظة الأرباح والتى يعامل فيها الطالب كالزبون. مع إلغاء دعم الطاقة على المشروعات كثيفة الاستهلاك فى الطاقة وإعادة دراسة أسعار المواد الخام التى تشتريها مصانع الأسمنت والجبس والسيراميك وغيرها من الدولة بقروش زهيدة للتتحول إلى مئات الجنيهات بعد ذلك كسعر لوحدة الطن مقابل عمليات صناعية بسيطة. ما أقوله وأطالب به ليس نوعًا من الردة ولا وليد حقد طبقى أو مجتمعى والعياذ بالله وإنما هى مبادئ مطبقة فى أكثر دول العالم رأسمالية كبريطانيا وأمريكا وألمانيا!!. وبالنظر إلى ما نأمله فى قادم الأيام من الحكم الرشيد وتولى أمورنا من يصلح لإدارتها بخبرة وعلم ووطنية ونكران للذات. نتطلع أن تكون فترة شد الأحزمة مؤقتة وبسيطة ومن الدرجة التى نكاد لا نشعر بها وعلى ألا يجرى ذلك إلا على من يقدرون على تحمل شد الأحزمة على البطون المتخمة. كما نأمل من قواتنا المسلحة ملك الشعب أن تساهم بقدر وافر فى حل المشكلات المزمنة كالإسكان مثلاً عن طريق بناء المساكن على الأراضى تحت ولايتها وبأيدى أبنائها وطرحها بأسعار تكلفتها الزهيدة وبتسهيلات معقولة شريطة أن تصل لمن يحتاجها فعلاً من أبناء مصر الشرفاء الصابرين والصامدين أبدًا. نائب رئيس شعبة صناعة المحاجر اتحاد الصناعات