كثيرًا ما يفكر الإنسان ويحتار هل هو مخير أو مسير وقد جاءت آيات متعددة في القرآن الكريم ومنها هذه الآية (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) لتوضح أن الإنسان ميسر من جهة قدر الله، ومخير من جهة ما أعطاه الله من العقل والمشيئة والإِرادة والاختيار. وقد جاء في كتب التفاسير أن النجدين هما الطريقان أى طريق الخير وطريق الشر لأن الله - جل وعلا- بين لعباده الطريقين طريق الشر، الشرك والمعاصي، ونهاهم عن ذلك، وبين لهم طريق الخير التوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل، والكتب المنزلة من التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، وغيرها. والهداية هنا بمعنى الدلالة، كما قال الله - تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) (17) سورة فصلت. يعني دللناهم، وأوضحنا لهم الحق بدليله، ومن هذا قوله تعالى: (وَإِنَّكَ)، يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ)، يعني ترشد وتدل، أما الهداية التي معناها التوفيق لقبول الحق، والرضا به، فهذه بيد الله -سبحانه وتعالى- لا يدركها الإنسان، وليست في يد الإنسان، وهي المراد في قوله سبحانه: (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) (272) سورة البقرة، (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)،، يعني أدللناه وأرشدناه، وهو المراد أيضًا في قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)، يعني دللناهم.