"فراشة" تسبح وحدها في فضاء الحرية رفعت بمفردها شعار "الثورة مستمرة"، هي فتاة في العشرينيات من عمرها ولكن من يعرف قصتها يجدها مرت بما هو أكبر من ذلك بكثير قضت حياتها في أسرة حقوقية ف "الأب محامي مناضل أحمد سيف الإسلام"، والأم أستاذة جامعية وحقوقية ناشطة ليلى سويف" بالإضافة إلي الأخوة فهم مناضلون في مجال حقوق الإنسان " علاء عبد الفتاح ومنى سيف " إنها الملقبة ب " الفراشة " سناء سيف " نظرًا لملامحها الطفولية البرئية لم تستطع جدران السجن أن تمحو من وجهها الابتسامة رغم الألم ولم تشعرنا ب "اليأس" رغم المحنة هي فتاة لم تتجاوز ال25 من عمرها تواجه النظام والسلطة دون خوف تعارض دون استحياء. ونظرًا لهذه القوة واجهت "الفراشة" الحبس مرتين لم تكمل الحرية بعامها الأول بعد خروجها من محبسها لتواجه الحكم عليها بالسجن 6 أشهر بتهمة إهانة رمز قضائي أثناء تأدية عمله في تحقيقات النيابة الأخيرة والتي وجهت إليها تهم الدعوة للتظاهر "وزعزعة استقرار الدولة بعد دعوتها للنزول لرفض التنازل عن جزيرتي"تيران وصنافير"، ولكن أعطت سيف درسًا قويًا للنيابة العامة أثناء التحقيقات وهو ما تسبب في صدور الحكم ضدها قائلة "بما أن منظومة العدالة فقدت سيادتها على قراراتها والحياد والتزامها بتطبيق العدالة، والسلطة التنفيذية هي اللي بتدير الدولة وأنا حصل معايا تجربة شخصية تثبت ده وصدر ضدي حكم نهائي ظالم واتحبست سنة و3 شهور وفي الآخر خرجت بقرار عفو من السلطة التنفيذية بالتالي أنا شايفة أن التحقيق ده صوري وبأرفض التعامل معاه" لتودي هذه الكلمات بحريتها لمدة 6 أشهر بعدما قامت بالتوقيع على الإعلام ب"قرار المحكمة"، والتنازل عن حقها في الاستئناف والمعارضة وستقوم بتسليم نفسها لتطبيق الحبس في يوم 14 من شهر مايو الجاري. وكانت المرة الأولى التي واجهت فيها سناء الحبس قبل صدور قرار من الرئيس عبد الفتاح السيسى بالإفراج عنها بعفو رئاسي نظرًا لاتهامها بخرق قانون التظاهر في الأحداث المعروفة إعلاميًا ب "أحداث الاتحادية"، ومعها 100 آخرين إلا أن بعد خروجها للحرية لم تكتم السجون وأيامها صوتها إلا وخرجت وأعلنت معارضتها للنظام الحالي والسابق في العديد من المواقف التي شهدتها مصر خلال الفترة السابقة، خصوصًا بعد نزولها للتظاهر وحدها في الذكرى الخامسة لثورة ال25 من يناير بمحيط ميدان التحرير بتي شيرت مكتوب عليه" الثورة مستمرة" وسط التشديدات الأمنية المكثفة التي فرضها النظام في ذلك الحين لمنع خروج أي تظاهرات معارضة ضد النظام لإحياء ذكرى الثورة ولكن الخوف والرهبة لم يتملكها وخاضت التجربة وأحيت وحدها ذكرى الثورة مؤكدة أن أحلام الشباب ب"العيش والحرية والعدالة" مازالت مستمرة. وحتى وهي داخل محبسها كان لنضالها تأثير شاركت في العديد من الفعاليات التي نظمها السجناء الثوريين وشاركت في أغسطس الماضي في "معركة الأمعاء الخاوية"، وقررت الدخول في إضراب عن الطعام بعد زيارة والدها، في المستشفى وفور وفاته ودفنه بدأت إضرابها بالفعل عقب عودتها من جنازته،احتجاجًا على عجزها عن التواجد بقربه في لحظاته الأخيرة، وللفت الانتباه إلى الظلم الواقع على الآلاف من السجناء السياسيين وعائلاتهم.