كشفت جبهة "كشف الفساد في القليوبية" عن كارثة بيئية خطيرة يعانى منها أهالي القليوبية، تهدد حياة المواطنين وتؤدى لإصابتهم بالسرطان بسبب اختلاط مياه الرى بالصرف الصحى خاصة فى القرى. وكشفت الجبهة عن قيام سيارات الكسح بإلقاء المخلفات ومياه المجارى في الترع والمصارف التى يستخدمها الفلاحون فى ري أراضيهم الزراعية والمحاصيل الأمر الذي ينذر بإصابة الآلاف من المواطنين بالأمراض، وتعد مشكلة الصرف الصحى إحدى أهم المعضلات التى تعانى منها القرى الريفية خاصة قرى مجلس محلى كفر تصفا التابعة لمركز كفر شكر والتى كان لها النصيب الأكبر من الإهمال، حيث يشتكى أهلها من عدم وجود صرف صحي وقيام أصحاب عربات الكسح بإلقاء مياه "المجارى" الملوثة فى مصارف القرى الذى يروى منه الفلاحون أراضيهم. وأكد أهالى هذه القرى ل"جبهة كشف الفساد": "لقد طفح بنا الكيل ولم نجد أي مسئول يهتم بنا على الرغم من أننا مهددون بالأمراض بسبب طفح مياه المجارى وتلوث الأراضي الزراعية إضافة إلى تكبلنا أعباءً إضافية نظير دفع أموال لسيارات الكسح وهى نفسها التي تلقى بالمياه وسط الزراعات لتصيبنا بالأمراض". وأضافوا: "تلقى سيارات "الكسح" مخلفات الصرف الصحى فى الترع مباشرة وعلى مرأى ومسمع من جميع المسئولين دون تحريك ساكن". وطالب أهالى القرى بتدخل اللواء الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية، لحل مشاكل هذه القرى وعلاج أزمة الصرف الصحى بها أسوة بالقرى المماثلة وتطبيق القانون وحماية الترع من إلقاء المخلفات وحماية المواطنين من مخاطر التلوث الذى ينهك صحتهم. وأوضح منسق جبهة كشف الفساد محمد عيسى أبو عبطة أن المشكلة تكمن فى تقاعس المسئولين عن القيام بواجباتهم وناشد رئيس مجلس الوزراء ووزراء الزراعة والرى والصحة بسرعة استخدام العلم والتكنولوجيا فى الاستفادة ومعالجة مياه الصرف الصحى لكى تستطع الدولة الاستفادة بها فى رى أراضى الظهير الصحراوى والتى تصل ل150 ألف فدان بالإضافة لفحص هذه المحاصيل من الخضر والفاكهة والتى يتم طرحها فى الأسواق لمعرفة مدى تأثير مياه الصرف الصحى عليها وهل تصلح للاستهلاك الآدمى أم لا؟، مؤكدًا أن توفير مياه الرى مسئولية الحكومات. وأضاف أبو عبطة، أن الفلاح المصرى لا يريد من أى حكومات أو أنظمة سياسية إلا توفير مستلزمات الإنتاج التى يحتاج إليها، وحل مشكلة مياه الري، التى جعلت الفلاحين يصرخون من عدم وجودها، بل لجأ كثيرون منهم إلى رى أراضيهم بمياه المصارف الزراعية أو المياه المعين المستخرجة من باطن الأرضي، والتى تضر بالأراضي، وتؤدى لارتفاع نسبة الملوحة بطبقات الأرض، ثم بوارها بعد ذلك بالإضافة لتأثيرها الضار على المزروعات والتى ينتج عنها ثمار ملوثة تؤدى فى النهاية لإصابة المواطنين بالأمراض المستعصية كالسرطانات وأمراض الكبد. وشدد على ضرورة وضع الفلاح وقطاع الزراعة وأزمة الرى التى تسببت فى بوار الكثير من الأراضى الزراعية على قائمة أولويات الحكومة الحالية والتى يأمل الفلاحون فى ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسًا للجهورية فى تعديل الأوضاع السيئة التى عاش فيها الفلاح المصرى لعقود طويلة، لأن مصر فى الأساس بلد زراعي، وأساس نهضتها يأتى من توفير المحاصيل الزراعية الصحية الخالية من الأمراض والأوبئة التى تعتمد عليها فى تصنيع الغذاء فالفلاح فى مصر عانى كثيرًا من انهيار العملية الزراعية عبر سنين عديدة والظلم الذى وقع على الفلاح المصرى فى كل الحكومات والأنظمة السياسية السابقة لا يقارن بالانهيار الذى يحدث الآن فى ما يخص قلة مياه الرى النظيفة واعتماد الفلاح فى محافظات كثيرة على الرى من الترع والمصارف الملوثة.