مجددًا تطوق قوات الاحتلال الإسرائيلي يد الصحافة الفلسطينية بالحديد كي تُكمم أفواههم عن نشر جرائم الاحتلال للعالم عن كثب، وقامت باعتقال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينية، عمر نزال، خلال سفره على معبر الكرامة، بعد أن أوقفته لفترة من الزمن، ومن ثم اعتقلته وحولته إلى معتقل «عتصيون» للتحقيق، وقامت بتجديد حبسه، وحتى الآن لم تكتب تهمته. وعزا الصحفيين الفلسطينيين،أن اعتقال «نزال» جاء لمنعه من المشاركة في مؤتمر الاتحاد الأوروبي للصحفيين، حيث تم اعتقاله خلال سفره إلى عمان ضمن وفد نقابة الصحفيين الفلسطينيين برئاسة نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، للمشاركة في مؤتمر الاتحاد الأوروبي للصحفيين. ومن جانبها أصدرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بيانًا تستنكر فيه اعتقال عضو أمانتها، وطالبت الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الاتحاد الدولي للصحفيين الاتحاد الأوروبي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والمنظمات الدولية إلى استنكار جريمة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقاله، وضرورة التدخل الفوري والسريع للإفراج عنه من قبضة المحتلين. وشددت النقابة على أن هذه جريمة تكشف بشكل واضح مستوى الاستهداف والملاحقة للصحفيين ونقابتهم من قبل الاحتلال وأجهزته وضرب كل قيم ومبادئ وقرارات المؤسسات الدولية، بما في ذلك قرارات الأممالمتحدة التي تضمن وتكفل حرية العمل الصحفي والمساس بحقوق الصحفيين. وحمّلت في بيانها، حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو كامل المسئولية عن حياة الزميل نزال، الذي يعاني من عدة أمراض، حيث كانت سلطات الاحتلال حرمته في وقت سابق من الحصول على العلاج في المستشفيات الفلسطينية في القدسالمحتلة. ومن جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي للصحفيين حكومة الاحتلال بالإفراج عنه فورًا وأدان إغلاق تليفزيون فلسطين اليوم ومحطات الإذاعة في الخليل ويدين كل الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية. ولم يهدأ بال للصحفيين الفلسطينيين، حيث قاموا بوقفة احتجاجية رافضة لاعتقال «نزال»، ولكن قوبلت بالقمع ومطاردة من قبل جنود الاحتلال في محيط معتقل «عوفر»، بعد أن مددت المحكمة العسكرية فى عوفر اعتقال الإعلامي عمر نزال لمدة 72 ساعة لدراسة احتمال تحويله للاعتقال الإداري. وفي تصريحات سابقة له ل«المصريون» والتي أعقبت منعه من السفر على خلفية قرار مخابرات الاحتلال بمنعه من السفر آنذاك، لأسباب غير معلومة في ديسمبر عام 2014، لم يستطع الصحفي «عمر النزال» بالسفر يومها، عندما كان في طريقه إلى مغادرة الأراضي الفلسطينية وقتها لقضاء عطلة الأعياد خارج البلاد برفقة عائلته. عمر النزال صحفي عُرف عنه نضاله ورغبته في بناء صحافة فلسطينية حرة في بلاده تستطيع عكس رؤية الفلسطينيين وإبراز آرائهم، ومثلّ نقابة الصحفيين الفلسطينية في دول كثيرة حول العالم، ورغم أن سفره ليس جديد وكونه عضوًا في كونجرس الاتحاد الدولي للصحفيين الذي عُقد عام 2013 في دبلن– إيرلندا، إلا أن هدف الاحتلال الإسرائيلي لتكميم أفواه الصحفيين واحد. وقال النزال، إن قرار منعه هو جزء من إجراءات الاحتلال واعتداءاته على الصحفيين الفلسطينيين في محاولة لإسكات صوتهم، وهو محاولة ضرب لكل من يدافع عن قضاياهم ويتبنى همومهم ويعمل على فضح ممارسات الاحتلال في المحافل العربية والدولية. وكان النزال ممنوعًا من السفر حتى عام 1996 بسبب اعتقاله عدة مرات من قبل الاحتلال قبل ذلك، موضحًا أنه منذ عام 1996 تقدم من خلال مؤسسة حقوقية بقضية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية التي قررت بالسماح له بالسفر مجددًا للخارج وأن أسباب المنع قد زالت. وله دور مهم جدًا في تمثيل الصحافة الفلسطينية بالخارج حيث انتُخب نائبًا لنقيب الصحفيين الفلسطينيين في عام 2010 وسافر عدة مرات لتمثيل النقابة في مناسبات مختلفة، وفي عام 2012 انتخب مجددًا لعضوية مجلس النقابة.