النواب "الائتلاف" سخر إمكانياته من أجل قيادته فقط للفوز برئاسة اللجان حشد النواب والمبايعات لفوز الجمال وهيكل بلجنتي الشئون العربية والثقافة
تشهد ساحة البرلمان لليوم الثانى على التوالي حالة من الغضب والاتهامات الموجه لائتلاف دعم مصر من قبل العديد من النواب بعد مشاهدتهم لما تم داخل اللجان النوعية للمجلس البالغ عددها 25 لجنة من تربيطات ومبايعات لأشخاص بعينهم على خلاف ما تم الاتفاق علية داخل أاجتماعات "الائتلاف". وأكدت أحاديث النواب داخل البهو الفرعوني وداخل بعض اللجان أن ائتلاف دعم مصر الذي يرأسه حاليًا اللواء سعد الجمال باعتباره أكبر الأعضاء سنًا71 عامًا بعد وفاة اللواء سامح سيف اليزل يعمل لحساب اثنين أو أربعة على الأكثر من قيادته ولا يهمه باقي أعضائه مدللين على ذلك بالحشد والمبايعة التى تمت داخل لجنة الشئون العربية من أجل فوز اللواء سعد الجمال برئاسة اللجنة وما هو أدى إلى انسحاب النواب عبد الرحيم علي وأحمد رسلان وأسامة شرشر وأيضًا الحشد الذي تم في لجنة الثقافة والإعلام من أجل القيادي بدعم مصر النائب أسامة هيكل، ما اضطر النائب الكاتب الصحفي يوسف القعيد أثناء الانتخابات الإعلان عن انسحابه لترك الساحة ورئاسة اللجنة إلى "هيكل". وأكد النواب أن ائتلاف دعم مصر خسر حلفاءه من الأحزاب تحت قبة البرلمان خاصة حزب المصريين الأحرار الذى تخلى عنه رغم الاتفاقات المعلنة بينهم مدللين على ذلك بأن انتخابات اللجان كشفت تخلي ائتلاف دعم مصر، عن اتفاقه مع حزب المصريين الأحرار، سواء في انتخابات الرئاسة أو الوكالة، وهو ما ظهر جليًا فيما حدث مع الدكتور أيمن أبو العلا، مرشح الحزب في رئاسة لجنة حقوق الإنسان وحصوله على 9 أصوات مقابل حصول محمد أنور السادات على 29 صوتًا توجته رئيسًا للجنة. فيما وجه النائب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب انتقادات شديدة اللهجة لطريقة ائتلاف دعم مصر في خوض انتخابات اللجان النوعية عن طريق مبدأ الأغلبية وليس الكفاءة، مشيرًا إلى أنه ضد فكرة الدفع بأى نائب على رئاسة اللجان نظرًا لانتمائه للأغلبية، مطالبًا النواب بالبعد عن الإلحاح والتربيطات والمغازلة السياسية حتى يكون المرشحون على قدر كافٍ من الكفاءة التي تؤهلهم لرئاسة اللجان وقال نقول وننصح ولكن ما الفائدة من ذلك بعد أن شاهدنا مهازل تجرى أمام أعيننا داخل انتخابات اللجان النوعية. فيما أعلن النائب المستقل هشام والي، عن دائرة الفيوم، نيته للتراجع عن عضويته بتحالف «دعم مصر»، وأرجع «والي» السبب إلى ديكتاتورية القرار وسيطرة فكر الرجل الواحد على كل الاقتراحات وآراء نواب التحالف. وأضاف «والي» أن الفترة المقبلة من عمر البرلمان فارقة ومهمة جدًا، وتحتاج تعاونًا مشتركًا وليس سيطرة رجل بعينه على كل الأفكار والاقتراحات مثل نظام الحزب الوطنى المنحل الذي أدت ممارساته الدكتاتورية إلى هدم الدولة. فيما أكد النائب أحمد سميح، عضو مجلس النواب، وعضو ائتلاف «دعم مصر» سابقًا، أن الائتلاف يتبع سياسة الحزب الوطنى المنحل، مؤكدًا أن سبب انسحابه من الائتلاف هو عدم احترام قياداته للرأي المعارض لهم، مؤكدًا أن نهاية ائتلاف «دعم مصر» ستبدأ بعد النتائج التى تم إعلانها حول انتخابات اللجان النوعية. وشدد عضو المجلس إلى أنه يوجد عدد كبير من النواب داخل الائتلاف يدرسون انسحابهم منه في الفترة الحالية، نظرًا إلى سياسة الإقصاء التي يتبعها قيادات الائتلاف. فيما أعلن النائب إيهاب غطاطي اعتراضه على انتخابات لجنة الزراعة والري والإنتاج الحيواني وقال لقد حدث بيني وبين عدد من أعضاء اللجنة بعض المشادات زاعمًا أن التصويت خضع لتربيطات وليس تطبيقًا لمعيار الكفاءة، وأن النتيجة محسومة منذ أيام بعدما أن أقسم عدد منهم على المصحف، على حد قوله وأشار غطاطي عقب خسارته في الانتخابات إلى أن نواب الصعيد يعتبرون الأمر تحديًا، وكان من الأفضل تقديم أصحاب الكفاءات، وخاصة أن ملف الزراعة شائك ويحتاج إلى قدرات علمية وبحثية للقضاء على المشاكل الموجودة به. بيما أكد الدكتور محمد عطية الفيومي عضو مجلس النواب عن حزب الحرية بدائرة طوخ وقها بالقليوبية: أن ائتلاف دعم مصر أخطأ خطأ جسيمًا فى تشكيلات اللجان حيث سار على درب الإخوان وانتهجوا نهجهم فى الاستحواذ دون أن يتعلموا من التجارب الفاشلة للآخرين معلقًا "الإخوان أرادوا كل شىء ففقدوا كل شىء". وأضاف الفيومي أن الفقيد سامح سيف اليزل الرئيس السابق للائتلاف كان قد صرح بأن الائتلاف لن ينافس إلا على 5 لجان، مؤكدًا على أن ما يحدث اليوم ليس له مسمى سوى "تقسيم التورتة" وترتيب المصالح بدون معايير، لأن منافسة الائتلاف اليوم على رئاسة 21 لجنة منهم 14 لجنة ينافس على رئاستهم نواب ينتمون إلى "قائمة فى حب مصر" أى ثلثي عدد مرشحيهم من النواب مما يعد استهانة بالإرادة الشعبية، مشيرًا إلى أن أعضاء مجلس النواب عن القائمة قد نجحوا بدون أصوات ولم يدخلوا انتخابات حقيقية على حد قوله مستهجنًا "جايين فى أتوبيس مكيف". وأوضح نائب ائتلاف "دعم مصر" أنه لو كان الائتلاف قد رشح من هو أولى وأكفأ منه برئاسة لجنة الإدارة المحلية لم يكن ليرشح نفسه وكان سيؤيده ويؤازره إلا أن الائتلاف قام بترشيح نائب لم يعمل بالإدارة المحلية قط ولا يعرف عنها شيئا. وفى سياق آخر أكد الفيومي أنه لن يشارك فى ائتلاف دعم مصر مشاركة إيجابية لأنه يعلم قدرات قياداته جيدًا ويتوقع تفككه في القريب العاجل نظرًا لضعف التلاصق بين أعضائه. وكانت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب قد شهدت أول حالة انسحاب من الانتخابات بإعلان النائب يوسف القعيد، انسحابه من الترشح على منصب رئيس اللجنة، مبررًا ذلك بأنه بعد قفل باب الرغبات، دخل نواب جدد إلى اللجنة وقد حدثت مشادة كلامية بينه وبين منافسة القيادي بائتلاف دعم مصر أسامة هيكل وانفعال القعيد على هيكل قائلا له "اسكت مش أنت اللى بتدير الجلسة" و"ومش عايزين إرهاب". وحول غرائب وعجائب ومفاجآت الانتخابات فقد بدأت تلك العجائب بفوز النائب كمال عامر القيادي بائتلاف دعم مصر، برئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي، بالتزكية، رغم عدم حضوره الانتخابات، إضافة إلى فوز كامل أعضاء هيئة مكتب لجنتي الصناعة برئاسة النائب محمد السويدي نائب رئيس ائتلاف دعم مصر، ولجنة الشئون العربية برئاسة اللواء سعد الجمال رئيس الائتلاف، بالتزكية دون انتخابات. وفي سياق متصل بتلك الغرائب، حصلت النائبة المعينة ماريان عازر، مستشارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، المهندس عاطف حلمي، والتى عملت كمدير لمركز المعلومات بالمعهد القومي للاتصالات، على صوتها فقط فى انتخابات رئاسة لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما فازت النائبة مي البطران خريجة كلية الصيدلة، برئاسة اللجنة بحصولها على 6 أصوات بينما حصل النائب نضال السعيد، عن حزب مستقبل وطن، والمدعوم من الائتلاف، على 3 أصوات فقط، رغم تخلى الائتلاف عن دعم عضوة قائمة "فى حب مصر"، عقب إصرار الحزب المشارك فى الائتلاف على الدفع بنائبه. فى واقعة أخرى تخسر خبيرة الطاقة الدولية وأستاذ بقسم الهندسة الكهربية بكلية الهندسة وحاصلة على دكتوراه فى الهندسة البيئية وعضو المجالس القومية المتخصصة، أمام النائب طلعت السويدي عضو حزب الوفد، وخريج كلية التجارة، برئاسة لجنة الطاقة والبيئة، وخسارة شيرين فراج النائبة المعينة يأتي بعد أن قدمت برنامجًا طموحًا لزملائها أعضاء اللجنة للنهوض بمصر، ليطرح ذلك تساؤلاً مهمًا أمام النواب،:"هل سعوا لاختيار الكفاءات؟ أم أن التربيطات كانت سيدة الموقف؟". اتهام المال السياسي يطول المعركة إضافة إلى أن النائبة الخاسرة في انتخابات رئاسة لجنة الطاقة والبيئة، شيرين فراج، أكدت أن الكفاءات يتم تنحيتها بكل الطرق وأن ائتلاف دعم مصر لم يكن داعمًا لمرشحيه فى كثير من الأحيان، مشيرة إلى أن المال السياسى أثر على نتيجة انتخابات اللجان النوعية، وأن هناك عددًا من أعضاء المكتب السياسى لدعم مصر عملوا ضد ترشيحات الائتلاف. وقالت "شيرين" لقد أصيب ائتلاف دعم مصرب 7 ضربات للصفقات التى أبرمها مع القوى السياسية المختلفة، حيث استطاع مرشحون على رئاسة لجان الشئون الاقتصادية، وحقوق الإنسان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإدارة المحلية، والطاقة والبيئة، والتعليم، والإسكان، التغلب على مرشحي الائتلاف لرئاسة تلك اللجان، والذي أعلن عنهم "دعم مصر" فى بيان رسمي له. وقالت لقد بدأت تلك الضربات بفوز الدكتور عليى مصيحلي، عضو مجلس النواب، برئاسة لجنة الشئون الاقتصادية، حاصلا على 13 صوتًا، أمام أشرف العربي مرشح اإئتلاف "دعم مصر"، على رئاسة تلك اللجنة، حيث حصل الأخير على 8 أصوات فقط، وذلك بعد سجال طويل بتلك اللجنة، بدأ بدعم الائتلاف للنائب محمد على عبد الحميد، وانتهى بدعم أشرف العربي، ولكن لم يُوفق الاختيار، كما اكتسح النائب محمد أنور السادات انتخابات رئاسة لجنة حقوق الإنسان، حيث فاز برئاستها بعد حصوله على 27 صوتًا، بينما حصل النائب أيمن أبو العلا مرشح حزب المصريين الأحرار، والمدعوم من اإئتلاف "دعم مصر"، على 9 أصوات فقط، وذلك بعد صفقة بين الائتلاف والحزب، اشترطت انسحاب "أبو العلا" من الترشح على رئاسة لجنة الصحة، فى مقابل مرشح آخر ل"دعم مصر"، ، لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل استطاع النائب أحمد السجيني الفوز برئاسة لجنة الإدارة المحلية، حاصلاً على 18 صوتًا، فى معركة شرسة أمام محمد صلاح أبو هميلة مرشح الائتلاف، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، المشارك في الائتلاف، إضافة إلى النائب محمد عطية الفيومي عضو الائتلاف، اللذين خسرا أمام "السجيني". وفي سياق متصل بتلك الضربات، فاز النائب جمال شيحة برئاسة لجنة التعليم، أمام ماجدة نصر مرشحة الائتلاف على رئاسة اللجنة، كما فاز النائب طلعت السويدي برئاسة لجنة الطاقة والبيئة، أمام شيرين فراج مرشح الائتلاف على رئاسة اللجنة، وفاز معتز محمد برئاسة لجنة الإسكان، أمام علاء وإلى مرشح الائتلاف. من جانبه اتهم المستشار محمد سليم مرشح ائتلاف دعم مصر كوكيل للجنة الاقتراحات والشكاوى رئيس اللجنة همام العادلي وعدد من الأعضاء بخيانته وقرر الانسحاب من اللجنة والانضمام إلى لجنة أخرى كما قال سيجمد عضويته بائتلاف دعم مصر.
