بعد ساعات من دفن جثة قتيل الرحاب مصطفى أحمد محمد خلف، البالغ من العمر 24 عامًا، وابن قرية طحا الأعمدة بمركز سمالوط بالمنيا، تحولت القرية إلى مأتم جماعي لم يفرق بين مسلم وقبطي على حد سواء. اجتمعت القرية فى سرادق لتقديم واجب العزاء لوالد القتيل والوقوف بجانبه فى مصيبته، التى أصبحت حديث الرأي العام في الداخل والخارج. "المصريون" التقت أهالي القرية والذين رووا مصابهم بكل ألم وعلى رأسهم والد القتيل، والذي أكد أن نجله راح هدر وغدر الداخلية، وحق ابنى مش هسيبه حتى لو طارت رقبتي. وأضاف محمد أحمد خلف، والد المجني عليه والبالغ من العمر 55 سنة، أن نجلي راح علشان يأكلنا ويصرف علينا، وكان واقفا في مشتل بيعمل فيه، لكن دفاعه عن صاحب الغرزة بتاع الشاي، يخليه يدفع حياته لأمين شرطة بيفرض بلطجة وإتاوة على الناس الغلابة. وأوضح أن ابنى راح علشان يوفر لنا قرشين يدفع إتاوة لأمين شرطة بيقبض أكتر من 3 آلاف جنيه ليه؟ وعلشان أيه؟ كل شوية يموتوا واحد برىء، وإحنا مكنش لينا حد غيره يصرف علينا، وأمه بتموت ومش قادرة تتكلم وكان خاطب واحدة قريبته ولكن فسخت خطوبتها علشان إحنا غلابة.
وأكد شقيقه عبد العزيز، إحنا مش عايزين حاجة سوى إن ناخد حق أخويا اللي راح علشان لقمة العيش ويصرف على البيت أبويا وأمي وأختى الوحيدة، والتي لم تتجاوز الثانية عشرة من العمر يرجعوه ميت وجثة هامدة مضروب بالنار بأكثر من طلقة طيب ليه؟ وتابع إذا لم تاخد العدالة لنا حقنا سوف ناخده بأيدينا نحن لأن علشان إحنا ناس غلابة مش هنقدر نجيب حق أخويا اللي مات غدر وخيانة من أمين الشرطة. وطالب بإعدام أمين الشرطة، ومحاكمة وزير الداخلية، وعودة الحق لأصحابه مهما كان الثمن، دم أخويا مش ميه علشان يروح ببلاش. الحادث أربك أهالي القرية الذين أجمعوا على حسن أخلاق القتيل وطيبة قلبه الكبير الذى لم يتسبب فى مشكلة مع أحد سواء من أهالي القرية أو من خارجها حتى وفاته. من ناحيته أوضح بدر سدراك الناشط الحقوقي والقبطي وأحد أبناء قرية طحا الأعمدة، أنه كان دمث الخلق وكان طيبا محبوبا بين الناس وكان فقيرًا على قد الحال بيروح مصر، ويرجع كل كام شهر علشان يوفر قرشين لأهله، هل هذا يكون ده مصيره.