حشود الجماهير رسالة غضب ضد التنازل عن الجزيرتين استبداد القرار داخل الإخوان مسئول عن كارثة الوطن من الأولى إطلاق المعتقلين بالسجون وتعويض الشهداء
شن عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، هجومًا على جماعة "الإخوان المسلمين"، قائلاً إن "الجماعة أرهقت حلفاءها في التحالف الوطني لدعم الشرعية, ولذلك فإن مَن يخرج من التحالف أو ينتقل إلى كيان آخر أو يجمد موقفه معذور ولا يلام على ذلك". وأضاف الزمر في تصريحات إلى "المصريون"، أن "جماعة الإخوان جماعة سلمية كبيرة ولها أيادٍ بيضاء في العمل الخيري والاجتماعي, لكن المشكلة تكمن في استبداد القرار داخل الجماعة وعدم الانفتاح على الآخرين ورفض الرأي الآخر", محذرًا من أنه "إذا لم تطوّر الجماعة نفسها بشكل يسمح لها بالتعايش الفوري مع الواقع فسوف تختفي من على الخريطة السياسية الفاعلة لفترة من الزمن ليست بالقليلة". من جهة أخرى، دعا الزمر، النظام إلى طرح قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في إطار اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين البلدين إلى الاستفتاء الشعبي، وخاصة في ظل حالة الغضب والحشود الهائلة التي شهدتها شوارع مصر يوم الجمعة، قائلاً: هذه الحشود تؤكد أن تصور الحكومة لأزمة الجزيرتين لم يلق قبولاً لدى قطاع واسع من الشعب. ورأى أن "طريقة إدارة الأزمات من قبل الحكومة الراهنة تصنع أزمات إضافية أزمة سيناء –ريجيني –الطائرة الروسية " تمامًا مثل حكومة مبارك التي رفضت الإصلاح فنادي الشعب بالرحيل وكذلك حكومة مرسي لم يستجب لمطالب المعارضة فطالبوا برحيله". وأضاف الزمر: "إذا كانت الحكومة المصرية تعيد الجزيرتين إلى السعودية من باب رد الحقوق إلى أهلها فإن الدعوة إلى رد حقوق الشهداء ومنح المحتجزين في السجون حريتهم هو من نفس الباب الواحد". واستهجن، دعوات التحريض على قتل المتظاهرين، مطالبًا أجهزة الدولة بالتصدي لهذه الدعاوى من جانب بعض الإعلاميين باعتباره حقًا دستوريًا للشعب فضلا عن إراقة الدماء لا توقف مسيرة الشعوب عن أهدافها بل تزيد الأمر اشتعالاً والتاريخ خير شاهد. في المقابل، دعا الزمر - الذي قضي 30عامًا في سجون مبارك لدوره في عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات - دول الخليج مجتمعة، لأن تسدد ديون مصر الخارجية بصفة فورية على أن يتم تحصيلها من مصر على أقساط بلا فوائد مساعدة منها للشعب المصري الذي تحمّل عن الأمة تضحيات أربع حروب لا يخفى على أحد حجم الخسائر فيها من أرواح وأموال. وانتقد الزمر، تعامل الحكومة مع ملف مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني، مشيرًا إلى أنها تعاملت بطريقة خاطئة مع هذا الملف بشكل وضع سمعة مصر على المحك، مطالبًا بضرورة إجراء تحقيق شفاف وتقديم المسئول للمحاكمة، لاسيما أن الشعب المصري لا يمكنه أن يتحمل توابع أخطاء فردية تضر بعلاقته بشعب صديق. ورأى الزمر - وهو مقدم مخابرات حربية سابق - أن مشكلة سد النهضة ليست وليدة اليوم ولكنها كانت نتاج سوء علاقة مصر بدول حوض النيل ومحاولة فرض الهيمنة والتعالي عليها, وكان من المهم أن تشارك السودان وإثيوبيا في مشروع توشكى كمستثمرين حيث فائض المياه؛ ونظراً لأن شيئًا من ذلك لم يحدث أصبحت كل دولة تفكر بمفردها وطبقًا لمصالحها الذاتية. واقترح الزمر على الحكومة باتخاذ تدابير احترازية لمعالجة تداعيات سد النهضة مطالبًا بالاستعداد من الآن على محورين؛ الأول محور قانوني دولي عبر إحالة القضية لمحكمة العدل الدولية لإلزام إثيوبيا بعدم المساس بحقوقنا التاريخية في مياه النيل, الثاني عبر تعديل للسياسات الزراعية بشكل يتناسب مع نقص المياه المتوقع. وفيما يتعلق بالأزمة المشتعلة في شبه جزيرة سيناء، أوضح الزمر أن التنمية والمشروعات المطروحة الآن تسير في الاتجاه الصحيح بعد زمن طويل من الإهمال, مشددًا على ضرورة تعديل سياسة التعامل مع المواطن السيناوي ليأخذ حقوقه مثل أي مواطن على أرض مصر, ولو تمت هذه الرؤية الشاملة منذ زمن ما كنا سنسمع عن الذي يحدث حاليًا من اقتتال. وتمنى الزمر أن يأتي يوم 25 أبريل موعد تحرير سيناء وقد انتهى نزيف الدم على أرض سيناء، وهو أمر ليس بعيد المنال إذا توقفت الأطراف اعتبارًا من صباح هذا اليوم "لا ملاحقات أمنية – ولا استهداف للجيش والشرطة". وطرح عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، رؤيته لحل الأزمة الاقتصادية قائلاً، إنها تحتاج إلى الصلح مع الله في المقام الأول, وهذا لا يتحقق إلا بإعلاء كلمة الله تعالى ونشر العدل ورفع الظلم ورد الحقوق وإلغاء النظام الربوي الذي يهدم الاقتصاد، فضلاً عن ضرورة وجود استراتيجية شاملة وإرادة سياسية لمقاومة الفساد واستعادة أموال الشعب المنهوبة, فضلاً عن بذل الجهود لدى الدول الدائنة لإسقاط فوائد الديون، خاصة أن معظم الديون قد تم سداد أصولها. وحول تقييمه لأداء حكومة شريف إسماعيل، أشار الزمر إلى أنها "غير قادرة رغم مجهودها الكبير على إدارة دفة الحكم، فهي أشبه بقارب مستدير يدور حول نفسه ولا يصل إلى الشاطئ, وذلك لكونها لا تتشاور مع القوى السياسية والحزبية وقادة الرأي في المجتمع, وتنفرد بالقرار السياسي الذي يغلب عليه عدم التوفيق فتتزايد مساحة المعارضة تدريجيًا بما ينذر باقتراب سحب الثقة منها". واعتبر الزمر أن التحدي الأول أمام مصر هو تجاوز أزمتها الداخلية والتي تتمحور عاجلاً أو آجلاً حول سياسي عادل بوساطة إقليمية، مشددًا على أهمية عودة الوئام إلى الشعب المصري وانتهاء حالة الصراع والاستقطاب والشحن الإعلامي الذي أضر بعلاقاتنا الاجتماعية, كي يعود شعبنا يدًا واحدة تبني وتشيد هذا الوطن الذي عانى كثيرًا ويريد أن يفرح بعد حزن شديد.