قال أحمد أويحيى، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ومدير ديوان الرئاسة بالجزائر، اليوم السبت، إن نشر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، خلال لقاء معه منذ أيام تظهره في حالة صحية صعبة "مؤامرة" و"عمل شنيع". وكان أويحيى يتحدث بصفته الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، خلال افتتاحه مؤتمرا لكوادر الحزب بالعاصمة، اليوم، بحسب مراسل "الأناضول". ونشر رئيس الوزراء الفرنسي، عقب زيارته للجزائر يومي 9 و10 أبريل/نيسان الجاري، تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تضمنت تعليقا على العلاقات بين البلدين، وأرفقها بصورة للقائه مع بوتفليقة الذي بدا في حالة صحية وصفتها صحف ومعارضون جزائريون ب "الصعبة". ووفق أحمد أويحيى: "قصة هذه الصورة ما هي إلا مناورة مدبّرة ومنسّقة في باريس وفي الجزائر". وتابع: "نندّد بأقصى شدّة بهذا العمل الشنيع الذي قام به أولئك الحقودين في فرنسا، وكذا بتصرف بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي سارت على خطاهم، كما نندّد بنفس الشدّة بأبواق أولئك الحقودين الأجانب المتواجدة هنا في الجزائر". وكان بوتفليقة (79 عاما)، تعرض لجلطة دماغية في أبريل/نيسان 2013، نُقل على إثرها للعلاج بفرنسا، لفترة تجاوزت الشهرين، وقد تسببت في فقدان قدرته على الحركة، لكنه استمر في ممارسة مهامه في شكل رسائل موجهة للمواطنين واستقبالات للمسؤولين المحليين والضيوف الأجانب. وحسب مدير ديوان الرئيس الجزائري، فإن خلفية نشر الصورة هي، أنه "يوجد في فرنسا التي تريد إقامة شراكة مميزة مع الجزائر، حقودين لم يقتنعوا بعد بأنّ الجزائر الخاضعة للوصاية الأبوية قد زالت منذ أكثر من نصف قرن (الجزائر استقلت عن فرنسا عام 1962)، وأنّ الجزائر مستقلة وكاملة السيادة". وتابع: "فهؤلاء المستعمرين الحقودين لا يمكنهم تقبّل جزائر مستقلة تدافع على مصالحها الجهوية، ولا يهضمون كذلك جزائر تندّد بالمساس بمؤسساتها وعلى رأسها رئيس الجمهورية، كما لا يروق لهم رؤية جزائر تدافع على مصالحها الاقتصادية". يشار إلى أن الجزائر، استدعت قبل أيام، السفير الفرنسي لديها، برنار إيمي، احتجاجاً على نشر صحيفة "لوموند" صورة للرئيس بوتفليقة، ضمن قادة دول وردت أسماؤهم فيما يسمى ب"وثائق بنما" حول التهرب الضريبي، رغم أن اسمه لم يرد بالوثائق. ووصفت الخارجية الجزائرية ما نُشر ب"الحملة المعادية ضدها" ودعت سلطات باريس إلى "التنديد بها" كما وجهت احتجاجا لإدارة الصحيفة بشأن ما نشر "من معلومات تضليلية". يذكر أن الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين، تمكن من الوصول إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة "موساك فونسيكا" للمحاماة، ووزعها على وسائل إعلامية في 80 بلداً مختلفاً، حيث أشارت الوثائق التي نشرتها صحف عالمية منها "الغارديان" البريطانية، و"سودوتش زايتونغ" الألمانية، إلى تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية بينها 12 رئيس دولة، و143 سياسيًا، بأعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات "أوفشور".