قال الكاتب والباحث السعودي في العلاقات الدولية الدكتور حمدان الشهري, إن لدول الخليج اختلافات في وجهات النظر مع مصر. وأضاف الشهري في تعليقه على زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر, أن دول الخليج تميل لتهدئة الأمور مع القاهرة, كي لا تصل إلى حد الخلاف, بسبب خطورة التغولات الإيرانية في المنطقة، حسب تعبيره. وتابع " زيارة الملك سلمان إلى مصر تأتي في ظل العلاقات الأخوية بين البلدين"، مشيرا إلى أن الجانب السياسي سيكون حاضرا فيها, والدليل مدة الزيارة, والتي سيتم خلالها البحث في سبل تحديد رؤى مستقبلية مشتركة بين الدول العربية لمواجهة الأخطار, التي تحدق بالمنطقة. واستطرد "نريد من مصر موقفا أكبر يساندنا ولكن لن نضغط عليها ونقول لها كوني معنا بالكامل أو لا وذلك حتى لا تتحول إلى التحالف مع الجانب الآخر" . وأشار إلى أن مصر منكفئة ومشغولة بالداخل، وقد تكون تخشى ضغوطات روسيا عليها, ولذلك لا تتخذ موقفا واضحا من إيران. وعن الدعم الخليجي لمصر، قال الشهري أيضا في تصريحات ل"الجزيرة", إن هذا الدعم لا يذهب فقط للدولة المصرية مباشرة إنما يذهب لمشاريع للتنمية في سيناء مثلا ودعم المشتقات النفطية, الذي يعود بالفائدة على الشعب المصري. وتوقع الشهري أن تعطي زيارة الملك سلمان للقاهرة أهمية كبيرة لتقريب وجهات النظر والمصالحة بين مصر من جهة وكل من قطر وتركيا من جهة ثانية، معتبرا أن المصالحة هي الطريق الصحيح لإصلاح ذات البين بين الدول العربية لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل الملك سلمان الخميس الموافق 7 إبريل في مطار القاهرة الدولي. وتستمر زيارة العاهل السعودي إلى مصر 5 أيام، وهي الزيارة الرسمية الأولى له إلى القاهرة منذ توليه سدة الحكم. وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً رحبت فيه بزيارة الملك سلمان, مشيدة بمواقفه المشرفة إزاء مصر وشعبها. وقالت الرئاسة المصرية إن توقيت الزيارة يتزامن مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة في ضوء ما تمر به دول عربية عدة من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وهو ما يؤكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين مصر والسعودية حول مختلف الملفات الإقليمية. وشهدت القمة السعودية المصرية بين الملك سلمان والرئيس السيسي توقيع 17 اتفاقية بين البلدين ومنها: توقيع اتفاقية جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز في سيناء وبناء مجمعات سكنية ضمن مشروع الملك سلمان لتنمية سيناء واتفاقية لتطوير مستشفى قصر العيني في القاهرة وتوقيع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين مصر والسعودية واتفاقية لتنمية الاستخدام السلمي للطاقة الذرية واتفاقية في مجال النقل البحري والموانئ ومذكرة تفاهم بين مصر والسعودية في مجال الإسكان ومذكرة تفاهم بين مصر والسعودية في مجال الطاقة والكهرباء.