بدأت إرهاصات ثورة 25 يناير بالإسكندرية مبكرًا فكان مقتل خالد سعيد هو المحرك الرئيسى للشارع السكندرى والمصرى، والذى انتفضت من أجله مصر، ثم مظاهرات التوريث التى اعتقل فيها عدد من النشطاء السياسيين وجاءت أحداث القديسين ومقتل السيد بلال لتجعل أهالى الثغر فى حالة غليان، ولم تكن الإسكندرية بأقل من العاصمة فى مظاهرات يوم 25. وبين هذا كله كان أهالى الشهداء والمصابين هم الضحية فى هذه الثورة بالرغم من مشاركتهم فى كل الأحداث التى أعقبت الثورة بدأت والدة الشهيدة أميرة سمير، والتى استشهدت بالقرب من قسم الرمل داخل منزل إحدى صديقاتها قائلة "حنموت بحسرتنا على أولادنا" وحياتنا محطمة ويومنا يكاد يمر بصعوبة بالغة بسبب فراق ابنتى وقلوبنا تعبت من فراقها وحزنا عليها وأضافت أن شقيقها الصغير مستواه الدراسى تراجع بسبب فقدانه لشقيقته وتساءلت والدة أميرة كيف أذاكر لابنى ليموت بعد ذلك، وأعيش بحسرتى عليه وطالبت بالقصاص قائلة "زى ما شفت دم بنتى أشوف دم اللى قتلها" واستنكرت ما تناقلته وسائل الإعلام حول أن أهالى الشهداء يحصلون على أموال طائلة كتعويضات. وأكدت أن هناك مفاوضات من مديرية الأمن ومن المحامى الذى كان تابعًا لأهالى الشهداء لكى نتنحى عن قضيتنا ونترك دم أبنائنا، ولكن هذا لن يحدث أبدًا. وتستكمل والدة الشهيد بلال "خدوا فلوسكم وهاتولى ابنى".. ابنى مات وهو بيصلى الظهر حسبى الله ونعم الوكيل فيهم أريد القصاص العادل وإعدام "نجلى المخلوع" ووصفت والدة الشهيد التبرع للشهداء بأنه "شحاتة" على أولاد مصر وأضافت والده بلال أين هى حقوقهم فى الدولة بعد الشائعات التى تطلق علينا يوميا إننا نأخذ الملايين قائلة "روحوا شوفوا مين اللى بياخد الفلوس دى" وأكدت أن المشير ومبارك حرقوا السى دى اللى كان حيظهر حق ولادنا ربنا ينتقم منهم. ونفت والدة الشهيد أحمد فوزى الحداد أن يكون الشهداء بلطجية، كما يدعون وأن أولادنا محترمون ومتربون وكلهم شهداء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. مشددة على أنها لن تتنازل عن دم ابنها وكل الشهداء وحنجيب حقهم من اللى قتلهم وهو وائل الكومى ضابط مباحث الرمل. ويروى والد الشهيد أحمد عادل، الذى كان يعمل مساعد شيف فى فندق سياحى معنديش غيره وعند قيام المظاهرات وجد ابنى الأمن المركزى يضرب فى الفتيات والنساء والأطفال وقام بعد العمل بالنزول إلى القائد إبراهيم ومعه زملاؤه وكان يقول لهم "إن اللى بيضربوا دول أهلنا إزاى نسيبهم كده وأنا راجل حستنى هنا وأدافع عن بلدى" واسترجع والد الشهيد الذكريات المؤلمة حيث كانت أمن الدولة والأمن المركزى مختبئين فى محكمة الحقانية وحضرت لهم سيارة الإسعاف، وهى محملة بالذخيرة ونزلتها للمحكمة، وكان أمن الدولة بيحاولوا يخطفوا ناشطة سياسية وساعدها نجلى ومعه صديقه الذى مات غدراً وعندما حاول ابنى أن يلحقه وينقذه "نام بجواره" وتساءل إذا كان أى مسئول ابنه مات فى الثورة كان حيفضل سنة يستنى نتيجة المحاكمات فى وقت الثوار كان بيتحكم عليهم فى 3 أيام وقال أين المجلس العسكرى، وماذا فعل لنا، عالج الظالمين وترك المصابين بيعالج "حسنى وحبيب العادلى وزكريا عزمى" فى حين أن أهالى المصابين "بيشحتوا" عشان يعالجوا أولادهم فين حق البلد وفين الثورة، وقال أهالى الشهداء لم ياخدوا سوى قهرة القلب بعد أن فقدت نجلى الوحيد وقمت ببيع سيارتى النقل لأنى لا أستطيع القيادة خوفا على حياة المواطنين. ولماذا المجلس العسكرى ترك سوزان مبارك بالتأكيد ليس لأنها ضحت ب24 مليون جنيه، وإنما هى لديها أدلة ضدهم، وأشار إلى أن حبيب العادلى الضباط يقومون بتحيته حتى الآن غير أنه قاعد فى فندق 5 نجوم. وقال مش حسيب دم ابنى وإذا عرفت من قتله ليتمت أولادى ومافائدة الأموال التى يقولون عنها "هما سرقوا كتير وده حق ولادنا" ودم الشهيد لحد اليوم ماتطهرش فى ميادين مصر وحيتطهر عندما تتم محاكمة المخلوع وأعوانه. وتقول والدة الشهيد أحمد عبد اللطيف، ابنى كان بيطالب بالحرية كان بيشتغل لحد 2 وبعد منتصف الليل ومتخرج فى المعهد العالى للحاسب الآلى وكل ما تمناه هو أن تعيش مصر حرة ويكون كل مواطن يشعر أنه بكرامته وتذكر الواقعة الأليمة خرج نجلى مع صديق له وللأسف قام بالنداء على كثير جدًا، ولكنى لم أسمعه لينقذ باقى أصحابه من رصاص الكومى لكنه مات بثلاث رصاصات فى القلب و"أدفن بالرصاص"، وقالت والد الشهيدة أميرة أول شخص فتح على باب منزلى وقالى ابنك شهيد مع العلم أنى فضلت الموت على فراش نجلى الذى قال عليه العيسوى إنه بلطجى ونزلت مع أهالى الشهداء لأطالب بحقوقهم واعتصمت معهم لكن للأسف الشعب لا يشعر بقهرة قلوبنا على أولادنا الذين جعلوا من اختبأوا فى جحورهم أن يظهروا مرة أخرى وظلوا يبحثوا عن المناصب والكراسى. وطالبت بأن يكون القائد إبراهيم رمزاً حقيقياً للشهداء وقالت دخلت ابنى عليه بالدنيا حرمونى منه كان نفسى أفرح بيه ويتجوز معايا فى البيت "لو أحتكم على أى مصاريف أكيد مش حقبل آخد معاش ابنى وهو بالدم أنا بآكل وأبكى عشان منمدش إيدينا لحد". ويقول والد الشهيد كريم مرسى ولادنا مش بلطجية يقدروا يثبتوا الكلام ده ولادنا ربناهم عشان مصر يكون لها وضع والعدل يسود فيها والمصرى يشعر أنه فى بلده وأنه ليس غريبًا عنها. ووجه رسالة للأحزاب التى فازت بالبرلمان لن تكونوا على القمة إلى الأبد لأنكم بنيتوا المستقبل على حساب الشهداء فى الثورة أو فى ماسبيرو والشعب المصرى لن يعطيكم أصواته مرة أخرى. ويرى والد الشهيد محمد رمضان الشارع المصرى أنه انقلب على الشهداء بعد أن روجوا مسألة أننا نحصل على أموال طائلة وقال فلوس معاشى بتتفرق على روح ابنى لأنى مش حقدر آكل من دمه وطالب كل أب وأم بأن يروا حلم عمرهم يضيع أمامهم وولادهم يموتون بذخيرة محرمة دوليا وقال كان من الممكن أن الشرطة تصيب المتظاهرين فى أقدامهم لكنها قصدت أن تقتلهم. وقال كل أسرة الشهيد محطمة نفسيًا ولا تستطيع النوم بعد فراق أغلى إنسان لديها لأنى مش قادر أنسى ابنى بعد أن أصبح القضاء موجها والنيابة موجهة ولا يوجد أحد نزيه وماهى الأزمة أن تحاكموا حتى مليون واحد ومصر تسير وتمضى فى طريقها.