مبارك وأنصاره في مواجهة الرئيس.. قوى يناير تتوعد النظام.. والتيار المدني ينتظر البديل يبدو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي حظي بتأييد واسع النطاق بعد إطاحته بحكم جماعة الإخوان المسلمين أثناء توليه منصب وزير الدفاع في الثالث من يوليو 2013، بدأت تتخلى عنه عدة جهات كبيرة في الدولة مع قرب مرور عامين على حكمه؛ حيث يرى مراقبون أن هناك اتجاهًا للبحث عن بديل للسيسي لتولى البلاد بعد انتهاء فترة حكمه. وأولى إحدى الجهات التي تخلت "رجال الرئيس الأسبق حسنى مبارك"؛ حيث بدأت منذ فترة حرب خفية تدور في الأفق يبن أتباع مبارك والسيسي وتولت الحرب عدة جهات إعلامية وأصبحت هناك لأول مرة نبرة حادة من قبل هذه الوسائل محملة السيسي مسئولية الفشل الذي تعاني منه البلاد. العداء بين دولة مبارك وحكم الجنرال السيسي ظهر بشكل علني ولم يعد يخفى على أحد؛ فقد قال الرئيس أثناء لقائه بالمثقفين الأسبوع الماضى "أن مؤسسات الدولة الآن عبارة عن "خرابة" وأن مبارك "جابها الأرض"، على حد التعبير الذي نقله، الكاتب الصحفي عبدالله السناوى. القوى الشبابية والتي تمثل العون والمد الثوري للسيسي وكانت معادية لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وعلى رأسها حركة تمرد خرجت أيضًا من عباءة السيسي خاصة بعد الزج بعشرات الشباب الثوري إلى السجون على خلفية قانون التظاهر والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في مصر من قبل الذراع الأمنية للدولة حتى أصبح هناك عداء كبير بين الفئة الشبابية بكل توجهاتها للنظام الحالي، وهو ما ظهر جليًا، في العزوف عن الانتخابات التي أعقبت أحداث الثلاثين من يونيو واكتفت بكبار السن. القوة الثالثة التي تخلت عن السيسي هي قوة التيار المسيس في مؤسسة العدالة ويقوده المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة وأحد رموز وقادة حركة 3 يوليو، والذي أطيح به من وزارة العدل بعد تطاوله على مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، غير أنه من المؤكد أن تكون هناك أسباب سياسية لهذا العزل وخلافات غير علنية تؤكدها سفر الزند المفاجئ إلى دولة الإمارات ليلحق برفيقه أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق. القوى الرابعة التي انقلبت على النظام الحالي هي التيار المدني الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وأصبح التيار المدني بكامل أطيافه ضده، ومعه مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها الجمعيات الحقوقية. وقال أحمد دراج، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ المدني والخبير السياسي، إن التيار المدني لا يمكن أن يراهن على الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد الآن، مشيرًا إلى أننا كنا نتمنى أن نرى فيه قيادة جديدة للبلاد، ولكن للأسف لم يغير من سياسته، فبعد مرور ما يقرب من عامين على حكمه لم نر أي تغيير في مصر وأصبح الجميع يعاني. وأضاف القيادي السابق في جبهة الإنقاذ في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن مراكز القوى التي اعتمد عليها السيسي في البداية أصحاب مصالح، ومن الطبيعي أن يتخلوا عنه في أي وقت، موضحًا أن الكاتب الصحفي حسنين هيكل عبر له عن ذلك قبل وفاته، وطالبه بأن يُحدث تغييرًا في نظامه بعيدًا عن رجال مبارك، موضحًا أن دولة مبارك لا تقبل أن يكون لها شريك في حكمها والمصالح هي مبدأها الأساسي. وتابع دراج بأن البلاد لم تنقذ إلا من خلال سياسات جديدة بعيدة عن فكرة الأمر الواحد المطلق والتوقف عن استخدام فزاعة الإخوان أو الإرهاب لتعطيل كل شيء، لافتًا إلى أنه إذا أراد السيسي بأن يكون الشعب ظهيرًا له عليه بتغيير جذري في السياسيات الاقتصادية والأمنية، فحتى الآن لم ير الشعب أي تحسن، وأصبحنا نسير إلى الخلف لاعتماد الرئيس على العصا والرؤى الأمنية فقط دون النظر إلى الواقع المظلم الذي يعانيه الوطن. وأشار دراج إىي أن هناك تيارًا مُسيسًا داخل القضاء كان يتزعمه أحمد الزند وبعد الإطاحة به حاول التكشير عن أنيابه ولكنه تراجع، وخشى المواجهة غير أن ذلك سيؤثر أيضًا على حكم السيسي إذا لم يتم التخلص من هذا التيار في أقرب وقت فهو كان يعد ركنًا أساسيًا من النظام. وقال زياد عقل، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن كل نظام يبحث عن ظهير سياسي داعم له، مشيرًا إلى أن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي قام بعمل عدة تغيرا ت في ذوى النفوذ من رجال الإعلام والساسة وأصحاب النفوذ من رجال الأعمال، مشيرًا إلى أن هذا التغيير يتم بدون استراتيجية واضحة ووفقًا لأهواء ومصالح مؤقتة. وأضاف عقل في تصريحات خاصة ل"المصريون" أنه مما لا شك فيه أن هناك الكثير من القوى قلت دعمها للرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحًا في الوقت ذاته أنها لم تتخل عنه بالشكل القاطع غير أنه ما زالت هناك مؤسسات قوية فى الدولة تجاوره مثل القوات المسلحة والشرطة والقضاء. وأوضح عقل أن القوى الشبابية والثورية لم تكن يومًا مساندة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي من حركات 6إبريل والاشتراكيون الثوريون، بالإضافة إلى قوى الإسلام السياسي من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها بخلاف حزب النور السلفي.