قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية, إن حادث اختطاف الطائرة المصرية أثار مجددا تساؤلات حول مستويات الأمان في المطارات المصرية, حسب تعبيرها. وأضافت الشبكة في تقرير لها في 29 مارس, أنه منذ حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء في أواخر أكتوبر من العام الماضي, أكدت السلطات المصرية أنها عززت الإجراءات الأمنية في المطارات, وطالبت السياح بالعودة مجددا. وتابعت " لكن الحادث الأخير أظهر أن ثغرات أمنية لا زالت موجودة, رغم محاولات السلطات المصرية تكثيف إجراءات حماية المطارات". وأشارت الشبكة إلى أن حادث اختطاف الطائرة المصرية يختلف عن حوادث طيران وقت مؤخرا في أماكن أخرى في العالم, بالنظر إلى أنه جاء بعد أقل من ستة أشهر من حادث الطائرة الروسية, وهو ما كشف استمرار بعض الثغرات الأمنية, التي لم تتم معالجتها. وكانت طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" تعرضت للاختطاف في 29 مارس وهي في رحلة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة, وعلى متنها 81 راكبا, حيث أجبرت على التوجه إلى مطار لارنكا القبرصي والهبوط هناك. وبعد ساعات من المفاوضات, أعلنت قبرص انتهاء عملية اختطاف طائرة الركاب المصرية باعتقال الخاطف المصري, الذي وصفته بالمضطرب نفسيا, وأكدت أنها لم تعثر على أي متفجرات في الطائرة. وانتهت الأزمة بعد حوالي ثماني ساعات من تحويل وجهة طائرة مصر للطيران -وهي من طراز أيرباص 321- بينما كان تقوم برحلة داخلية بين الإسكندريةوالقاهرة. وغادر الخاطف الطائرة رافعا يديه بعد دقائق من خروج آخر الركاب وأفراد الطاقم المتبقين، وقامت الشرطة القبرصية على الفور باعتقاله بعد طرحه أرضا وتفتيشه. وتعرضت الطائرة للاختطاف بعد نصف ساعة من إقلاعها من مطار برج العرب في الإسكندرية شمالي مصر، حيث أبلغ قائدها برج المراقبة بأن شخصا هدد بتفجير "حزام ناسف" كان يحمله. ولاحقا أكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن السلطات القبرصية أبلغتها بأن الخاطف لم يكن يرتدي حزاما ناسفا، كما أكدت أنه لم يعثر على أي متفجرات في الطائرة. وقالت الحكومة المصرية إن الخاطف يدعى سيف الدين مصطفى، وكان التليفزيون المصري أشار إلى جامعي مصري من بين الركاب باعتباره الخاطف، وتراجعت السلطات لاحقا عن اتهام الرجل، قبل أن تعتذر له الحكومة. ومن جهتها, قالت وزارة الداخلية المصرية إن الخاطف (58 عاما) مصنف أمنيا على أنه "مسجل خطر"، ومتهم في نحو 16 قضية جنائية، كما قالت إنه هارب من تنفيذ حكم أثناء أحداث ثورة 25 يناير 2011. وكانت الطائرة تقل 81 راكبا بينهم ثمانية أمريكيين وأربعة هولنديين وأربعة بريطانيين وبلجيكيان وراكب من كل من فرنسا وسوريا وإيطاليا، بالإضافة إلى خمسة من أفراد الطاقم، وفقا لوزارة الطيران المدني المصري. وأظهرت صور التقطت للخاطف لحظة مغادرته الطائرة أنه كان يضع لفافة حول بطنه يبدو أنه استخدمها لإيهام طاقم الطائرة بأنها حزام متفجر. وقبل أن تعلن الخارجية القبرصية أن الخاطف مضطرب نفسيا، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أنه لا صلة للحادثة بالإرهاب. ومن جهته, قال مسؤول قبرصي إن الخاطف طلب رؤية زوجته السابقة القبرصية، مضيفا أن المرأة تقيم في بلد "أوروكليني" القريبة من مطار لارنكا وأنها حضرت إلى المطار برفقة ولدها، وفق محطة التليفزيون القبرصية "سيغما". وبعد هبوط الطائرة المختطفة في لارنكا بإذن من السلطات القبرصية، تحدثت مصادر عن مفاوضات جرت مع الخاطف، ونُسب إليه أنه طالب بإطلاق سجينات في مصر، ولقاء مسؤول أوروبي، كما نُسب إليه أنه طلب اللجوء السياسي, وأنه طلب التوجه إلى دولة أخرى. وأرسلت السلطات المصرية طائرة إلى لارنكا لإعادة الركاب المفرج عنهم، وأشادت أيضا بتعاون السلطات القبرصية في هذه الحادثة, حسب "الجزيرة". وتحدثت تقارير عن تسبب الحادثة في تأخر إقلاع طائرة ركاب من القاهرة باتجاه نيويورك، بينما قالت موسكو إن الحادثة تدل على أن مصر غير مستعدة لضمان سلامة السياح الروس. وكانت طائرة ركاب روسية تحطمت نهاية أكتوبر الماضي فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار في شرم الشيخ، مما أسفر عن مقتل 224 راكبا معظمهم روس، وتبنى تنظيم الدولة إسقاط الطائرة بواسطة متفجرات.