قبل أيام عدت إلى المنزل ليلا كالعادة، وبمجرد دخولى دعتنى زوجتنى لمشاهدة حلقة تليفزيونية على قناة الناس استضاف فيها الشيخ خالد عبد الله الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع. وللأسف لم تخرج الحلقة عن كونها أكثر من عملية تجميل غير مقصود طبعا للأستاذ خالد صلاح، الذى استطاع أن يتحول بذكائه والضعف الشديد للإعداد من ضيف إلى مقدم للحلقة يمسك بخيوطها يحركها كيف شاء بل ويرفع يديه بالدعاء ونحن نؤمن خلفه. ظل خالد صلاح طوال المحادثة يوضح كيف أنه يهاجم طرفًا ثم يعود فيثنى عليه وكيف أنه يقول أشياء على الشاشات ثم يغيرها فى الظل، حتى يستطيع بعد خمسة أو ستة أعداد من الجورنال يفصح عن وجهه الحقيقى أيًا كان هذا الوجه سواء تبنى قضية التوريث بالترويج لجمال مبارك أو حتى مجرد الطنطنة للرئيس مبارك. ولعل نتائج الاستفتاء مثلت قاصمة الظهر للتيار الليبرالى ، فانطلقت آلته الإعلامية ومعه الأبواق المأجورة فى حملة مسعورة ضد الدعوة السلفية تميزت بالخسة وانعدام المبادئ، فنشروا الأخبار الكاذبة ثم صدقوها واشتغلوا عليها إعلاميا فى برامج التوك شو ومقالات الرأى. وكانت صحيفة اليوم السابع صاحبة السبق فى هذه الحملة ، فلم تكد نتائج الاستفتاء تبرد حتى نشرت الصحيفة أخبارًا مكذوبة بعضها ذا طابع طائفى أقحمت فيها السلفيين زورا وبهتانا . وبدأت حملة الافتراء فى مارس الماضى بمواجهات المقطم ومنشأة ناصر التى أشعل فتيلها مجموعة من النصارى عندما قاموا بقطع بعض الطرق على المارة فتصدى لهم الأهالى من المسلمين لكن الصحيفة أصرت على أن تجعل السلفيين وقودها. وبعدما تبين للناس كذب هذا الخبر اختلقوا قصة أخرى فى المنوفية وهى أن السلفيين طردوا سيدة من منزلها وأحرقوه بدعوى أنها سيئة السمعة، ثم تبين بالتحقق من الأمر أن السلفيين هم من حموا السيدة من الأهالى الغاضبين لما يشاع عنها وهو ما سجل فى محضر الشرطة. أرادت الصحيفة أن تزيد جرعة الكذب، فنسبت للسلفيين قصة قطع الأذن رغم علمهم بأن هذه الرواية كاذبة، ووصول راوية الحادث الحقيقة للصحيفة من مراسلتها بقنا ومع ذلك منعوا نشرها وتبنوا الرواية الكاذبة بل وعوقبت هذه الصحفية من قبل رئيسها المباشر. من جانبى اتصلت فى حينها بالصحيفة وطلبت الحديث مع خالد صلاح فرد عليه نائبه فواجهته بما عندى من معلومات تؤكد علمهم بكذب ما ينشرونه، فرد على قائلا " أنت جى تكلمنا وسايب الأهرام يا حبيبى " ولم يتغير من الأمر شيئًا طبعا وواصلت الصحيفة تبنيها للرواية المكذوبة. هذا المسار الذى أخذ الطريق ذا الاتجاه الواحد فى الكذب تغير مع وقوع أحداث إمبابة، حيث تبنت الصحيفة فى هذه المرة الحقيقة واستفادت من ذلك الموقف فى توزيع عددها الأسبوعى الذى تلا الحادث بمانشيت رئيس هو براءة السلفيين من أحداث إمبابة. لكن يبدو أن موقف الصدق الذى أخذه رئيس التحرير من أحداث إمبابة حاك فى صدره سريعا، وشعر بعدم ارتياح نفسى فعاد لمذهبه سريعًا وبدأ فى الهجوم على الدعوة السلفية من جديد مستغلا تراخى الدعوة وأبنائها فى حقها القانونى من الأخبار المكذوبة والملفقة لأبنائها. وفى هذه المرة أخرجت الصحيفة ما فى صدرها من غل ضد الشيخ الحوينى الذى أعطاها درسا قاسيا جراء اعتدائها على مقام النبى صلى الله عليه وسلم ، فنشرت خبرا حول فيديو منزوع السياق يتحدث فيه العلامة المحدث عن الجهاد وما يتعلق به من أحكام الغنائم والسبى. وحولت الصحيفة هذه القضية المحسومة شرعًا إلى أن الشيخ يدعو لعودة تجارة الرقيق لتحسين اقتصاد مصر منها، ثم استكتتبت حول هذه القضية مخالفين لفضيلته كى يتطاولون عليه مستغلة عدم دراية عموم المسلمين بتفاصيل المسألة شرعًا.