استيقظ العالم اليوم على انفجار تحدث عنه جميع وكالات الأنباء والمحطات الإعلامية، حيث شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل عدة انفجارات خلفت عشرات القتلى والمصابين. وسرعان ما ربط المحللون والمسئولون هذه الانفجارات باعتقال صلاح عبدالسلام، المتورط في انفجارات باريس الأخيرة، وتوقعوا أن يكون رجال عبد السلام هم منفذو التفجيرات انتقامًا من اعتقاله. ويبدو أن عبدالسلام أصبح بمثابة بن لادن جديد، حيث أصبح يمثل الرعب والخطر لدول أوروبا بعد تفجيرات فرنسا وبلجيكا. السلطات البلجيكية ألقت القبض على صلاح عبدالسلام، الجمعة الماضية، على خلفية تفجيرات فرنسا في نوفمبر الماضي، التي خلفت أكثر من 130 قتيلا. بعد اعتقاله، اعترف عبدالسلام، بالتخطيط لعمليات جديدة في بروكسل، والحصول على العديد من الأسلحة الثقيلة، ومع هجمات اليوم التي ضربت العاصمة البلجيكية، يبدو أن تهديدات عبدالسلام تم تنفيذها. وقد أعلن هذا الاعتراف ديدييه ريندرز، نائب رئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية البلجيكي، في مؤتمر صحفي الأحد الماضي، قال فيه إن السلطات عثرت على أسلحة يجرى تجهيزها لهجمات إرهابية في المستقبل. وحسب وكالات، فإن حياة عبدالسلام (27 عاما) اتسمت بالبساطة والاعتيادية في بدايتها، فهو من مواليد بروكسل، لعائلة ذات أصول مغربية، ترعرع وعاش في ضاحية مولنبيك، المشهورة بسكانها العرب والمسلمين، حيث عمل مديرًا لمقهى تم إغلاقه بقرار من المحكمة، بسبب الاتجار بالمخدرات. ولعبدالسلام سجل كبير من الأعمال الإجرامية مثل السرقة والاتجار وتعاطي المخدرات، وحكم عليه بالسجن على خلفية تلك التهم، وهناك التقى صديق طفولته عبد الحميد أباعود، الذي بدأ معه مسيرة التطرف، فالتحق أباعود عام 2013 بتنظيم داعش في سوريا، ثم عاد ليجند عددًا من سكان مولنبيك، من بينهم الأخوان صلاح وإبراهيم عبد السلام. وبعد هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي، ظل مصير صلاح عبدالسلام مجهولاً بعدما فجر شقيقه إبراهيم نفسه في مقهى فولتير، بينما اختفى هو في ظروف غامضة، حتى قيل إنه استطاع العبور إلى بلجيكيا المجاورة. وقالت النائبة نادية هنري، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن هناك رابطًا بين حادث بروكسل الأثيم وبين القبض على صلاح عبدالسلام في بروكسل الجمعة الماضية، والمتورط في هجمات باريس في 13 نوفمبر. وأضافت هنرى، أن الإرهاب يحاول ضرب كل الدول ولو كانت لها غطاء أمني قوي، ووجهت رسالة للمصريين بأن الإرهاب لم يعد قاصرًا على مصر، بل امتد للعالم كله، وليس الأمر أن الأمن المصري غير كافٍ من عدمه وإنما المشكلة أن الإرهاب أصبح مشكلة كبيرة تواجه كل العالم.