جوليو ريجيني طالب دكتوراه ايطالي وجد مقتولا بعد ان تم تعذيبه بوحشية صدمت المصريين قبل ان تصدم الاوروبيين، وكعادتنا - للأسف - سارعنا الى نفي مسؤولية «الأمن» عن مصرعه، حتى ان احد اللواءات اكد انه توفي بحادث سيارة! و«اضطررنا» الى قبول مشاركة فريق «ايطالي» امني في التحقيقات، وكان ذلك اول التنازلات، حتى لو افترضنا اننا اردنا «اثبات» حسن النوايا، لكن الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وقد فتح البرلمان الاوروبي علينا ابواب الجحيم في شكل بيان تعامل فيه مع مصر كأنها دولة «مامبوزيا» الصغرى!! ضرب فيه عرض الحائط باتفاقيات الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبي، واستخدم لهجة «حادة» تضمنت انتقادات عنيفة لمصر «جزمت» بأن الفقيد الايطالي ضحية لعنف امني لا مراء، رغم عدم انتهاء التحقيقات التي تشارك فيها ايطاليا نفسها.. ورغم عدم منطقية ان احد اجهزة الامن عذب الضحية حتى مات، وبدلا من دفنه بعيدا عن الانظار او اذابة جثته في «ماء النار»!! القوها في شارع رئيسي لتتفجر ازمة بين مصر واوروبا كلها، تبلورت هذه الازمة في بيان كان ينقصه فقط «فرض الوصاية على مصر وتعيين مندوب سامي اوروبي لادارة شؤونها»!! اوروبا - بجلالة قدرها - تركت فظائع اسرائيل مع الفلسطينيين وتجاوزت عن العنف ضد المتظاهرين في الدولة التي يقع نصفها في اوروبا ونصفها في آسيا!! وتغاضت عن مذابح داعش وشقيقاته في ليبيا، وتشريد اطفال سورية، وتدمير حضارة العراق ومستقبله، وتفرغت لتقريع مصر بسبب «جريمة» قتل ندينها بشدة ونطالب بضرورة معاقبة مرتكبها اياً كان، لكن التحقيقات لم تنته فيها بعد! وللاسف لم يكن رد الخارجية المصرية على هذا «التطاول» الاوروبي على المستوى المطلوب، وننتظر ردا اوضح واكثر جلاء على اتهامات «الاختفاء القسري» والتعذيب والتدخل السافر في الشأن الداخلي المصري، كما نتوقع ردا اكثر «حرية»، لا تقيده «الاعراف» الديبلوماسية التي راعاها من صاغ رد «الخارجية»، يصدره مجلس النواب المصري الذي يمثل شعب دولة «انتهك» البرلمان الاوروبي سيادتها - لا مؤاخذة - بسبب «جناية» قتل لم تعرف حقيقة الجناة فيها حتى الآن، ومازالت قيد التحقيق. .. وأدعو الاجهزة الامنية والقضائية المختصة الى بذل مزيد من الجهد لكشف غموض مقتل الطالب الايطالي حتى لا تصبح «سيادتنا» عرضة للهمز واللمز «للي يسوى واللي ما يسواش». وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء. Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66 Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.