صدر للباحث السنوسي محمد السنوسي كتاب جديد بعنوان: "لماذا ينبهر الغربيون بالإسلام؟" عن "المكتب المصري الحديث"، يتناول فيه أبرز الأسباب التي دفعت المفكرين الغربيين للإعجاب بالإسلام والدخول في رحابه. في بداية الكتاب أشار الباحث إلى أن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية, ويملك أسباب البقاء والتحدي, دون اعتبار لكثرة الأعداء وقوتهم, أو لتخاذل المسلمين وضعفهم. ودون اعتبار لما وصلت إليه الحضارة من اغترار بالتقدم العلمي, وما انتهى إليه حال المسلمين من تشتت وتخلف حضاري. ثم تناول الباحث أسباب إسلام الغربيين من خلال الجوانب الأساسية للإسلام، وهي العقائد والعبادات والأخلاق والتشريع، مبينًا كيف كانت هذه الجوانب سببًا في إنارة بصائرهم، وإنقاذ عقولهم من المتاهات والضلال. إضافة لذلك، تطرق الباحث إلى دور "الإعجاز العلمي" في الدعوة إلى الإسلام، موضحًا أهميته في إثبات أن القرآن الكريم وحي من عند الله، وفي شرح حقائق الإسلام وبيان الحكمة من تشريع بعض الأحكام، إضافة إلى كونه مناسبًا للعقلية الغربية، وقادرًا على إبراز الفرق بين القرآن الكريم وغيره، كما فعل موريس بوكاي. ورصد الباحث مفارقة مهمة تتمثل في قدرة كثير من الغربيين على الفيء إلى رحاب الإسلام، رغم العقبات والتشوّهات التي خلّفها الاستشراق في الوعي العام الغربي، بما أشاعه من مفاهيم مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، والزعم بأنه يحض على العنف والإرهاب ويضاد العقل والتفكير. وخلص السنوسي إلى أن الإسلام- رغم واقع المسلمين الأليم- مازال قادرًا على مخاطبة أرقى العقول البشرية، وإنقاذ الإنسان المعاصر من الدوران في الحلقة المفرغة بين الإنتاج والاستهلاك، كما يقول جارودي. وأنه ليس بديلاً من البدائل بل هو البديل، كما يؤكد هوفمان؛ وليس مجرد عقيدة، أو حالة من الوعي الروحي، إنه نظرة متكاملة، بحسب تعبير جيفري لانج. وذكر الباحث أن استعراض الرحلة الفكرية لهؤلاء الغربيين يؤكد أن الإسلام بجوانبه المتعددة يستوعب حياة الإنسان، ويلبي حاجاته النفسية والعقلية والجسدية؛ في شمولية، واعتدال ووسطية، وسُموٍّ وواقعية.. "إنه يهتم اهتمامًا واحدًا بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والمجتمع"، كما يقول محمد أسد. وشدد السنوسي على أنه قد آن الأوان لنقوم بواجبنا كما ينبغي تجاه الذين يسلمون؛ فهم يحتاجون إلى جهود ذكية مخلصة، تسعى إلى تثقيفهم ونصحهم دون تجريح أو طعن. لافتًا إلى ضرورة توظيف تلك الطاقات، والاستفادة منها خاصة في الحوار بين الحضارات، وفي نقد الحضارة الغربية. وبزاوية أوسع، يجب أن تندمج الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية، من غير ذوبان، وأن تتحلى بالخلق الحسن والسلوك القويم؛ حتى تعطي صورة طيبة صادقة عن الإسلام وقيمه الحضارية، حسب قول الباحث. شاهد الصورة..