مساء أمس الأول 9/3/2016، قال الإعلامي عمرو أديب: "كنت فى لندن.. وهناك بلغوني بمواصفات رئيس مصر القادم"! أديب لم يحدد هوية الذين التقاهم فى العاصمة البريطانية، غير بقوله "مسئولين خليجيين وغربيين"! وليس من المعروف ما إذا كان "أديب - الإعلامي" يحمل تصريحًا من نوع ما يسمح له بمقابلة "مسئولين" من الخليج ومن الغرب، لمناقشة مستقبل الرئيس المصري! فى ختام كلامه قال أديب إن المعلومات التي حصل عليها من هؤلاء "المسئولين" أن الرئيس القادم لن يكون السيسي أو من الجيش. أديب هو الإعلامي الوحيد الذي يختاره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليخاطب من خلاله شعبه، رغم أن فضائيته تعتبر أجنبية ومشفرة، ورغم تواتر التساؤلات الأقرب إلى النقد والاستنكار من هذا الاختيار.. إلا أن الرئيس ظل على خياره وتفضيله برنامج عمرو أديب.. وهو ما يجعل من كلام الأخير بشأن مستقبل السيسي فى السلطة، مسألة لا يمكن تجاهلها.. إذ يبدو أن بوابة أوربت مهمة للولوج إلى الغرف السرية المهتمة بالشأن المصري. حتى الآن يظل كلام أديب محل تساؤل: فحديثه عن مواصفات رئيس مصر القادم، لا يفصح ما إذا كان "تجاهلا" لما هو موجود أم تجاوزًا بالسؤال عن البديل له وهو لا يزال حاضرًا فى منصبه. لاحظ هنا أنه فى ذات اليوم 9/3/2016، وفى مقال له بجريدة الشروق، قال الزميل عبد الله السناوي، وهو أحد المقربين من السيسي: "إن هناك مداولات فى الغرف المغلقة الغربية بخصوص قدرة النظام الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على البقاء فى حكم مصر، لافتًا إلى أن "الانهيار المفاجئ محتمل تحت ضغط الأزمة الاقتصادية"، بحسب تعبيره. وأضاف "السناوي" فى مقاله تحت عنوان "كلام على الحافة"، أن هناك ضغوطًا غربية على الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدم استكمال مدته الرئاسية، مشيرًا إلى أنه: "فى هذه الأحوال الخطرة لا يمكن استبعاد أي سيناريو مهما كانت قسوته". لاحظ –هنا- أيضًا أن أديب والسناوى يتحدثان عن "قرار غربي".. وإن كان أديب الأكثر دقة حين أضاف إلى الغربيين.. "مسئولين خليجيين".. وهذا صحيح بعد أن بات تقرير مستقبل مصر، يمر أيضًا وبشكل أساسي، عبر الرياض وأبو ظبي. وقد يبدو فى المشهد، أنه لا يمكن أن نستبعد خطاب الرئيس الغاضب على مسرح الجلاء، يوم 24 فبراير 2016، عما يتردد الآن علانية بشأن الضغوط التي يتعرض لها حتى لا يستكمل مدته الدستورية، خاصة قوله "مش هاسيبها"! هذه الأجواء خطرة إلى حد ليس بوسع أحد التنبؤ بمآلاتها، ليس بسبب مستقبل الرئيس.. وإنما بسبب "جدل البدائل" الذي لا يزال على حاله منذ ما قبل خروج مبارك من السلطة، على يد شباب يناير عام 2011 وإلى الآن، وهو الفراغ الذي كان يجرى اختطافه فى كل مرة لصالح قوى وجماعات ومؤسسات معينة.. ليس مهمًا الآن ما إذا كان الرئيس سيبقى أم سيرحل.. ولكن المهم هو اليوم التالي لأي فراغ محتمل فى رأس السلطة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.