لم يعد القانون رقم 18 لسنة 2015 صداعا في رأس الموظفين فقط، بل أصاب روح الشباب باليأس والانهزامية خاصة بعد تفعيل آثار القانون وعدم إلغائه نهائيا, بالإضافة إلى قرار وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، أن قانون الخدمة المدنية يحظر شغل أي وظيفة عامة دون خوض مسابقة مركزية يشرف عليها وينظمها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبدون استثناءات سواء فيما يخص تعيين العشرين الأوائل على مستوى الجامعات الحكومية أو حملة الماجستير والدكتوراه, الأمر الذي جعل التربويين وخبراء الصحة النفسية يدقون ناقوس الخطر إيذانا بحالة إحباط لدى الشباب ولا مبالاة تجاه المستقبل الذي ينتظرهم. ومن جانبه قال "علي فارس" الخبير التربوي، إن ما يحدث للمنظومة التعليمة من تجاهل للمتفوقين الخريجين يمكن أن يدمر أجيالاً من الطلبة بسبب الإهمال في المنظومة التعليمية. وأضاف "فارس" في تصريح خاص ل"المصريون" معلقا على عدم تعيين العشرين الأوائل من كل دفعة: "إحنا ماشيين على مجموعة قوانين تحددها الحكومة فقط وليست قوانين للمنظومة التعليمية يستفيد منها الطالب حتى يتمكن من تحقيق حلمة وتستفيد منه الدولة سواء في الأبحاث العلمية أو فى غيرها من المجالات التي يمكن أن تفيد البلد". وأوضح "فارس" أن التعليم في مصر به مشاكل كثيرة والوزارة لا تستجيب لحلها وأن هناك العديد من الأبحاث والأفكار التي يقدمها أصحاب العقول المميزة والتي يمكن أن تجعل البلد في تقدم ولكن للأسف غالبا ما يحقق الطالب المتفوق حلمه خارج مصر. ويرى الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، أن ما يحدث من تجاهل للخريجين يسبب حالة نفسية سيئة لدى الطالب المتفوق لأنه عندما يرى عدم تقدير الدولة له ستحصل لديه حالة من الإحباط والشعور بضياع مجهوده وتعبه. وأضاف "هانى" في تصريح خاص ل "المصريون" أن الطالب عندما يرى المصير المجهول لمستقبله يمكن أن يتحول لشخصية "سيكولوجية" في حب النفس والانتهازية وعدم العطاء للآخرين، موضحا أن هذا يدفعه للتفكير فى السفر للخارج حتى يحقق حلمة الذي لم تحققه له بلده ولم تساعده في الحصول على ما يستحق من فرصة عمل يتمناها بعد اجتهاد دام سنين طويلة فى مراحل التعليم. ومن جانبها، قالت الدكتورة فاطمة موسى, رئيس قسم الطب النفسي بقصر العيني, إن قانون الخدمة المدنية كان الهدف منه تقليل العمالة والعبء على الدولة، وأن هناك عددا من الموظفين الدولة لا تستفيد منهم، وهذا ما يكلفها ميزانية أكبر في دفع أجور العاملين بها.
وأضافت "موسى" في تصريح خاص ل"المصريون" أن الأمر لا يتعلق بمحاربة المتفوقين وأن عدم تعيين أوائل الخريجين لا يكون له تأثير سلبي على الطلبة المتفوقين، لأن الطالب غالبا ما يلجأ إلى القطاع الخاص أو السفر للخارج بسبب المرتب المجزي.