عندما تكثر جرائم خطف الأشخاص من الميادين العامة.. فى وضح النهار ويتجرأ البلطجية ويتصلون بأسرة الضحية بكل جرأة وبجاحة يطلبون الفدية.. هنا تكون فى شيكاغو وليس فى مصر.. فمثل هذه الجرائم البشعة التى كنا لا نشاهدها إلا لقطات فى أفلام السينما الأجنبية أو العربية- باتت تهدد أمن واستقرار المجتمع.. وهو ما يعنى أحد أمرين.. إما أن البلطجية مأجورون من زبانية وحاشية النظام البائد لتعكير صفو المجتمع المصرى وضياع هيبة الدولة.. وانتزاع فرحتنا بالثورة.. وفرض هواجس الخوف والقلق فى كل النفوس. وإما أن البلطجية يردون على حملات الشرطة المكثفة، والتى أصبحت تملأ الشوارع والميادين كل يوم.. وهو انتقام شديد إذا ما افترضنا أن ذلك ممكن- فما ذنب الشعب أن يعاقب على تصفية حسابات قديمة منذ العهد البائد بين البلطجية ورجال الأمن؟! وما ذنب الشرطة حالياً أن يجهض هؤلاء المسجلون خطراً والخارجون على القانون كل مجهوداتهم وقد فتحوا صفحة جديدة مع الناس.. لا تزال حتى الآن بيضاء ناصعة.. صحيح أن الشرطة تبذل مجهوداً شاقاً للقضاء على هذه الظواهر الإجرامية واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية دائما يشدد على ضرورة الحفاظ على أمن المواطن، لكن هناك تحفظين هامين أضعهما أمام الوزير ربما يسهمان فى ضبط هؤلاء.. الأول أن رؤساء المباحث فى كل أقسام الشرطة لديهم قاعدة بيانات كافية عن المسجلين خطر والبلطجية ومصنف لديهم جميع أنواع المجرمين، وقد منحهم الوزير صلاحيات هامة أهمها الضرب فى المليان فى حالة رفع أى بلطجى بندقية فى وجه شرطى.. مما يعنى أن رؤساء المباحث فى الأقسام ومراكز الشرطة لو كان لديهم الرغبة فى ضبط هؤلاء المسجلين.. من واقع ما لديهم من صلاحيات الدفاع الشرعى عن النفس لضبطهم، وأماكن تواجدهم معلومة لديهم وكان أغلب رؤساء المباحث يستخدمونهم كمرشدين.. بمعنى أنهم قادرون على دحضهم ولكنهم لم يفعلوا.. فهل يرد رؤساء المباحث الجميل لهؤلاء ويعتبرون أن عدم القبض عليهم مكافأتها لخدمتهم طوال سنوات طويلة مضت؟ والثانى.. أن زيارات الوزير الناجحة لأى موقع سرعان ما تعود رسمية لعادتها القديمة بمجرد خروج الوزير من المكان.. أى أن الأمر يحتاج إلى متابعة مستمرة.. وتفتيش سرى.. ونحن نثق تمامًا أن زياراته تكون غير معلومة للجهة التى يتحرك إليها.. لكن لابد أن يكلل هذا المجهود بإخلاص الضباط فى عملهم وليس تأدية واجب أو تحسين صورة فقط فما كان ينفع فى السابق لا يصلح اليوم.. ولابد أن يكون هناك نتيجة إيجابية من خلال هذا المجهود الشاق.. وأقل درجات هذه النتيجة أن يأمن الإنسان على نفسه وبيته.. وفى هذا الصدد نقول لضباط الشرطة أرجوكم لا تضيعوا مجهود الرجل هباءً واتقوا الله فى عملكم؟ [email protected]