في حلقة الأمس من برنامج مساء الأنوار الذي يقدمه الإعلامي مدحت شلبي والتي تصدت لتغطية الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الاتحاد السكندري ووادي دجلة، وردت على لسان شلبي العديد من المعلومات التي لفتت انتباهي وبشدة، ولهذا فقد قررت أن أضعها على مائدة النقاش: * أكد شلبي أن هذه الأحداث لم تكن أبدا وليدة الصدفة، وإنما هي أحداث مبيتة، وتم الإعداد لها منذ فترة، وأنها كانت ستحدث في مباراة الاتحاد أمام الحرس ولكن الله سلم بذلك الهدف الذي أحرزه الاتحاد في الدقائق الأخيرة من اللقاء محققا الفوز على الحرس، ومع أول نتيجة مخيبة كان الاعتداء السافر الذي شهده استاد الإسكندرية. بداية لا أعرف مصدر المعلومة التي رددها شلبي مرارا وتكرارا طوال الحلقة، ولا أعرف من هذا الذي بيت النية، وتساءلت أولا: إذا كانت المعلومة متوافرة فلماذا لم تعرض كاملة، ولماذا لا يقدم بها بلاغ إلى النائب العام للتحقيق في الأمر، إذا كنا ننشد العدل والعدالة؟ ثم تساءلت ثانيا: ترى من المستفيد من هذا الاقتحام الذي حدث من جماهير الاتحاد، ومن المدبر لهذا الأمر؟ ووجدت نفسي أطرح بعض الإجابات.. هل هو الصراع الدائر في الكواليس بين مصيلحي والسادات، وهل المقصود من ذلك هو إحراج السادات الذي تولى المهمة مؤخرا وإثبات أنه غير قادر على قيادة السفينة الخضراء؟ أم أن السادات نفسه يقف وراء ذلك في محاولة منه لتعكير صفو بطولة الدوري ومن ثم إلغاء البطولة، والنجاة من الهبوط عبر ذلك؟ أم أن الجماهير هي التي خططت لذلك من تلقاء نفسها بحثا عن النجاة من الهبوط عبر بوابة إلغاء الدوري؟ كل تلك الاحتمالات دارت في خاطري، ولم أعرف الإجابة، ولكن المدقق سيجد أن النتيجة واحدة، ففي الحالتين الأولى والثانية المتهم معروف ومحدد ويجب عقابه، أما في الحالة الثالثة فالمتهم أيضا معروف ومحدد، وهل هناك من لا يعرف أن قيادات الجماهير معروفة بالاسم لرؤساء ومجالس إدارات الأندية والإعلاميين، بل إنهم هم من يرعونهم ماليا ومعنويا أيضا، وهم كذلك معروفون لقيادات الشرطة، وكثيرا ما كانوا يستخدمونهم.. إذن الحل معروف وواضح، وهو بتر كل فساد، ولكن يبدو أن الثورة لم تصل بعد للرياضة! * شلبي تحدث أيضا في برنامجه عن فكرة إلغاء الهبوط، مؤكدا أنه كان ينتوي في نهاية الموسم شن حملة لإلغاء الهبوط هذا الموسم، وصعود ستة أندية في الموسم المقبل ليكون الدوري مكونا من 22 ناديا تقسم على مجموعتين، على أن يكون الموسم المقبل مرحلة انتقالية، ولكنه يشعر الآن بأنه -على حد تعبيره- "نفسه اتسدت". والحقيقة أنني لا أجد هنا ما يرد على هذه الكلمات وهذه الدعوة، وسأترك لكم التعليق، ولكنني سأطرح سؤالا واحدا: أهكذا تدار الرياضة في مصر؟ والإجابة بالطبع: نعم.. ويبدو أن الثورة لم تصل بعد للرياضة! * أكد شلبي كذلك أنه لن يطلب من أحد العفو عن أي ممن سيقبض عليهم في هذه الأحداث، وأنهم يجب أن ينالوا العقاب.. وتذكرت كم من مرة كان شلبي على رأس المروجين للعفو عن مرتكبي الشغب تحت دعوى "دول شباب صغيرين، وعندهم امتحانات، وعلشان أهاليهم".. وكم من مرة استضاف في برنامجه قيادات الجماهير مروجا لهم كاسبا ودهم وتعاطفهم وهتافاتهم له في المدرجات، رغم أن الجميع يعرف أن هؤلاء هم من يقفوا وراء شغب الملاعب.. ويبدو أن الثورة لم تصل بعد للرياضة! * شلبي لم يفته بالطبع أن يتحدث عن هؤلاء الضباط "اللي بجناحات زي الملايكة" الذين تعرضوا للاعتداء في الملعب، مشيدا بموقفهم تارة، ومشفقا عليهم تارة أخرى.. بالطبع الأمر كان مؤسفا، ولا يرضي أحدا، وكم حزنت وأنا أرى قيادات الشرطة تنزف دما أمامي.. ولكن هل كانت معلومة أن الأمر مبيت موجودة فقط عند شلبي، ولم تصل إلى الأمن.. لقد ذكرني ذلك بموقعة الجلابية وما ذكر حول أن الأمر كان معدا وأن ذلك كان معروفا للجميع إلا رجال الشرطة.. كما تذكرت كم من مرة استخدم رجال الشرطة هؤلاء البلطجية لخدمتهم.. وكم كان متوقعا أن ينقلب السحر على الساحر.. الغريب كذلك أن شلبي بدأ حلقته بالإشادة بالأمن والأمان ودور رجالات الشرطة "اللي بجناحات زي الملايكة" من خلال الكمائن الليلية وتعاملهم الرائع مع المواطنين ورفض أحد أمناء الشرطة الرشوة من السائق المخالف.. ولا أعرف لماذا تذكرت مكالماته الشهيرة قبل الثورة مع سيادة اللواء إسماعيل بيه الشاعر -هكذا كان يناديه- والإشادة بقيادات الداخلية ودورها في حفظ الأمن في الملاعب.. ويبدو أن الثورة لم تصل بعد للرياضة! * أخيرا تطرق الحديث بالطبع عن أزمة البث، وتدخل دكتور وليد دعبس من خلال مداخلة طويلة مهاجما التليفزيون المصري لقطع إشارة البث عن القنوات الفضائية في مباراة الأمس، والمطالبة بدفع 3 آلاف دولار كقيمة للإشارة في كل مباراة. بالطبع أؤكد إيماني الكامل بأن العقد شريعة المتعاقدين، وأنه مادام العقد المبرم بين اتحاد الكرة والقنوات واتحاد الإذاعة والتليفزيون لا يوجد به ذكر لتلك القيمة فإنه من حق القنوات الحصول على حقوقها كاملة.. ولكن ما استلفت انتباهي هو ذلك الهجوم الكبير الذي شنه شلبي على أحد قيادات التليفزيون "عبد الفتاح حسن" واصفا إياه بأنه "مابيفهمش.. آسف مابيفهمش في القانون".. هكذا قال شلبي بالنص، وتناسى بالطبع أن المشرف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون الآن هو اللواء طارق المهدي، وأنه إذا كان هناك خطأ من التليفزيون فإن اللواء طارق المهدي مشترك في ذلك الخطأ.. ولكن الهجوم بالطبع له سقف.. بالطبع لا يعني هذا أنني راض عن الهجوم بهذه الطريقة أو أنني أطالب بالهجوم على اللواء طارق المهدي بالطريقة ذاتها، ولكنني أنادي بأنه لا أحد فوق النقد.. النقد المهذب البناء.. بالمناسبة: هل تعلم أن النقد يعني ذكر الإيجابيات والسلبيات معا وعلى قدم المساواة رغبة في البناء، أما ما يمارسه الكثيرون فهو النقض، وهو الهدم.. والهدم فقط.. ويبدو أن الثورة لم تصل بعد للرياضة! *