حقق الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل أول خبطة صحافية فى حياته فى "الإيجيبشان جازيت"و هى الصحيفة الأجنبية الأولى فى مصر وكانت خاصة بفتيات الليل، عندما أصدر عبد الحميد حقى وزير الشؤون الاجتماعية وقتها قرارا بإلغاء البغاء الرسمى فى مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التى انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذى أثار الجنود كما أثار فتيات الليل وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل وحصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأى العام. وبعد نجاح هيكل فى تلك المهمة، كانت النقلة الأهم فى حياته ، بحسب "العربية نت" حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين ليغطى وقائع الحرب العالمية الدائرة هناك وبعدها سافر ليغطى الحرب فى مالطا ثم إلى باريس التى التقى فيها بالسيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة روز اليوسف والتى قررت أن تنقل الصحافى الموهوب إلى مجلتها، ليصبح هيكل فى عام 1944 صحافيا فى مجلة روز اليوسف وهناك تعرف على محمد التابعي، لينتقل معه إلى صفحات آخر ساعة. وتحت إدارة التوأم مصطفى وعلى أمين قدم هيكل أبرع فنونه الصحافية وكتب فى 13 أغسطس 1947 ما جعله حديث مصر كلها، حيث قدم تقارير مصورة عن "خط الصعيد"، ولم ينته عام 1947 حتى اخترق هيكل وباء الكوليرا ليكتب تحقيقا عن قرية "القرين" التى لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعيا أن يحصل الصحافى الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على جائزة فاروق، أرفع الجوائز الصحفية بمصر فى ذلك الوقت. وكان هيكل قد وافته المنية قبل قليل عن عمر يناهز 94 عاما بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة.