توفى الدكتور عصام شلتوت، عضو الهيئة الاستشارية لمشروع المليون ونصف فدان، في حادث أليم، مساء أمس الأحد، ما جعل البعض يتحدث عن مصير المشروع الذي لم يتم فيه إلا المرحلة الأولى فقط، والتي أطلقها السيسي بمساحة 500 ألف فدان بالفرافرة. يعتبر "شلتوت" هو العقل المدبر للمشروع، وساهم بشكل كبير في خروجه للنور، إذ أصر على المضي قدما في المشروع رغم الصعوبات الفنية التي كانت تحيط به من نقص في المياه وعدم توافر البنية التحتية للمستصلحين، غير أن الفقيد كان على يقين بأن المشروع سيخرج للنور في يوما ما. وأثيرت العديد من علامات الاستفهام حول المشروع، إذ وجهت اتهامات عديدة للحكومة والسيسي بخصوصه، وذلك لأن المياه الجوفية الموجودة في مناطق الاستصلاح عمرها قصير، وطبقا لخبراء ومتخصصين ستنضب في وقت قريب، ما جعل الحكومة المصرية تبحث عن حل ووجدت غايتها في القوات المسلحة التي تبنت توفير المياه إلى مناطق الاستصلاح. واعتبر الدكتور أحمد الشناوي، الخبير بالأمم المتحدة، أن مشروع المليون فدان، وإن تواجدت له المياه الجوفية الآن، فإنها مستقبلاً "لن تكون موجودة"، مؤكداً أن المناطق الواقعة ضمن المشروع تعاني من أن الطبقة الحاملة للمياه غير متجددة. وأوضح الشناوي في تصريح ل "المصريون"، أن السيسي خُدع في المليون فدان، وسيظهر ذلك مستقبلاً عندما تفني المياه الجوفية الموجودة في الفرافرة والصحراء الغربية، حينها سيُصبح مشروع المليون فدان، كأنه غير موجود في الأساس. ويعتبر خبراء ومتخصصون أن مشروع المليون ونصف فدان هو أسهل طريقة لتبديد الأموال، مشككين في أن يكون المشروع حقيقيًا، كما قال الخبير الاقتصادي والكاتب الصحفي محمود عمارة، في إحدى مقالاته، إن المشروع ليس حقيقيًا وعبثيًا، مطالبًا بوقف المشروع فورا، واصفا إياه بأنه "فنكوش"، وبأنه بلا رؤية إستراتيجية، ولا دراسة جدوى اقتصادية، وأنه سيبدد ثروة البلاد من المياه الجوفية، وسيتسبب في عطش المصريين، وإهدار المال العام، دون مقابل يستحق ذلك. من جانبه، أعلن وزير الموارد المائية والري، الدكتور حسام مغازي، أن 88.5 % من أراضي مشروع المليون ونصف فدان تعتمد علي المياه الجوفية، مؤكداً أن هناك 5114 بئرًا سيتم حفرها في كل مرحلة من مراحل الاستصلاح والتي تنقسم إلي 3 مراحل بواقع 500 ألف فدان لكل مرحلة.