شهد مجلس الشورى أمس برئاسة صفوت الشريف فتح ملف مرض أنفلونزا الطيور واحتمالات وصول المرض إلى مصر ، حيث ألقي أربع وزراء بيانات حول خطورة المرض وأسباب انتشاره ومدي قدرة مصر علي مواجهة هذه المرض . وكشف الوزراء أن المخزون الخاص بمواجهة المرض غير كافي وأن إحدي الشركات المحتكرة لإنتاج هذا العقار غير متعاونة مع مصر والدول النامية بمدها بهذا العقار. وأكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أننا أمام قضية بالغة الحساسية تحتاج إلي جهد كل مواطن لمواجهة هذا الخطر وأن نجاة مصر من هذا المرض تحتاج الشفافية الكاملة في نقل كافة المعلومات والبيانات وعدم إخفاء الحقائق ، مشيرا إلي أن الكارثة التي أصابت تركيا حدثت نتيجة غياب الشفافية. وأشار الجبلي أن خطورة فيروس أنفلونزا الطيور ، حيث إنه ينتشر بالاستنشاق ويتعلق بالأتربة ويلتصق بالملابس والأقفاص والملابس خاصة بالعاملين بمزارع الدواجن وبوسائل النقل التي تستخدم في صناعة الدواجن ، وهو ما يتطلب متابعتها بصفة مستمرة. وأكد الجبلي أنه تم تشكيل لجنة قومية عليا لمكافحة مرض أنفلونزا الطيور ممثلة في الوزارات المعنية بهذه القضية وهي وزارة الصحة والزراعة والبيئة والدفاع والداخلية والخارجية والطيران والنقل ومنظمة الصحة العالمية. وأوضح الوزير أنه تم رفع حالات الاستعداد القصوى داخل مستشفيات الحميات والصدر علي مستوي الجمهورية لمواجهة أي حالة مصابة بفيروس أنفلونزا الطيور وأن هناك تنسيقا بين الوزارات المعنية بهذه الأزمة وتحديد شخص من كل وزارة يكون مسئول عن الاتصال اليومي. وأنتقد وزير الصحة بشدة احتكار إحدي الشركات العالمية لإنتاج العقار المضاد للفيروس ، مؤكدا أنه هذه الشركة غير متعاونة مع الدول النامية ومنها مصر ، ولقد طلبنا 400 ألف عبوة من تلك الشركة خاصة وأن المخزون الذي يوجد لدينا لا يزيد عن ألف عبوة فقط وأن هذه الشركة وعدت بإحضار 50 ألف عبوة إلي مصر عام 2006 ، والكمية الموجودة لدينا لا تكفي لمواجهة أي وباء لا قدر الله ، فما تقوم به الشركة المحتكرة غير مقبول بالمرة خاصة وأنه لا توجد أي شركة علي مستوي العالم تنتج هذا العقار المعروف باسم "تاميفلو". ودعا الجبلي مجلس الشعب ونوابه إلي ضرورة إنشاء صندوق لتعويض مزارعي الدواجن حتى لو كان مالك هذه المزرعة يمتلك 50 دجاجة وتعويض هؤلاء عن حجم الدجاج المصاب وأيضا عن حجم البيض. وأكد أنه حتى الآن لم يظهر في مصر مرض أنفلونزا الطيور ، ولا خوف من تناول الدجاج والبيض بشرط أن يتم طهيه في درجة غليان تصل إلي 71 درجة مئوية لمدة ثلاث دقائق . وقال الجبلي إن هناك أدوية بديلة تسعي الوزارة إلي استيرادها من الهند إلا أننا لم نصل بعد إلي قرار نهائي بشأن فاعلية هذا الدواء كما أن إحدي الشركات المصرية تنتج دواء مضاد للفيروسات الحيوية ويتم اختباره معمليا. وأشار الوزير إلي أن التخوف هو التحول الجيني للفيروس وانتقال المرض من إنسان إلي أخر بديلا من الطيور إلي الإنسان وأنه لو حدث ظهر الوباء في أي محافظة سيكون المحافظ هو المسئول الأول للسيطرة علي الأمور في محافظته وسنقدم له كل الدعم. من جانبه ، أكد المهندس أمين أباظة وزير الزراعة أنه تم حظر استيراد الطيور من كافة الدول لمدة ثلاث أشهر اعتبارا من 20/10/2005 لمدة ثلاثة شهور حتى يتضح الموقف وهو قرار مؤقت حيث من شأنه التأثير علي استيراد الطيور في مصر ، معربا عن أمله أن تكون فترة مؤقتة وتنتهي. وحذر أباظة من انهيار صناعة الدواجن وإغلاق بعض المزارع نتيجة ما ينشر إعلاميا ، مشيرا إلي أنه يتوقع في ظل استمرار الوضع الحالي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.