استبشرنا خيرا بعد الانتخابات الأخيرة ظنا منا أن التغيير قادم لا محالة واستبشرنا أكثر مع الإعلان عن تشكيل الوزارة الجديدة.. و لكن ما لبث كل هذا الاستبشار أن تحول إلى كم هائل من الإحباط بعد أن اكتشفنا الحقيقة المرة و هي أن أحمد مثل الحاج أحمد بل و أكثر من ذلك فأحمد هنا هو نفسه الحاج أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق والحالي والقادم و أن الوزارة الجديدة ما هي إلا تعديل محدود في بعض الوزارات غير المؤثرة و غير السيادية و أن الكلام عن التغيير ما هو إلا ضحك على الذقون و من قبيل المسكنات التي لا تقدم و لا تؤخر . و مما زاد الطين بله أن الوزراء الجدد معظمهم من رجال البيزنس الذين لا يستبعد أن تحوم حولهم شبهة التربح من مناصبهم لحساب أعمالهم الخاصة أو على الأقل المضي قدما في سياسة خصخصة البلد و القضاء على دعم محدودي الدخل أو بمعنى أصح معدومي الدخل بالإضافة إلى تشريد البقية الباقية من العمالة وانضمامهم إلى طابور البطالة التي تعتبر أهم انجازات الحكومات المتعاقبة على البلاد .. أما الطامة الكبرى فهي فيما قيل عن أن وراء استبعاد بعض الوزراء الناجحين أنهم لهم ميول إخوانية أو قرابة و لو من بعيد من أحد أقطاب الأخوان ...!!! و الميول الإخوانية هنا هي مجرد المواظبة على الصلاة و الإكثار من الصيام و الصدقات و كأن هذه الميول قد أصبحت سبة في الجبين يستبعد من أجلها الوزراء خوفا من انتقال العدوى إلى غيرهم .. و بدلا من تطعيم الوزارة الجديدة بوزراء من الأخوان بمثل نسبتهم أو حتى نصفها من نصيبهم في البرلمان كما يحدث في أنظمة الدول المحترمة التي هي تحترم أرادة الشعوب أو حتى بوزراء من أحزاب معارضة مثل حزب الوفد وجدنا أن من أسباب الاستبعاد مجرد القرابة البعيدة لفرد من أفراد الأخوان ..!!!! فهل أصبح التدين رذيلة والطهر نقيصة و العفاف من الأخلاق المرفوضة التي يستبعد أربابها من الوزارات و المناصب القيادية و هل أصبح لسان حالنا هو لسان حال الأمم الظالمة التي أهلكها الله تعالى و أبادها من الوجود لقولهم عن الصالحين منهم " أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " ...!!! إذا كان هذا هو الحال فانتظروا موجة أخرى من الفساد و الإفساد تعم البلاد و العباد .. و لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .. د.هانى فوزى الأسكندرية د/هاني فوزي