في إطار الاتصالات والمشاورات المكثفة بين القوى والأحزاب الإسلامية الفائزة في انتخابات مجلس الشعب لقعد تحالفات داخل البرلمان، أجرت "الجماعة الإسلامية" و"الدعوة السلفية" مشاورات مكثفة بالإسكندرية، لبحث إمكانية استمرار حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" في التحالف السلفي الذي يقوده حزب "النور"، الجناح السياسي ل "الدعوة السلفية" والتقى وفد من قيادات الجماعة ضم كلاً من الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس الشورى، والمهندس عاصم عبد الماجد، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة مع الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس "الدعوة السلفية"، والدكتور عماد الدين عبدالغفور رئيس حزب "النور"، والمهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم "الدعوة السلفية" وعرضت "الجماعة الإسلامية" حزمة مقترحات، من بينها تدشين تحالف وطني موسع يضم جميع القوي الإسلامية والوطنية، وعلى رأسها حزبا "الحرية والعدالة" و"النور"، وكذلك معايير تشكيل الجمعية التأسيسية، وأهمية صياغة دستور توافقى يحظي بدعم جميع القوي السياسية، فضلا عن التشاور بشأن المناصب القيادية داخل مجلس الشعب، ومنها الرئيس والوكيلين ورئاسة اللجان. إذ طرحت الجماعة ضرورة توزيع هذه المناصب وفقا لأسلوب المشاركة لا المغالبة. وتطرقت المفاوضات بحسب الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شوري "الجماعة الإسلامية" إلى أهمية وضع معايير للمرشح لرئاسة الجمهورية، وضرورة تمتع المرشح الذي سيحظي بدعم الإسلاميين بتوافق شعبي، وامتلاكه لبرنامج واضح لإقالة الوطن من عثرته، وألا يكون محسوبا علي المجلس العسكري أو النظام السابق، وأن يتمتع بقدرات تجنب مصر الدخول في أي أزمة تعصف بأمنها واستقرارها. ومن المقرر أن تصدر "الجماعة الإسلامية" وحزب "النور" بيانا بعد اللقاء يتضمن ما سيتم التوافق عليه ومدي استجابة الحزب السلفى لمطالب الجماعة، وحزمة المقترحات التي قدمتها بخصوص رؤيتها للإصلاح السياسي والاقتصادي واستعادة أجهزة الأمن لدورها وصياغة دستور توافقى، وعدم إقصاء أي فصيل سياسي. من جانب آخر، التقى وفد من "الجماعة الإسلامية" ضم الدكتور طارق الزمر والدكتور صفوت عبدالغني عضوي مجلس شوري الجماعة الإسلامية بالدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" ونائبه الدكتور عصام العريان في لقاء انتهي في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول. وتطرق الاجتماع للتحالفات داخل البرلمان ورؤية الطرفين لدور مجلس الشعب والتوافق حول القضايا الرئيسية، وإمكانية دعم حزب "الحرية والعدالة" لحزمة المطالب المقدمة من "الجماعة الإسلامية". في سياق متصل، أثار إعلان ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب "الأصالة" السلفي خروج حزبه من التحالف السلفي وانخراطه في تحالف مع حزب "الحرية والعدالة"، أزمة داخل الحزب، في ظل أنباء عن صدور قرار بإقالته. لكن إسماعيل رفض تأكيدات اللواء عادل عفيفي رئيس الحزب بإقالته من منصبه واستمرار الحزب ضمن التحالف السلفي، مؤكدا أنه يزاول عمله كنائب لرئيس الحزب واصفًا ما ردده رئيس الحزب بأنه رأي شخصي يخصه.