جاءت زيارة اللواء خليفة حفتر، قائد جيش طبرق المفاجئة إلى القاهرة، بعد أسبوع على عودة 20 مصريًا من ليبيا، وإبداء الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن شكره وتقديره لجهود حفتر في عودة المصريين، خلال استقباله لهم في مطار القاهرة لتثير العديد من علامات الاستفهام حول الدور المصري في ليبيا.. وهل انتهى دور حفتر في المنطقة أم أن للقاهرة رأيًا آخر؟ وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالشكر لكل أجهزة الدولة التي تعاونت لعودة المصريين المختطفين في ليبيا، قائلاً: "أشكر الحكومة الليبية واللواء خليفة حفتر وكل المسئولين في ليبيا للتعاون في إطلاق سراح المحتجزين المصريين". ورغم غياب اسم حفتر من المشهد الليبي خلال الفترة الماضية، وذلك قبل وبعد الإعلان عن اتفاق "الصخيرات" بين الأطراف الليبية المتنازعة في ديسمبر الماضي، إلا أن عودة عشرين مصريًا كانوا محتجزين في ليبيا للقاهرة الأسبوع الماضي أعاد اسم حفتر للمشهد السياسي من جديد. ومن المعلوم أن حفتر الذي يقود جيش طبرق الذي يلقى دعمًا وتأييدًا من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي دائمًا ما يعبر عن تقديره لمجهوده في محاربة الإرهاب داخل ليبيا، بحسب خبراء. إلا أن الاتفاق الذي شهدته مدينة الصخيرات المغربية بين الأطراف الليبية المتنازعة، أدى لانحسار دور حفتر في المشهد الليبي، والذي كان يفرض نفسه على أنه مناهض لجماعة الإخوان، التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس. قال الدكتور كامل عبد الله، الباحث المتخصص في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة اللواء خليفة حفتر المفاجئة للقاهرة اليوم، جاءت لتفسير مخاوفه، على خلفية التصريحات المثيرة للناطق باسم عملية الكرامة السابق محمد الحجازي، الذي أعلن انشقاقه عن حفتر قبل أسبوع، كما أنها تأتى بالتزامن مع زيارة رئيس الاستخبارات الأمريكية للقاهرة ومغادرة فائز السراج لتونس لبحث تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبي، بعد زيارته القصيرة للقاهرة. وأوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن قناة "وطن الكرامة" المحسوبة على الجيش والتي نشرت تصريحات الحجازي المناهضة لحفتر، تبث من القاهرة، حيث اتهم الناطق باسم عملية الكرامة السابق، حفتر، بالفساد وتعيين أقاربه في الجيش. وأشار إلى أن حفتر اعتبر ما بثته الفضائية الليبية التي تبث من القاهرة، ربما تحمل رسائل سلبية فيما يتعلق بالموقف المصري منه، مضيفًا أن الرسائل السلبية هنا تكمن في تساؤل: هل القاهرة ستتخلى عن خليفة حفتر؟، معتقدًا بأن هذا ما دفعه لزيارة القاهرة، لاسيما وما تتعرض له من مصر من ضغوط دولية لإعادة النظر في موقفها من قائد الجيش الليبي. ورأى أن المشهد في ليبيا خلال الفترة المقبلة مقدم على تغيير وإعادة ترتيب التحالفات مرة أخرى، مضيفًا أن ذلك نتيجة طبيعية للاتفاق السياسي في الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه وارد بقوة اختفاء خليفة حفتر من المشهد بناء على تلك الأحداث. وقال عبد الباسط بن هامل، المحلل السياسي الليبي، إن زيارة حفتر تأتى في إطار تدعيم العلاقات الليبية المصرية، وتوطيد العمل والشراكة في محاربة الإرهاب الذي يهدد المنطقة، مشيرًا إلى أن اللواء حفتر يخوض حربًا منذ عام بالنيابة عن بعض دول الجوار ضد إرهاب تنظيم داعش. ورأى المحلل السياسي، أن المجتمع الدولي أقحم حفتر في العديد من المشاكل وحروب ومعارك فرضت اسمه على الساحة، معتبرًا أن بقاء قائد الجيش الليبي سيحدده برلمان طبرق خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الموقف المصري ليس مع شخص حفتر، إنما مع المؤسسات الليبية الشرعية والجيش الليبي الذي يقود حربًا ضد الإرهاب. ولفت إلى أن الاتفاق الذي حدث بين طبرق وطرابلس، حدد أنه ليس من حق المجلس الرئاسي تعيين أو إقالة أي شخص من المؤسسات السيادية على رأسها مؤسسة الجيش.