أدت واقعة تعدى أمناء شرطة بالضرب على أطباء مستشفى المطرية التعليمى، إلى حالة استياء عامة لدى أطباء مصر، وهو ما أدى إلى ازدياد حدة الأزمة بين وزارة الداخلية ونقابة الأطباء. بداية الأزمة عندما حضر مواطن إلى المستشفى يرتدى ملابس مدنية مصاب بجرح فى وجهه، وطلب من الطبيب أحمد محمود مقيم جراحة، أن يقوم بإثبات إصابات غير حقيقية بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعليا، وعندما رفض الطبيب قام المواطن بالإفصاح عن شخصيته بأنه أمين شرطة، وأن الطبيب عليه أن يكتب التقرير الذى يرغب فيه أمين الشرطة أو أنه سيقوم بتلفيق قضية له، وعندما رفض الطبيب اعتدى عليه أمين الشرطة بالضرب. الدكتور حسام كمال، المتحدث الإعلامى باسم نقابة الأطباء، كشف عن إعطاء النقابة مهلة 24 ساعة لوزارة الداخلية والنائب العام لتحويل المتهمين فى حادث الاعتداء على طبيب بمستشفى المطرية إلى التحقيق. وأضاف "كمال" فى تصريحات خاصة ل"المصريون " أنه إن لم يتم اتخاذ الإجراءات الكافية ضد أمين الشرطة سيكون هناك تصعيدات من جانب الأطباء فى كل أنحاء الجمهورية، مشيرا إلى أن الطبيعى أن يحمى أمين الشرطة الأطباء من البلطجية وليس أن يتحول هو إلى بلطجي. وتابع أنه سيتم الطعن على التقرير الطبى المزور الذى قدمه أمين الشرطة فضلا عن المطالبة بمحاكمته والطبيب المزور للتقرير ليضاف إلى أمين الشرطة تهمة جديدة إلى الاعتداء وهى التزوير. وأشار إلى أن مصر أصبحت دولة طاردة للأطباء فضلا عن أن الأوضاع فى المستشفيات تزداد سوءًا نتيجة نقص الإمكانيات واختفاء الأمن. وعن اتهام أمين الشرطة للطبيب بالاعتداء عليه، وهو ما أسفر عن كسر فى ساق أمين الشرطة، أكد"حسام" أن أى مواجهة جسدية بين طبيب وأمين الشرطة تكون فى صالح أمين الشرطة، مؤكدًا أن شهود العيان نفوا تلك الواقعة. ومن جانبه، علق الدكتور إيهاب طاهر، أمين عام نقابة الأطباء، على الواقعة قائلا: «لا أحد فوق القانون، ومينفعش رجل شرطة يخترق القانون». وأضاف "طاهر"، أن الأطباء لن ينتظروا حتى يتم قتل أحد الأطباء بالمستشفيات من قبل رجال الشرطة، مشيرا إلى أن أحد قيادات الداخلية ذهب إلى المستشفى لحل الأزمة إلا أن الطبيب رفض التنازل عن المحضر المقدم. فيما كشف الطبيب هانى مهنى، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، أن مدير أمن القاهرة ورئيس قطاع شرق ذهبا إلى المستشفى واعتذرا للأطباء عما فعله الأمين وزملاؤه. وأوضح مهنى أن محامى النقابة العامة حرر محضرا بواقعة اقتحام الأمناء للمستشفى واعتداء أحدهم على الطبيب، حمل رقم 2073 لسنة 2016 جنح قسم المطرية، مشيرا إلى استمرار غلق استقبال المستشفى لحين تأمينه بالشكل المناسب. وتابع: "منتظر أشوف كام إعلامى ومواطن شريف هيتضامن وكام فنان هينسحب من أعمال فنية تضامنا مع الطبيب اللى درس الطب 6 سنين عشان يجى أمين شرطة يسحله فى مكان عمله المستشفى ويضربه بكعب الطبنجة ويدوس على رقبته ويكسرله نضارته عشان رفض يعمل له تقرير إصابات مزور ولا انتوا مبتعتبروش دى إهانة برضة؟". قال الدكتور تامر البوهى، وكيل نقابة الأطباء بالسويس، إن حادثة التعدى على طبيب المطرية من قبل أمناء الشرطة تكررت فى عدد من المحافظات. وطالب أعضاء مجلس النواب بإصدار قانون خاص بالتعدى على المستشفيات لأن الأوضاع أدت إلى حالة من الغضب الشعبى لدى الأطباء فضلا عن رجوع قانون المحاكمات العسكرية للعاملين بالشرطة.