لقد هالني وأفزعني ما سطره قلم الأستاذ / مريد صبحي في عموده بأهرام السبت 23 / 1 سنة 2016 تحت عنوان " لا تربية ولا تعليم " فقد ذكر واقعة تحرش وأغتصاب مدرسة داخل لجنة امتحان مدرسة أحمد حسن الزيات الثانوية بنين بطلخا وعندما قرأت ما كتبه وتيقنت من صحة الواقعة من الصحف الأخرى ومن مواقع التواصل الاجتماعي أحسست بدوار شديد وتيقنت أيضاً أننا ننحو منحني خطيراً جداً في عالم التربية والتعليم والسلوك ونتسأل كيف وصل بنا الحال إلي هذا الدرك الأسفل من الانحطاط والسوقية والهمجية !! طلاب يعتدون علي مدرستهم وفي المدرسة والله إن هذا لشيء عجاب وما سمعنا بهذا في أباؤنا الاوليين – إن هذه الواقعة يجب أن تستدعي كل من له شأن بالتربية والتعليم ويجب أن نعلن أننا " أمه في خطر " ولا بد من وقفه لدراسة ما الذي حدث في سيكولوجية المجتمع والذي أفرز هؤلاء الطلاب والذين تخلوا عن أدني قواعد التربية والأخلاق ويعتدون جنسياً علي معلمتهم وهذه إن لم تكن أمهم فهي بمثابة أختهم أو إحدي أقرباءهم وإن لم يكن كل هذا فهذه معلمتهم التي تعلمهم العلم والتي قد يجدوا مكتوب علي جدران مدرستهم . قم للمعلم وأوفية التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً أننا نكرر القول أنه لا بد أن يجتمع كل المعنين بالأمر في هذا المجتمع من أساتذة الجامعات وعلماء النفس والسلوك والتربية – ويجب أن يعاد النظر فيما تبثه وسائل الإعلام وننوه أننا منذ عهد قريب قام التليفزيون بعرض مسرحية مدرسة المشاغبين وشاهدنا طلبه مدرسة الأخلاق الحميدة كما سموها أئنذاك يعتدون ويستهزأون بمعلمتهم ويلقون ببعضهم البعض عليها في منظر كوميدي مأساوي ونرجع ونقول إن المعول الأساسي في تربية النشء يتمثل في المنزل والمدرسة والمسجد والكنيسة ولكن للأسف كل ما يبنونه هؤلاء تنسفه وتبدده وسائل الإعلام والتي ما زالت للآن تعرض لنا في أفلامها ومسرحياتها وتمثلياتها مدرس أو مدرسة يكونا بمثابة مسخرة للطلاب يستهزأون بهم ويتناوبون عليهم السخرية مع بعضهم البعض- أننا كثيراً ما نردد أبيات شوقي: إنما الأمم الخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وأيضاً : ليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خراباً وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم ماتماً وعويلاً ولكن يبدو أن المجتمع أصبح أفراده لا يسمعوا أو يعو ويبدوا أنهم وضعوا علي قلوبهم وعقولهم أقفالاً . ولقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ونرجع ونقول إن النشيء علي كافة مراحلهم يميلون إلي التقليد فقد يقلدون أباؤوهم أو مدرسينهم والممثليين والفنانيين وهذا العامل سيكولوجي ويجب أن ينتبه إليه المعنيين بالأمر وخاصة أساتذة التربية والسلوك وعلم النفس ويحضرني في هذا المضمار أبيات قالها أحمد شوقي أمير الشعراء قد تعطي دلاله علي التقليد والتعليم في تربية النشئ وهي: مش الطاووس يوما باختيال فقلد مشيته بنوه فقال علام تختالون قالو به بدأت ونحن مقلدون فخالف مشيك المختال وأعدل فأن عدلت معدلون وينشأ ناشيء الفتيان منا علي ما عوداه أبوه ختاماً نقول إن هذه الواقعة الخطيرة يجب أن لا تمر مرور الكلام مثلها مثل أي حادث أخر وإنما يجب أن تدق ناقوس الخطر وتكون هناك وقفة جادة،
ولله الأمرين قبل ومن بعد
صابر محمد عبد الواحد عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين والأسيويين سوهاج – أخميم