أتفق مع الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم في القرار الذي سيصدره قريبا بتخصيص 10 درجات للسلوك والحضور لطلاب الثانوية العامة. وان يتم توزيع هذه الدرجات بالتساوي 5 درجات للسلوك و5 درجات للحضور. وكنت أتمني أن يتضمن هذا القرار درجات أكثر من ذلك بحيث يكون هناك 10 درجات لكل فئة لإجبار الطالب علي الحضور إلي المدرسة والالتزام بالسلوك القويم. ونتوجه بالشكر للدكتور الرافعي ونحييه علي أنه لم يستجب لتظاهر بعض الطلاب امام وزارة التربية والتعليم مطالبين بعدم اصدار هذا القرار. لأن هؤلاء الطلبة في رأيي هم وراء اهمال المدرسة والتسكع في الشوارع حتي يأتي موعد التدريس في المراكز الخاصة التي يكبدون فيها أولياء أمورهم مبالغ خيالية.. في الوقت الذي يقبض فيه مدرس المدرسة راتبه دون أن يؤدي عملا ينفع به الطلاب. إن الضمانات التي اقرها مشروع القرار الوزاري بتشكيل لجان محايدة من إدارة المدرسة ومن بعض الطلاب واعضاء مجالس الآباء تضمن حيادية القرار الذي ستتخذه المدرسة ازاء الطالب الذي لا يلتزم بالحضور أو السلوك القويم. كما أن وجود لجنة لبحث تظلمات الطالب وولي أمره تضمن هذه الحيادية مرة أخري. فضلا عن اخطار ولي أمر الطالب المنقطع عن الحضور أو الذي لا يلتزم بالسلوك كل شهر فيه تنبيه وتحذير لولي أمر الطالب من العقوبة التي ستطبق عليه. ولقد كنا نأمل من السيد الوزير الدكتور محب الرافعي الا يقتصر هذا القرار علي طلاب الثانوية العامة وحدهم. بل كان يجب أن يمتد لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي. بل وايضا طلاب المرحلة الاعدادية الذين يتركون مدارسهم أثناء الدراسة وينتشرون في الشوارع يلعبون ويمرحون وبعضهم يسمع المارة ألفاظا نابية يتبادلونها مع بعضهم البعض. لكننا نرجو أن يكون قصره في العام الدراسي المقبل علي طلاب الثانوية العامة بمثابة تجربة لتعميمه علي بقية صفوف الثانوي العام والمدارس الاعدادية مستقبلا. سلوك الطالب داخل المدرسة يجب الا يقتصر علي معاملته للأساتذة المعلمين ولا علي تعامله مع زملائه في الفصل. ولا علي تعامله في الإدارة والاشراف بالمدرسة. وإنما يجب أن يمتد إلي سلوكه أثناء الراحات في المدرسة.. اللعب مسموح والمرح مسموح.. لكن التلفظ بألفاظ نابية أو اختلاق المشاجرات مع زملائه يجب أن يوضع في الحسبان عند تقدير درجة السلوك. لا أحد يختلف مع الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم في ضرورة ضبط ايقاع العمل في المدارس وعودتها إلي دورها الطبيعي في تربية وتعليم النشء فهذا هو دورها الذي يجب ان تضطلع به في المجتمع. في نفس الوقت يجب أن يكون هناك اشراف مباشر علي أداء المعلم داخل الفصل وهل يبذل أقصي جهده في ايصال المعلومة بطريقة سليمة للطلاب؟! أم أنه يدخر جهده للدروس الخصوصية.. نريد اشرافا كاملا من الموجهين علي أداء المعلم. ويعود الموجه إلي سابق عهده ليحضر حصته كاملة أو جزءا منها مع الطلاب لتكون شهادته للمعلم ايجابا أو سلبا. كثير من الكتاب شككوا في مقدرة وزير التربية والتعليم. بل والحكومة بأكملها علي غلق مراكز الدروس الخصوصية التي حولت اصحابها ومدرسيها إلي مليونيرات وقالوا إن وراء هذه المدارس مراكز قوي لا تقدر عليها الحكومة ولا الوزير!! ونحن نتساءل: هل هذا الكلام صحيح؟! وإذا كان صحيحا فإن ذلك يعني أن مصر مازالت تعاني مشكلة حادة في الفساد.. ولن تستطيع أن تخرج من هذا النفق المظلم إلا بقرار سيادي يقضي علي هذه المراكز وعودة الطلاب إلي أحضان المدرسة.