يبدو أن النظام في مصر لم يترك وسيلة لتجاوز يوم 25يناير، الذي يوافق الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك إلا وفعلها، بداية من التحذير من النزول مرورًا بالوعود بالعمل وتوفير حياة كريمة للشباب واستصدار فتاوى تحرم التظاهر، وانتهاء بالإعلان عن حضور الجماهير مباريات كرة القدم. ورغم تعدد هذه الوسائل، إلا أنها اتفقت في شيء واحد وهو مواجهة دعوات النزول، والعمل على الحد منها. طقس سيء "أمطار غزيرة ورعدية، رياح نشطة قد تصل لحد العاصفة، انعدام للرؤية وانخفاض كبير في درجة الحرارة"، هذا ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية قبل أيام من ذكرى الثورة محذرة من موجة طقس سيئ تستمر إلى ما قبل نهاية الأسبوع الحالى مرورًا بيوم الاثنين 25 يناير، الأمر الذي أثار موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ربط المشاركون بين هذا الإعلان وبين دعوات عدم النزول التي تُطلقها هيئات ومؤسسات قريبة من السلطة. فتاوى دينية حذَّر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، من التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. وأشار جمعة إلى فتوى دار الإفتاء المصرية بأن الدعوات للخروج في هذا اليوم وما قد يصحبه من أعمال تخريب "جريمة متكاملة وحرام شرعًا ومخالفة لمنهج ودين الله". كما قررت الوزارة توحيد موضوع خطبة الجمعة مع انطلاق شهر يناير الجاري لتتمحور حول بناء الوطن والتصدي لدعوات التخريب وبيان حرمة التظاهر. وسائل الإعلام تبنت وسائل الإعلام، خطابًا يدعو لعدم التظاهر في ذكرى 25 يناير بدعوى الحفاظ على الدولة والاستقرار. وكتب الصحفي مجدي الجلاد، في مقال له: "سنحتفل بالأمن حتى لو لم تكن الحرية كاملة.. سنحتفل حتى لو كانت هناك تجاوزات من بعض ضباط وأفراد الشرطة.. ربما لأن الأمن مُقدَّم على الحرية.. وربما لأن الاستقرار حتمًا سيأتي بالحرية". أما البرلماني والصحفي مصطفى بكري، فقد أجهش بالبكاء خلال مشاركته في أحد البرامج التليفزيونية، مؤكدًا أن السيسي يتحمل المسئولية ويتصدى للإرهاب الدولي وإرهاب الإخوان وهو يستحق أن يتم تشجيعه، متابعًا وهو يبكي: "وإلا نجيب نبي بقى وهنطلع فيه مشاكل".
رفض قانون الخدمة المدنية وقبل يومين فقط رفض مجلس النواب، التصديق على قانون الخدمة المدنية، والذي كان في حال الموافقة عليه سيزيد من حنق الشارع، الأمر الذي حذر منه صراحة النائب البرلماني عبد الرحيم علي، أثناء إبداء رأيه حول رفض أو قبول القانون بالمجلس قائلا: فى حالة موافقتنا عليه سيستغله الداعون للمظاهرات لتجييش الرأي العام ضدنا. وقال أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة، إن السلطة الحالية تعلم جيدًا أنها لم تنفذ شيئًا من أحلام الجماهير التي ثارت من أجلها والتي هي (عيش، حرية، وكرامة إنسانية، عدالة اجتماعية). وأضاف إسكندر ل"المصريون"، أن خوف النظام الحالي من غضب الشارع هو الذي جعله يسخر كل الإمكانات لمنع الخروج في الذكرى الخامسة للثورة، لأنه يتوقع أن الغضب مستمر في ظل وجود التهميش، موضحًا أن الشرطة ستستخدم جميع ما لديها من أدوات في كسب معركتها ضد من يخرج في هذا اليوم. وأشار إسكندر إلى أن ثورتي تونس ومصر ذات "كاتالوج" واحد وهو ما يرعب النظام الحالي بعد اندلاع موجة ثورية في تونس في ذكرى ثورة الياسمين.