لازالت أزمة سقوط الطائرة الروسية تخيم على قطاع السياحة، خاصة مع استمرار وقف رحلات الطيران إلى مطار شرم الشيخ، من قبل عدد من الدول الغربية، وتراجع نسبة الإشغالات في الفنادق والمنتجعات السياحية , ووصلت إلى حدودها الدنيا في نهاية العام الماضي، رغم وعود وزارة السياحة بانتهاء الأزمة في القريب العاجل. وعود بريطانية وكشف هشام زعزوع، وزير السياحة، عن أن هناك وعودا بريطانية باستئناف الرحلات لمدينة شرم الشيخ بصفة خاصة، والمقصد السياحى المصرى بصفة عامة، أول مارس المقبل، مشيرا إلى أن الرحلات البريطانية إلى مصر مستمرة لكل من الأقصر وأسوان والغردقة باستثناء شرم الشيخ، وهناك 5 رحلات تنظمها "توماس كوك"، وهى من كبرى الشركات السياحية في العالم إلى الأقصر أسبوعيا. حركة السياحة الألمانية وقال "زعزوع" في بيان له :" بأن حركة السياحة الألمانية لم تتأثر مثل بقية الأسواق السياحية , ويصل إلى مناطق مصر السياحية أسبوعيا 130 رحلة من مختلف المدن الألمانية. وأشاد الوزير بالموقف الألمانى الداعم للسياحة المصرية، مشيرا إلى أن ألمانيا هي الدولة الأوربية الوحيدة التي لم تتأثر حركة السياحة الوافدة منها إلى مصر خلال الأزمة الحالية". تشديدات أمنية بالمطارات وأوضح زعزوع أن الإجراءات الأمنية الجديدة التي بدأت مصر بتطبيقها في المطارات تلبي مطالب الوفود الأمنية التي زارت مصر وتفقد الإجراءات في مطارى القاهرةوشرم الشيخ، ومنها وفود بريطانياوألمانيا وروسيا، وبالتالى فإن الحكومة نجحت بذلك في إزالة كافة الأسباب التي استندت إليها الدول الأوربية في تعليق رحلاتها إلى مصر". خسائر السياحة وقال " إلهامي الزيات " رئيس الإتحاد المصري للغرف السياحية :" إن خسائر السياحة المصرية عديدة، ولا يمكن حصرها تفصيلا باستثناء الدخل السياحي المباشر، الذي لا يمكن مقارنته بالعام الماضي أو بعام الذروة "2010" ووصفها بالمهزله". وقال " الزيات " ل"المصريون" :" إن الخسائر المباشرة للسياحة المصرية خلال العام الحالي لا تقل عن 40 مليار جنيه بخلاف معدل إنفاق السائح في الأسواق وخلال تواجده في مصر بعيدا عن المدفوع من قبل منظمي الرحلات، الذي لا يمكن حسابه من خلال البنك المركزي المصري". مؤشرات غير مطمئنة وأضاف " الزيات " :"من المؤسف أن المؤشرات غير مطمئنة بالنسبة للعام الجديد , كنا نتوقع أن يحقق الموسم الشتوي الذي يتمتع بقيمة شاطئية مميزة عالية إقبالا من السائحين، لكن ذلك لم يحدث، وبالتالي أنا أتوقع استمرار الخسائر خلال العام الجديد إذا ظل الحصار السياحى كما هو ولم يتغير". وأوضح "الزيات"، أن هناك خسائر طالت السياحة المصرية نتيجة الأزمة، ونتيجة سوء تعامل الشركات والفنادق المصرية، وهي تحتاج إلى سنوات كي نستردها، وهي سياسة حرق الأسعار، وتنظيم الرحلات إلى مصر بأسعار مخفضة للغاية في محاولة من الشركات غير المسئولة لجذب السائحين. الأسواق السياحية ووصف "الزيات" تلك السياسة التي تتم ممارستها في مختلف الأسواق السياحية، بأنها أشد خطرا على مستقبل السياحة المصرية، مشيرا إلى أن ذلك سيمثل أزمة حقيقية بعد عودة السياحية الدولية لمعدلاتها الطبيعية. المسئولية الوطنية وطالب "الزيات"، الشركات والفنادق بتحمل المسئولية الوطنية تجاه السياحة وتجاه الاقتصاد القومي والتوقف عن سياسة حرق الأسعار. وأوضح أن السائح الذي لا يرغب في زيارة مصر نتيجة تخوف ما، لا يمكن أن يأتي بتخفيض السعر السياحي لتغيير رأيه، مشيرا إلى أن السوق الألمانية التي تعد من أقل الأسواق تأثرا بالأزمة، تشهد حاليا منافسة بيبن الشركات والفنادق المصرية في سياسة حرق الأسعار، الأمر الذي يجعل نصيب السياحة المصرية منخفضا للغاية أو يكاد يكون معدوما".