فى مقالى أمس والذى نشر بنفس العنوان كشفت عن بعض المخالفات القانونية للقرض الذى سيتم توقيعه بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع الجانب الصينى خلال هذا الأسبوع تزامنا مع زيارة الرئيس الصينى للقاهرة والتى ستبدأ يوم الأربعاء القادم وتستمر لمدة يومين وهو القرض الذى تمت مباركته من جانب الحكومة ممثلة فى د. سحر نصر وزيرة التعاون الدولى . فى هذا السياق نشير إلى أن هذا القرض الصينى ( الذى يأتى فى وقت تجاوزت فيه مديونيات ماسبيرو لبنك الإستثمار القومى وحده 22 مليار جنيه ) سوف يخصص لما يسمى ب ( أرشفة المكتبات ) وكذلك انتاج أعمال درامية جديدة .
وفيما يتعلق بالمشروع الأول وهو أرشفة المكتبات وتراث ماسبيرو نسأل : أى تراث تتحدثون عنه رغم أنكم لم تتحركوا لإنقاذ هذا التراث الذى كشف الجهاز المركزى للمحاسبات فى تقارير رسمية عن اختفاء 41 ألف و200 شريط من مبني الإذاعة والتليفزيون منذ عام 2001، إضافة إلى 13 ألف شريط تمت إعارتها لمخرجين ومعدين ومنتجين منذ عام 1993 لم تعد حتى الآن ؟ ، وهل تعلمون أن هذه الشرائط تحتوى علي تراث سينما وتليفزيون وتاريخ مصر مسجل عليها حلقات نادرة وذات قيمة سياسية ودينية وتاريخية لا تقدر بثمن ؟ ولماذا لم تبحثوا عن موارد تمويل جديدة للصرف على هذا المشروع ؟ ولماذا لم تقوموا ببيع عدد 32 قطعة أرض كبيرة المساحة وفى أماكمن مميزة للغاية رغم صدور قانون رسمى يتيح لكم هذا الحق ولو قمتم ببيعها لحققتم المليارات من الجنيهات ؟ . ولماذا لم تتدخل بعض الجهات الرقابية والقضائية لمحاسبة قيادات ماسبيرو الفاسدة والفاشلة والتى تقاعست عن تحصيل مبالغ مستحقة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى كشف عنها المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق عندما قال : " إن بعض شركات المحمول استأجرت ترددات من "ماسبيرو" بمقابل مالي من 12 وحتى 18 مليار جنيه، ولم تدخل في خزينة الدولة , كما كشف الشيخ أنه تم بيع "نيجاتيف" لأفلام مصرية ب500 دولار، مع أن سعره يصل إلى 100 ألف دولار !!!! .
أما عن الهدف الثانى من الحصول على هذا القرض الصينى وهو انتاج أعمال درامية جديدة فنسأل :ألم يكن من الواجب عليكم قبل أن تفكروا فى انتاج أعمال جديدة أن تسالوا أنفسكم ياقيادات ماسبيرو عن مبلغ ال 19 مليون جنيه الذى تم إهداره فى انتاج مسلسل " أهل إسكندرية " ولم يتم عرضه حتى الآن بحجة أنه يروج لبعض الجماعات الإرهابية ؟ واذا كان الأمر كذلك فأين كنتم عندما قرأتم سيناريو المسلسل قبل البدء فى تصويره ؟ وماذا عن ال 25 مليون جنيه التى دفعها ماسبيرو للمشاركة فى انتاج بعض المسلسلات ضعيفة المستوى بالتعاون مع القطاع الخاص بنظام المنتج المشارك ؟ وهل لديكم إحصائية رسمية بشأن العائد الإعلانى والتسويقى لهذه المسلسلات حتى الآن ؟ وهل صحيح أن عصام الأمير حرص على أن يخصص جزءاً من هذا القرض الصينى لإنتاج مسلسلات إرضاء لصديقه الأنتيم المخرج أحمد صقر القائم بتسير أعمال رئيس قطاع الإنتاج ( رغم أنه لا يزال حتى الآن على درجة مدير عام التخطيط السينمائى بالقطاع ) وهل صحيح أن الأمير يحاول استرضاء صقر الذى أعلن أكثر من مرة أنه سيرحل عن القطاع بسبب عدم الإستجابة لمطالبه بتوفير 175 مليون جنيه لإنتاج أعمال درامية جديدة .
وفى النهاية أقول : كفاكم تجاوزات وفضائح يا قيادات ماسبيرو ؟ أما كفاكم المليارات التى تهدرونها دون حسيب أو رقيب ؟ وهل تصرون على أن تصل فضائحكم التى تزكم الأنوف إلى المستوى الدولى وتحملون مصر والأجيال القادمة عبء سداد هذه القروض بفوائدها الطائلة والتى سيتم إهدارها فى انتاج أعمال فاشلة وعديمة القيمة .