المتحولون جنسيا في مصر حياتهم مليئة بالتناقضات ...كان هذا عنوان التقرير الذي أعدته صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، لافتة إلى أنه منذ عام 2013 والقانون المصري يسمح بعملية تغيير الجنس في البلاد، إلا أن متحولا جنسيا تحدث معنا وكشف عن العوائق الكثيرة التي تقف أمام من هم مثله. ونقلت عن كريم، أحد المتحولين جنسيا في العشرينيات من عمره، قوله "أتمنى أن أقوم بعملية جراحية لتغيير الجنس في الخارج، إنني أتناول عقاقير ضد الذكورة لمنع تكون هرمون التستوستيرون في الجسم، في فصل الشتاء أتناول مادة الاستروجين التي تقوم بتكبير الثدي، وفي الصيف أتوقف عن ذلك كي لا أثير انتباه المارة، عندما ارتدي ال(تي شيرت) في فصل الصيف يتجه إلى الناس ويسألونني: هل أنت رجل أم امرأة؟، وأحيانا يطلقون علي أسماء، لهذا فإنني أتوقف عن تناول هرمونات الأنوثة في الصيف، وفي الشتاء أبدأ مجددا". وأضاف "لا يهمني ماذا يقول علي الناس، لا اهتم بما يفكرون، لكنني أفهم المجتمع الذي جاء منه هؤلاء الأشخاص وأنا احترم ذلك، مجتمعنا ما زال غير مستعدا للأمر، من الصعب عليهم رؤية متحولين جنسيا يتمشون في الشوارع"، لافتا بقوله "في العمل ارتدي ما أريد ارتداءه، لقد تقدمت للعمل بشعري الطويل، وبنطلون ضيق من نوع (سكيني)، قمت بهذا بشكل متعمد لكي أعرف، هل هم متفتحو العقول وهل سيقبلونني، وهو ما حدث، لدي صديق، عندما حكيت له أنني في طريقي لتغيير جنسي، استغرق وقتا طويلا حتى يسمح لنفسه بمعانقتي". وأشارت "هآرتس" إلى أن كريم لديه لغة جسد وطريقة حديث أنثويتان، ناقلة عنه "هذه أمور كانت موجودة دائما، في الثانوية العامة كانوا يسألوني لماذا أتحدث وأتصرف بطريقة أنثوية، وسألوني : هل أنت من المثليين جنسيا، ولماذا لدي شعر طويل، وكنت أعطي تفسيرات، دون أن اعترف بالواقع"، مضيفا "عندما كنت في الحضانة، حقدت على الفتيات وفساتيهن، أنا أيضا أردت ارتداء الفساتين، لكنهم قالوا لي لا يمكنك أن تفعل ذلك، لأنني ولد، ولم يعطوني أي تفسيرات، لم أنجح في معرفة المشكلة في ارتداء فستان، كنت أشعر بالبلبلة والارتباك والحيرة، شعرت ببساطة أنني أسبح مع التيار ولا أفعل ما أحب أن أفعله، شقيقتي كانت دائما تفهمني وتعلم ماذا يحدث، عندما كنا صغارا كانت تلبسني فساتين وكنا ننزل بها إلى الشارع، هذا الأمر استمر طوال فترة المرحلة الابتدائية التعليمية، بعد ذلك أدرك الجميع أن هذا لابد أن يتوقف". ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "عندما وصل للمرحلة الثانوية، وظهرت على كريم علامات البلوغ الجسدية، فهم الأخير أن هناك شيئا ما غير صحيح؛ في سن ال18 فهمت أخريا أنني لا أريد أن أكون رجلا، ومن هنا بدأ التغيير ، بدأت في البحث عبر شبكة الانترنت والبحث عن معلومات تتعلق بتغيير الجنس، وأجريت اتصالات بمتحولين جنسيا من أوروبا، ودعموني، وفي سن ال19 بدأت في تناول الهرمونات". وعن عائلته قال "شقيقتي تعلم كل شئ، والدتي تعلم النصف، أنها تعرف أنني أتناول أدوية ضد الهرمونات الذكورية، لكنها لا تتحدث عن ذلك، أحيانا تقول لي (ياليتك ولدت بنتا، كانت الحياة لتكون أسهل بالنسبة لك)، والحقيقة أنني سعيدا أنني لم أولد أنثى، لأن وضع السيدات المصرية ليس مذهلا ورائعا، عندما رأت والدتي الشعر الطويل، تنهدت قليلا، فعلى الرغم من كل شئ هي تعيش في حالة من الإنكار، وتختار ألا تعرف كي شئ". وأضاف "والدي على العكس يفضل تجاهل سلوكي بشكل تام، إنه رجل صعب، كان يضرب والدتي طوال فترة الطفولة، حتى كبرنا وطردناه من البيت، وحتى بعد ذلك، كان يتهم والدتنا بأنها أصل الشر في العالم، لقد جعلني أخشى الذكورة وكل ما له علاقة بها، حتى يومنا هذا أحاول أن أفهم هذا الرجل ولا أنجح في ذلك".