تسليم شهادات انتهاء البرنامج التدريبي لتأهيل وتدريب المعيدين الجدد بجامعة العريش    البنك المركزي المصري يكشف أسباب خفض أسعار الفائدة    موعد انتهاء العمل بالتوقيت الصيفي وبداية تطبيق التوقيت الشتوي 2025    بوتين يرد على مزاعم ترامب بأن روسيا "نمر من ورق"    «اهدأوا».. بوتين للنخب الغربية: حاولوا التعامل مع مشاكلكم الداخلية    "الديموقراطي الأمريكي": الجمهوريون يسعون لفرض هيمنتهم عبر الإغلاق الحكومي    نتائج مُبشرة.. ماذا قدم بيراميدز مع صافرة محمود إسماعيل قبل مباراة السوبر الأفريقي؟    «بنتي انهارت».. عمرو زكي يرد على شوبير: «أنا بخير.. وكان أولى يتصل عليا» (خاص)    الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الجمعة 3 أكتوبر 2025.. كم تسجل درجات الحرارة نهارًا؟    «عملتها من ورايا».. نجل غادة عادل يعلق على إجراءها عملية تجميل    نيللي كريم عن ترشيح فيلمها «هابي بيرث داي» للأوسكار: «يناقش الطبقية» (تفاصيل)    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    غدًا.. مساجد المنيا تستعد لاستقبال المصلين في صلاة الجمعة    ما حكم الصلاة بالحركات دون قراءة؟.. أمين الفتوى يجيب    المنشاوي يعقد اجتماعًا لمتابعة المشروعات الإنشائية بجامعة أسيوط    هيفاء وهبي تفاجئ جمهورها بطرح 5 أغاني من ألبومها الجديد «ميجا هيفا» (فيديو)    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس    الدوري الأوروبي.. التشكيل الأساسي لفريق ريال بيتيس أمام لودوجوريتس    سعر السولار اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل جديدة في الأردن بمجال الصناعات الخرسانية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2أكتوبر 2025 في المنيا.... تعرف عليها    رئيس الوزراء يوافق على رعاية النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور الثامن للكتاب بمشاركة 23 دار نشر    قرار عاجل من التعليم لطلاب الثانوية العامة 2028 (الباقين للإعادة)    نجل زيدان بقائمة منتخب الجزائر لمواجهتي الصومال وأوغندا بتصفيات المونديال    وائل السرنجاوي يعلن قائمته لخوض انتخابات مجلس إدارة نادي الزهور    المنصورة يفوز على مالية كفر الزيات.. وبروكسي يتعادل مع الترسانة في دوري المحترفين    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    مصر تبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون بمجالي الصحة والتنمية البشرية    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    السيطرة على حريق فى سيارة مندوب مبيعات بسبب ماس كهربائي بالمحلة    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    رئيس الوزراء: ذكرى نصر أكتوبر تأتى فى ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    مصر والسودان تؤكدان رفضهما التام للإجراءات الأحادية فى نهر النيل    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هموم الأدب والثقافة في مرآة الدكتور شعبان عبدالحكيم
نشر في المصريون يوم 15 - 01 - 2016

هناك مشكلات تلازم المثقفين والأدباء تحتاج إلى تشريح وعلاج من خبراء متصلين بهذا الشأن الذى سقط من حسابات الحكومات المتعاقبة على مدار العقود السابقة؛ أضف إلى وجود الطحالب ونبات الهالوك التى دفعت إلى دوحة الأدب دفعاً بغية إفساده وتحقيق مآرب شخصية ...
التقينا الدكتور شعبان عبد الحكيم.. الناقد والمبدع، والذى كان ولا يزال شاهدا عياناً على هموم الثقافة المصرية.. سواء فى مركزها فى المدن الكبرى كالقاهرة أو فى الأقاليم بحضوره المؤتمرات والفعاليات الثقافية التى تعقدها الثقافة الجماهيرية أو اتحاد الكتاب أضف إلى تفرده وصدقه وإخلاصه ودماثه خلقه ...
والدكتور شعبان عبدالحكيم من مواليد قرية "العوايسة" مركز سمالوط بمحافظة المنيا فى 12مارس 1958، تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة المنيا عام 1984، وعلى درجة الماجستير فى الآداب برسالة عنوانها "الرمز فى إبداع معين بسيسو" عام 1995، ودرجة الدكتوراه فى الآداب برسالة عنوانها "النقد الجمالى عند العرب" عام 1998.
أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب التى تنوعت بين النقد والإبداع.. روايةً وقصةً وشعراً ، ومن أهم أعماله النقدية: "دور الاتصال والتأثير فى تشكيل الرؤية النقدية عند العرب"، و "الاغتراب والحلم فى أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصى"، و" عبدالحميد إبراهيم قاصاً"، و"انكسار الذات (البطل المهزوم فى مسرحيات فاروق خورشيد)، و"صورة الوطن وتهميش الذات فى شعر سميح القاسم "، و"تطور التقنيات السردية فى الراوية العربية المعاصرة"، و"السيرة الذاتية فى الأدب العربى الحديث"، و" الرمز فى الشعر والمسرح العربى الحديث"، وغيرها ..ومن الأعمال الإبداعية: "وقتلوا الدكتور أحمد" (رواية)، و" ذات يوم أحببت" (رواية) ، "أوراق تنزف دماً" (ديوان شعر)، و"العبور إلى الشاطىءالآخر"(رواية)، و" أخبار قرية الباشا" (رواية)، و"ترنيمات عاشق حزين" (ديوان شعر)..وغيرها ...
(المصريون) التقته لتناقشه وتحاوره فى عدة قضايا منها: الواقع الثقافى المعاش، وتفعيل دور الثقافة الجماهيرية فى خدمة الفرد والمجتمع، ومؤتمر أدباء مصر الذى يعقد كل عام ومدى تفعيل توصياته، والحديث عن نظرية أدبية تنبع من ثقافتنا العربية الإسلامية، ومستقبل الأدب الإسلامى، وموضوعات أخرى سوف نطالعها من خلال هذا الحوار:
1- كيف ترى الواقع الثقافى المعاش فى مصر والدول العربية؟
الواقع الثقافى فى مصر وفى البلاد العربية واقع مهترىء ، ويرجع لذلك إلى عوامل عدة منها :
1- الواقع السياسى الذى يرفض التعددية ، ويؤمن بسياسة الرأى الواحد ، فلا حيز للرأى المعارض ، ولا للأدب المخالف لسياسة الحاكم ، وندلل لذلك بما فعلته السعودية اتجاه عبد الرحمن منيف ، حين صادرت روايته ، ونبشوا قبره بعد موته لموقفه السياسى فى إبداعاته الروائية وموقفه من نظام حكم السعودية ، وما ذكرناه عن السعودية ينسحب على الدول العربية ، فلا يمكن أن نجد موقفاً أدبيا معارضاً لحكم أى نظم عربى .... وهذا يقتل الإبداع لافتقاد الصدق .
2- تهميش الثقافة والمثقفين فى المجتمع ، وهذا واضح فى افتقاد قيمة المثقف ، فلا يعامل مادياً أو معنويا مثل جهات أخرى فى المجتمع .....وهذا يؤثر سلبيا على الإبداع .
3- افتقاد مؤسسات الدولة للنزاهة والشفافية ، فعلى سبيل المثال نجد الطباعة فى الهيئة العامة للكتاب وفى قصور الثقافة تخضع لمعايير العلاقات والوساطات ....لا معيار الجودة ... ويبقى الكتاب عندهم بالسنين ..... ولا يطبع ....وكل رئيس هيئة يلغى قرار السابق له فى النشر لأنه يريد ان يبدل فساده بفساد جديد .... ويريد أن يعمل أرضية لنفسه بطباعة الكتب التى له علاقات مع أصحابها ....
4- افتقاد التشجيع للمثقفين ... فلا مجال لطباعة كتبه إلا فى إطار منظومة فاسدة تعتمد على الوساطات والمحسوبيات .... ولا الجوائز التى تحث على الإبداع والعطاء ...حتى جوائز الدولة هناك علامات استفهام كبيرة عليها .
2- اقتربت من الثقافة الجماهيرية وشاركت فى بعض فعالياتها كيف السبيل لتفعيل دورها فى خدمة الثقافة والأدب والمجتمع؟
يكون تفعيل دور الثقافة الجماهيرية بالآتى
1- بالشفافية من أندية الأدب فى توصيل رسالة الأدب والثقافة فى الحياة ، وذلك بالتواصل مع طبقات المجتمع من خلال المدارس والأندية الرياضية ، ويحتاج ذلك إلى دعم مادى للمصاريف التى تحتاجها بداية من المحاضر أو الشاعر الذى يُمنح ملاليم محدودة ووسائل المواصلات التى تنقل هؤلاء إلى المكان ، وتقديم المشاريب للحاضرين ....
2- التزام أندية الأدب برسالتها بعيداً عن الأهواء الشخصية ، فمثلا كثيراً ما نرى الندوات تعتمد على شخصيات لها علاقة بأعضاء مجلس إدارة النادى بالتبادل معهم لمبدأ (أفدنى ...أفيدك ) وكثيراً ما يكون تسوية الندوات على الورق .... ومعنى هذا التهام جيوب مجلس الإدارة لهذه الأموال دون فائدة .
3- مراجعة النظر للهيئة العامة للكتاب فى تقييم المحاضرين المركزيين ....فهم يشترطون كتابين ، وكثير من الشعراء وكتاب القصة اعتمدوا على السليقة ولم يقرأ كثيراً .... وهنا كيف يفيد غيره ، وهو لا يوجد فى جعبته شىء .....فلا بد تقييم المحاضرين تقييما واعياً ....من وجهة نظرى يكون عند المبدع أقل شىء خمسة كتب نقدية مطبوعة ....لأن الندوات تعتمد على النقد ....غير الأمسيات الشعرية التى تعتمد على الشعر
3- هل استطاع "مؤتمر أدباء مصر" على مدار ثلاثين عاما منذ انعقاد أول مؤتمراته، أن يزيل الحاجز النفسى بين القاهرة (المركزية) وبين الأقاليم؟

أولا الأديب أديب .... لا ينظر الأديب لغيره من منظور المكان الذى يقيم فيه ، ولكن ينظر إليه من حيث العطاء الفنى والإجادة ، وهنا نتحدث عن مؤتمر أدباء مصر فنجد الحظ الأكبر لأدباء العاصمة لأن هذا المؤتمر يعتمد على عدد كبير من العاصمة .... فكثير من الشخصيات تجىء بدعوات خاصة من شخصيات فوق القانون كما اعتدنا فى بلادنا ... رئيس المؤتمر ..أعضاء اللجنة الدائمة ....إلخ . وهنا يكون للقاهرة نصيب الأسد ...إضافة إلى حجم السكان و كثرة أندية الأدب بها .... فكثير الحاضرين يكون بترشيح نادى الأدب للذين ينتمون إليها
4- مشكلة النشر أول عقبة تواجه المبدع وخصوصا فى أعماله الأولى كيف يتم التغلب عليها؟
يمكن التغلب على هذه المشكلة بوضع خطة ثابتة للنشر فى دار النشر الحكومية تعتمد على هذه الأسس :
1- اختيار لجنة موضوعية ، تلتزم بالأمانة فى التقييم للأعمال المرشحة للنشر .
2- لا ينشر للكاتب أكثر من عمل كل فترة زمنية لتكن خمس سنوات .
3- يحصل الأديب على مبلغ جيد قيمة كتابه .
4- البعد عن الفوضى والوساطات فى النشر ....
5- بعيداً عن مؤسسات الدولة فى الطباعة يجب تشجيع الشباب فى النشر وكذلك طوائف المثقفين ، بتكليف لجنة بقراءة أعمالهم الأدبية ، وبعد إجازتها للنشر يُصرف مبلغ للكاتب وينشر فى دور نشر لها تواجدها ....على أن يأتى المبدع بصورة العقد للجهات الثقافية وعشرين نسخة من عمله بعد الطبع ، ويسلم عشر نسخ لدار الكتب للاحتفاظ بحق مؤلفه .
5- ما هى أهم المشكلات التى تواجه الأدباء عموما وأدباء الأقاليم بوجه خاص؟
المشكلة التى تواجه الأدباء التهميش وافتقاد المساواة فى النشر وفى حضور المؤتمرات، وفى التواجد على الساحة الثقافية ...لاعتماد هيئات الدولة الثقافية على العلاقات ...وأقف على مثال واحد ....الكاتب الذى له علاقات يطبع كتابه وبسرعة مذهلة فى دار نشر حكومية ، يكتب عنه صديقه الذى يعمل فى مجلة ، أو فى جريدة ....ثم تعمل له ندوة فى أحد المنتديات الثقافية .... وهناك صحفيون وصلت كتبهم إلى القارىء بمناصبهم .... يقابل رئيس الهيئة فيعرفه (صحفى) يطبع عمله ...اليوم الثانى يكتب عنه – مجاملة – فى الجرائد ، بعدها أى منتدى من المنتديات التى الستغلت وضعها المادى بصنع تواجد ثقافى ليس لها تقيم له ندوة .... وجعلوا من هذا الكتاب إنجازاً رغم محدودية قيمته
6- هل المجلات الأدبية وسلاسل النشر فى هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة تحتوى الأدباء والمبدعين وتكون صدى لإبداعهم ؟
أعتقد لا ..المجلات الأدبية تعتمد على العلاقات، لذا لا تؤدى دورها ....مجموعة من المنتفعين يقومون بالإشراف على مجلة ... تخضع المجلة لاتجاههم الفكرى ... ولأدباء بعينهم ... لا لقيمة النص وما يكتب عنه .... اقرأ مجلة من المجلات المتواجدة على الساحة ستجد مجموعة بعينها تواصل معهم الكتابة .... وفى الوقت نفسه تسير المجلة فى اتجاه فكرى محدد كتوجه الحداثة مثلا فى مجلة الثقافة الجديدة لأن مدير تحريرها رجل حداثى حتى النخاع .. علماً بأن الحداثة ليس لهذا المصطلح تعريف محدد .... أما بالنسبة لسلاسل النشر سواء فى الهيئة أو فى هيئة قصور الثقافة فتخضع لرئيسها الذى يطبع كما يشاء ولمن يشاء .... وأضرب لك مثالاً واحداً .... قدمت رواية لى بعنوان "العبور إلى الشاطىء الآخر " للهيئة العامة للكتاب عام 2008 ، وظللت أتابع حتى 2010 ، وأبلغتنى الأستاذة المختصة بموافقة لجنة التقييم .... وفى انتظار الطباعة عام 2012 ذهبت للسؤال أبلغونى بأن النشر فى مجال الرواية قد توقف نهائيا .... وبعدها قدمت عملا شعريا ....وفوجئت برفضه من قبل لجنة السماح عبد الله ....لأنه ليس عملا حداثيا .....يتحدث عن رغوة البهار فى أشجار السيسبان يمص الزبدة التى تروى سحائب العدم .... وكومة من البطيخ تداعب ثعلباً فى نواحى الروح المخنوقة ... والسح الدح امبوه ....أخيرا قدمت عملا روائي بعنوان "هذيان الرجل الذى سقط " وأعتقد انه سيسقط أيضا .....لأننا لسنا من هذا البلد ...
7- متى نرى نظرية أدبية تنبع من البيئة المصرية العربية؟

النظرية الأدبية تكون نتيجة لواقع سياسى واقتصادى واجتماعى ... تنبثق من هذا المجتمع معبرة عن رؤيته وفلسفته للواقع والحياة ....وإذا كان واقعنا المصرى يفتقد التفرد والاستقلال ....فنحن نعيش فى كنف الغرب ...بل ونجد فى ذلك التميز والتفوق .....انظر إلى ملابسنا وكلمات كثير من الذين يدعون الفرنجة وإلى أسماء محلاتنا .....إلخ ...فكيف تتأتى نظرية أدبية ، ونحن نستورد كل شىء من الغرب فى مقدمتها الفكر .... ففى مجال الأدب نستورد المذاهب الغربية ونظريات الغرب النقدية، ويصبح مقياس نجاح الفرد بمدى مجاراة الواقع الغربى فى هذا الفكر واستيعابه ، رغم غرابته عن واقعنا ....
عندما نصبح شخصية مستقلة فى فكرها واتجاهاتها العلمية والثقافية يكون لنا نظرية أدبية نابعة من طبيعة مجتمعنا ....فنحن قلدنا الغرب فى الكلاسيكية ، ثم فى الرومانسية ، ثم فى الواقعية ، ثم فى الحداثة وما بعد الحداثة .... وفى النقد استوردنا المناهج النقدية من الغرب ، وهذه المناهج قد تنتهى فى الغرب ولكننا نظل متشبثين بها ، كتشبثنا بالبنيوية والتفكيكية والنقد السيمولوجى ، النقد النسائى ....إلخ .
8- كيف ترى مستقبل الأدب الإسلامى؟
الأدب الإسلامي لم تتكفل به حتى الآن مؤسسة حكومية حتى الآن لأسباب أعتقد سياسية فى المقام الأول ....فالمؤسسة الثقافية تمنح دعماً معنويا وماديا .... فالأدب الإسلامى يقوم به شخصيات ذات دافع دينى ....وجاءت هذه الجهود فى شكل مباشر، وفى صورة غير مباشرة ، كالبحث عن إحياء تراثنا القديم الذى به نكهة إسلامية ....نذكر هنا مجال الرواية التاريخية ، وجهود جرجى زيدان فى الكتابة عن شخصيات إسلامية كصلاح الدين الأيوبى وصقر قريش عبد الرحمن الداخل، وعذراء قريش (موقعة الجمل)، وعذراء كربلاء وتعرض فيها لمقتل الحسين ....والأمين والمأمون عرض فيها لصفحة من الصفحات المشرقة للدولة العباسية الخ ، ودور على أحمد باكثير وأعماله ذات الطابع الإسلامي وخاصة روايته "واإسلاماه" ...إلخ ... وأعمال العقاد للكشف عن عبقريات إسلامية (أبو بكر الصديق وعمر وعلى (وعبقرية السيد المسيح ....الخ ) ، فهذه محاولات رغم قيمتها تفتقد الالتفاف تحت راية واحدة ، ليكون عنوانها إنشاء أدب إسلامي فلم يصرح أصحابها بغاية أعمالهم إنشاء أدب إسلامي بقدر إحياء الروح العربية الإسلامية فى صورة أدبية مشرقة .... أما عن المحاولات التى اتخذت صورة المباشرة فكانت محاولة الدكتور عبد الحميد إبراهيم الذى وهب حياته لمذهب الوسطية ....اكتشف محاورها فى الجزء الأول من كتابه الوسطية، ثم بحث عن تطبيق هذا المذهب فى مجالات الفكر والأدب قديما فى الجزء الثانى من كتابه الوسطية، وفى العصر الحديث فى الجزء الثالث ، فى الجزء الرابع (ما يقرب من ستمائة صفحة) كان بعنوان نحو رواية عربية ، وقف فيها على الملامح الفنية للرواية العربية (أقصد ذات الشكل العربى الأصيل) .... ويحمد لهذا الكاتب شيئان : أنه تتبع لجذور الشكل الأصيل للرواية فى التراث العربى ، ثم فى إبداع الكتَّاب المعاصرين ، والامر الثانى انه طبق هذا الشكل فى روايته " حلم ليلة القدر" التى جعلها الجزء الخامس لكتابه الوسطية ....وهى رواية تنم عن تفرد الكاتب وتوجهه (ككاتب الإسلامي) لا عن تعصب مريض ، ولكن بقناعة العالم المثقف ، الذى يبحث عن الشكل الذى ينسج المضمون ، وجاءت مقدرته فى نسج مضمون من خلال هذا الشكل يتماشى مع الروح الإسلامية فى هذه الرواية " حلم ليلة القدر " فهذه الرواية تبحث عن البعث العربى فى عصرنا ، وفى قصته " البيت الكبير " علرض نجيب محفوظ فى روايته " أولاد حارتنا ".
فمستقبل الأدب الإسلامي يصعب التنبؤ بتواجده الفاعل على الساحة الأدبية ...لأن مؤسساتنا الحكومة لا تتبنى مثل هذا التوجه ...كما ذكرت لأغراض سياسية ... وهنا ننتظر الشخصيات ذات الوعى والعبقرية التى تؤصل لملامح هذا الأدب من عصر النبى (صلى الله عليه وسلم) فى الشعر الإسلامي ، ثم فى شعر النساك والزهاد ، ثم فى شعر الصوفيين، فى القصة القديمة، واتجاهات القصة فى عصرنا كما فعل الراحل د . عبد الحميد ....ليكون صنيعه حجر الزاوية للانطلاق فى تكملة هذا الدور .....
9- ما دور مجامع اللغة العربية فى الحفاظ على اللغة العربية بعد سواد لغة النت ولغة مواقع التواصل الإجتماعى؟
وظيفة المعاجم اللغوية وضع تصور للغتنا يقوم على الصحة والسلامة ، فالمعاجم اللغوية تسرد لنا لمعانى الكلمات واشتقاقها .... وصحتها ....... متسلحة بأسس ثابتة ..... استعمال هذه الكلمات فى تراثنا منذ القدم .... أو أن هذه الكلمات معربة من لغات أخرى ... وهنا تثبت هذه المعاجم مقدرة اللغة على التعريب وامتصاص كلمات أخرى من لغات أخرى على مر التاريخ ، وجدنا ذلك فى تعريب الكلمات من اللغات الأخرى كاللغة الفارسية واليونانية قديما ، وفى عصرنا منذ بداية العصر الحديث إذا كانت الكلمة تخضع لمقاييس التعريب.
فقد تضمنت كلمة تعريب فى معاجمنا العربية القديمة استعمال لفظ غير عربى فى كلام العرب، وإجراء أحكام اللفظ العربى عليه من تنوين ، وتعريف (بال)، وما أشبه ذلك ،فإذا كان قد جاء فى كلام العرب مثل ذلك اللفظ فى الوزن والحرف،ينقلونه بعينه ،ويجرون عليه أحكام العربية من تنوين و تعريف(بال)، وغير ذلك ....واللغة فى نمو وحياة مستمرة ....فما تجد فيه تطابقا من خلال هذه الأسس تعرب إلى اللغة العربية .... ولكن المشكلة هنا فى جرينا وراء اللغات الأجنبية ، بل وتدريسنا لعلومنا كالطب والهندسة باللغة الإنجليزية ... وهذا موضوع يحتاج على وقفة متأنية ، بل إلى دراسة وعندى دراسة بعنوان تعريب الطب فى الجامعات العربية إشكاليات ومقترحات ....
10- بعد بضع سنوات من تجربة فروع اتحاد الكتاب فى الأقاليم. هل أدت الدور المنوط بها فى الارتقاء بالأدب والأدباء واحتضانهم وحل مشكلاتهم؟

تجربة فروع اتحاد الكتاب فى الأقاليم لها إيجابياتها فى منح الفرصة لكتاب الأقاليم ممارسة العمل الثقافى والتواصل مع المثقفين .....ولكن هناك سلبيات تحول دون تحقيق الهدف المرجو ....كتناحر بعضهم على الانضمام لمجلس الإدارة دون أن يكون هدفه العطاء ....والخلافات بين الأعضاء ... وتقصير اتحاد كتاب مصر فى صرف المبالغ المطلوبة لمزاولة النشاط بالصورة المطلوبة ....فهذه السلبيات حالت دون أداء هذه الفروع دورها بالصورة المرجوة منها...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.