الدكتور أحمد زويل من كبار علماء العالم، والدليل أنه حاصل على جائزة نوبل ذائعة الصيت، ولو لم يحصل عليها لظل من عامة العلماء.. فجائزة نوبل جائزة سحرية، هى التى جعلت من نجيب محفوظ كبير أدباء العرب وأديبا عالميا، ولو لم يحصل عليها لظل من عامة الأدباء. نذكر أن زويل بمجرد حصوله على الجائزة حضر إلى مصر حضور الفاتحين، مختالا فخورا، عارضا خدماته، وقوبل بترحاب رسمى، ومنح قلادة النيل الذهبية دون أن يؤدى للنيل أو لأرض النيل عملا يبرر هذا المنح، إلا إذا كان مكافأة له على تخلفه وعدم العودة إلى وطنه بعد انتهاء بعثته.. هذا المنح الانفعالى عده البعض هدرا للمال العام وتفريطا فى القيمة الأدبية للجائزة التى لا يجب منحها لأى عابر.. رجع زويل إلى دياره بعدما أحس فتورا من جانب النظام وإعراضا عنه، ومن ثم طويت صفحته. وبعد ثورة يناير العظيمة عاد إلى مصر عارضا خدماته بإلحاح، ووجد ضالته فى بعض القنوات الفضائية وفى عدد من الصحفيين لتقديمه للناس وترويج لشخصه.. كما فتحت أمامه أبواب الأوبرا، وراح يردد فى كل مرة نفس الكلام عن إنشاء المدينة العلمية التى تم مؤخرا الاتفاق على إقامتها وحمّلوها ظلما باسم زويل. وهكذا للمرة الثانية يكافأ بإطلاق اسمه على مدينة علمية، رغم أنه لم يقدم شيئا لمصر، بل ولم نسمع أنه قدم منحا دراسية لبعض طلابنا المتميزين كما قدمها لغيرهم من جيران السوء، ولم نسمع أنه حرك ساكنا كما حركه لذات الجيران.. ويبدو أنه استحلى الجوائز فشرع فى جمعها من حيث يدب. وأين الدكتور زويل من الدكتور مجدى يعقوب، الذى أنشأ قسما لجراحة القلب فى أقصى صعيد البلاد، يعالج مرضى، ويدرب أطباء، وأين هو من الدكتور محمد غنيم ومركزه الطبى فى المنصورة... كل هذا فى هدوء وسكينة. إننا نتساءل عن سبب واحد يبرر إطلاق اسم الدكتور زويل على المدينة العلمية المحتملة، ألن نقلع عن عادة إطلاق أسماء أشخاص أيا كانوا على مؤسسات الدولة ومرافقها.. ونتساءل مرة أخرى... كيف قبل الدكتور زويل، وهو لم يقدم شيئا لمصر، أن تسمى المدينة العلمية باسمه. ألم يكفه أن شارعا فى مسقط رأسه حمّل باسمه دون أن يقدم تبرعا لائقا لتحسين حال من أحوال بلدته.. ولا تدرى أى زويل هو، هل زويل المصرى أم زويل الأمريكى، هل زويل العالم، أم زويل مستشار الرئيس الأمريكى. وهل سيكتفى زويل بإطلاق اسمه هنا وهناك، أم يريد أن تحمل مصر كلها اسمه. تذكرت مقالاً للأديب يوسف القعيد (صحيفة الأسبوع 23/1/2006) فى شأن زويل.. لقد نسب الأول إلى الثانى تطويره للجيش الإسرائيلى، وزيارته للكيان الصهيونى.. ثم اختتم مقاله بعبارة مفزعة "ولا أريد أن استطرد فى حكاية زويل، فما لدى يملأ مجلدات".. وقتئذ كتبت معلقا ومستحثا، بل ومستفزا القعيد (الوفد 12/2/2006) عله يبوح بما عنده ولو بمجلد واحد، فأمر كهذا لا يكفيه التلميح أو الهمز أو اللمز.. وأقفل الموضوع مع رجوع زويل إلى أمريكا.. وها هو زويل يعود مرة أخرى باحثا عن دور، فمستشار رئيس أمريكا لن يقبل بأقل من رئيس دولة.. فهيا أيها القعيد بح بما عندك. وقبل أيام اتصل بى صديق هاجر إلى أمريكا منذ ما يقرب من عشرين عاما... وفى أثناء الحديث سألته الرأى فى أحمد زويل.. فأبدى عدم ارتياح العلماء المصريين المقيمين فى أمريكا له.. بذلك صدق حدسى وحدس غيرى. أيها السادة.. بمصر علماء أكفاء فى جميع التخصصات، ولكن المناخ الذى يحيط بهم ليس بالمشجع على العمل. الأمل أن يتغير هذا المناخ بعد الثورة ويحظى البحث العلمى بجزء من الاهتمام العام، والمؤكد أننا لن نبدأ مسيرة البحث العلمى من دور الحضانة كما يردد زويل.. دعموا الجامعات والمراكز البحثية بالمليار المطلوب وستروا النتيجة. وتبقى مقولة خاطئة لزويل يبرر بها أفعاله وهى أن العلم ليس له وطن. فالعلم، العلم له وطن وسنرجئ تفسير هذه العبارة إلى مقال قادم بإذن الله. وأخيرا... ولكى نقطع الطريق على المنتفعين من صحبة عالم نوبل، نؤكد أن الدكتور زويل عالم فذ، ولكن لا حاجة بنا إليه فى الوقت الحالى، ونرجو من السيدات والسادة مقدمى برامج القنوات الفضائية الذين يضيفون الدكتور زويل أن يحرصوا على دعوة عالم من علماء مصر منعا للاستئثار بالحديث، وإن لم يجدوا من لا يعدل الدكتور زويل فليكن أول سؤال يوجه إليه عن رأيه فيما يثار عنه لكى تتضح الصورة أمام الناس.. الحديث لم يكتمل بعد.