ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن سياسة الاحتفاظ بجثامين الفلسطينيين, الذين نفذوا هجمات ضد الفلسطينيين, لم تثبت جدواها في وقف هذه الهجمات. وكشفت الصحيفة في تقرير لها في 9 يناير عن مفاجأة جديدة مفادها أنه نشب خلاف بين المستويين الأمني والعسكري في إسرائيل, في أعقاب فشل هذه السياسة, وبسبب الفشل أيضا في التعامل مع هجمات الفلسطينيين. وتابعت " وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان يواصل دعمه للاحتفاظ بجثث منفذي العمليات، ولذلك ما زالت الشرطة التابعة له تحتفظ بعدد من الجثامين الفلسطينية، فيما يؤكد الجيش الإسرائيلي أن (سياسة الاحتفاظ بالجثث), لم تثبت جدواها". وكان الغضب عم الأراضي الفلسطينية المحتلة السبت الموافق 9 يناير, بعد استشهاد ستة فلسطينيين، قتلهم الاحتلال بدم بارد, وبذريعة محاولة طعن جنوده. وشيع آلاف الفلسطينيين أربعة شهداء في جنازة رسمية بمحافظة الخليل، بعد أن سلم الاحتلال جثامينهم إلى السلطة الفلسطينية. وكانت قوات الاحتلال قتلت الشهداء الأربعة في حادثتين منفصلتين، حيث قتلت ثلاثة شبان -وهم مهند زياد محمد كوازبة، وأحمد سالم كوازبة، وعلاء عبد محمد كوازبة من قرية سعير- بذريعة محاولة طعن أحد الجنود عند مفترق طرق قرب مجمع مستوطنات غوش عتصيون شمالي الخليل. أما الشاب الرابع فهو خليل محمد الشلالدة من قرية بيت عنون شرقي الخليل، وقد استشهد بذريعة مشابهة. وفي محافظة جنين شيع الشهيدان علي أبو مريم (26 عاما) من قرية الجديدة، وسعيد أبو الوفا (38 عاما) من بلدة الزاوية، بعدما أطلق الاحتلال النار عليهما أثناء مرورهما على حاجز الحمرا بالأغوار الشمالية شمالي الضفة الغربية. وقال فلسطينيون يقطنون قرب مكان الحاجز ل"الجزيرة"، إن جيش الاحتلال أمر الشابين بالترجل من الحافلة قبل أن يطلق النار عليهما عند الحاجز، وذكروا أنهما أعدما بدم بارد. وبدوره, قال توفيق أبو ضياء رئيس مجلس قرية فروش بيت دجن حيث يقام الحاجز، إن الشابين يعملان في توزيع المواد الغذائية وإن جنود الاحتلال كعادتهم طلبوا منهما الترجل من الحافلة التي يستقلانها ليفتشوهما، ثم أطلقوا النار عليهما مباشرة وتركوهما ينزفان لفترة, دون إسعافهما. وبهؤلاء الستة، ترتفع إلى 151 حصيلة شهداء الهبة الفلسطينية التي بدأت في أكتوبر الماضي, ردا على الاعتداءات التي تستهدف المسجد الأقصى وعلى القمع الإسرائيلي، بينما قتل في المقابل أكثر من عشرين إسرائيليا في عمليات فلسطينية. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت في 8 يناير في بلدة سردا شمالي رام الله منزل عائلة الشهيد مهند الحلبي، منفذ عملية الطعن التي قتل فيها مستوطنان بالبلدة القديمة في القدسالمحتلة مطلع أكتوبر الماضي. وتأتي ممارسات كهدم المنازل وغيرها, في إطار العقوبات الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين, والتي تؤجج التوتر في الأراضي الفلسطينية.